"داعش" يتلقّى ضربات جديدة في الرقة .. والمعارك مستمرة في القنيطرة
صعّد الجيش السوري أمس قصفه لمواقع تابعة لـ"داعش" في الرقة، ما دفع التنظيم الارهابي الى إجراءات "تكتيكية" على الارض، في خطوة لإعادة تموضعه، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك العنيفة بين الجيش والمسلحين في ريف القنيطرة ودرعا
المشهد في مدينة الرقة نحو مرحلة جديدة، التصعيد أبرز عناوينها. غارات كثيفةٌ شنّتها الطائرات السورية مجدداً أمس، استهدفت مقار ومخازن أسلحة لتنظيم "داعش"، يبدو أنها تركت أثراً مختلفاً عن المرات السابقة، فبالتزامن مع تداول أنباء عن رصد طائرة بدون طيار نفّذت طلعات عدة في سماء المدينة، قام التنظيم بعدد من الإجراءات تهدف إلى إعادة ترتيب أوراقه على الأرض.
صحيفة "الأخبار" نقلت عن مصادر من السكان تأكيدها أن "داعش" أصدر أوامر إلى الأهالي تقضي بإخلاء مباني السكن الشبابي، ابتداءً من السبت (اليوم).
المصادر توقعت أن يكون أمر الإخلاء إجراءً يُمهد لانتقال مقاتلي التنظيم وعائلاتهم إلى السكن فيها. في الوقت نفسه، أخلى التنظيم عدداً من مقاره الرئيسية في المدينة، الأمر الذي ربطته مصادر مواكبة للتطورات الميدانية بـ"الخسائر الفادحة التي مني بها من جراء استهداف الطائرات السورية لمواقعه".
وتعليقاً على هذه الأنباء، قال مصدر من داخل التنظيم لـ"الأخبار" إن "الأمراء العسكريين لـ"داعش" قد دأبوا على وضع خططٍ تناسب كل مرحلة بالاستناد إلى خبراتهم الكبيرة في العمل العسكري".
المصدر أكّد أن "مخططاً جديداً سيدخل حيز التطبيق خلال الأيام القادمة في ولاية الرقة".
على صعيد آخر، استمرت المعارك بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في كل من ريف القنيطرة ودرعا جنوباً. ودارت اشتباكات عنيفة أمس في كل من حي المنشية ومحور بلدة انخل وجبهة سلمين في ريف درعا، فيما قتل عضو الهيئة العامة في مجلس محافظة درعا وأحد أبرز وجوه ما تسمّى "حركة أحرار الشام"، محمد عبدالله المدعو "أبو حشيش"، إثر الاشتباكات مع الجيش السوري في تل مسحرة في ريف القنيطرة. كذلك استهدف سلاح الجو السوري تجمعات "جبهة النصرة" وباقي الفصائل المسلحة في ريف القنيطرة.
بموازاة ذلك، يواصل الجيش السوري استهدافه لتجمعات المسلحين في حي غويران بالتزامن مع اشتباكات تدور بالقرب من مداخل الحي الوحيد الذي يشهد وجوداً للمسلحين، في مسعى منه لإنهاء وجود المسلحين في مدينة الحسكة بشكل كامل.
مصدر عسكري أكد لـ"الأخبار" أن "وحدات الجيش تواصل تمهيدها الناري لدخول الحي الذي يوجد فيه أكثر من 160 مسلحاً، قتل منهم أكثر من ثلاثين وأصيب آخرون"، وأضاف "منحنا المسلحين قبل بدء العملية ثلاثة خيارات، الخروج من الحي بأسلحتهم من دون قتال، أو الجنوح للمصالحة لكنهم رفضوا، واليوم يعرضون الخروج من الحي باتجاه تركيا، لكن هذا لم يعد متاحاً لهم".
وفي ريف حماه، أغارت الطائرات الحربية على تجمعات المسلحين في جبهة الشيحة، فيما دارت اشتباكات في محيط بلدة مورك في الريف الشمالي للمحافظة.
وفي إدلب، استهدف سلاح الجو السوري مواقع المسلحين في سلقين وسرمدا ومدينة معرة النعمان في ريف إدلب، فيما استهدف أيضاً مقراً للمجموعات المسلحة في محيط بلدة سرجة في جبل الزاوية.