يعمل تنظيم "داعش" التكفيري على الإنتشار في مصر، ويقوم حالياً بتدريب جماعة "انصار بيت المقدس" الإرهابية في مصر. وإذا تأكد أن التنظيم الإرهابي يمد نفوذه إلى مصر فإن ذلك سيدق أجراس الخطر في القاهرة التي تواجه السلطات فيها بالفعل تحديا أمنيا من جماعات إرهابية تكونت في الداخل بعد عزل الرئيس محمد مرسي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تنشط في شبه جزيرة سيناء والتي قتلت عشرات من قوات الأمن المصرية خلال العام المنصرم، قوله إن "تنظيم داعش قدم للجماعة توجيهات بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية".
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "يعلموننا كيف نقوم بالعمليات. نحن نتواصل عبر الإنترنت." وأضاف "هم لا يعطوننا أسلحة أو مقاتلين. لكن يعلموننا كيف نشكل خلايا سرية يضم كل منها خمسة أعضاء. شخص واحد فقط (من كل خلية) يتصل بالخلايا الأخرى".
مجموعة من "انصار بيت المقدس"
وثار القلق في مصر بعد نجاح "داعش" في الاستيلاء على أجزاء من سوريا والعراق. وتقاتل السلطات المصرية جماعة "أنصار بيت المقدس" وأيضا متشددين استغلوا الفوضى في ليبيا خلال مرحلة ما بعد القذافي للتمركز على حدود البلدين.
وقال المسؤول في "أنصار بيت المقدس" إن "هجمات الجيش مثلت ضغطا على جماعة أنصار بيت المقدس وتسبب في فرار أعضاء التنظيم إلى مناطق أخرى بمصر. لكن التنظيم لا يزال يشكل خطرا أمنيا".
وقال مسؤولون أمنيون إن "الجماعات المتشددة مثل أنصار بيت المقدس تسير على نهج داعش في مجال العمليات الوحشية مثل الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس مثلما حدث في الآونة الأخيرة للصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف". وأعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعض الاستقرار السياسي لمصر.
لكن الجماعات المتشددة لا تزال تشكل خطرا كبيرا. وأضاف المسؤولون الأمنيون إن "آلاف المتشددين المصريين انضموا إلى عمليات داعش وتخشى السلطات أن يعودوا إلى البلاد لقتال الحكومة".
وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط على قوات الأمن المصرية التي فشلت حتى الآن في وقف حملة تفجيرات وهجمات بالرصاص أودت بحياة العشرات من جنود الجيش والشرطة منذ سقوط مرسي في يوليو/تموز العام الماضي.
وأكد المسؤولون الأمنيون أن "قادة داعش وقادة أنصار بيت المقدس أقاموا اتصالات فيما بينهم. وفي الوقت نفسه أقام المتشددون الذين يتخذون من ليبيا قاعدة لهم اتصالات مع أنصار بيت المقدس الأمر الذي أدى إلى تكوين شبكة معقدة". وقال مسؤول أمني "ان هناك علاقات بين الأنصار وداعش لكن ليس هناك أعضاء في داعش في مصر." وأضاف "أن هناك تنسيقا بين قادة الأنصار والمتشددين في ليبيا وداعش".
وقال المسؤول الأمني إن السلطات المصرية سلمت مسؤولي المطارات المصرية قوائم بأسماء المصريين الذين ذهبوا إلى الخارج للقتال. وأضاف "بعض الأشخاص يعودون لشن هجمات لذلك نلقي القبض عليهم. نفس الشيء يحدث لغيرهم الذين يعودون لزيارة أسرهم".
"أنصار بيت المقدس" تقطع الرؤوس ايضاً
وقالت جماعة أنصار بيت المقدس في الآونة الأخيرة إنها "قطعت رؤوس أربعة مصريين اتهمتهم بأنهم قدموا لإسرائيل معلومات ساعدت على قتل ثلاثة من مقاتلي الجماعة في هجوم جوي".
وقد عثر على أربع جثث مقطوعة الرأس في شبه جزيرة سيناء. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن قطع رؤوس. وفي تسجيل فيديو على تويتر وقف مسلحون يرتدون أقنعة سوداء فوق رجال راكعين بينما قرأ أحد المسلحين بيانا. وبعد دقائق قطعت رؤوس الأربعة.
وقال مسؤول "أنصار بيت المقدس" الذي تحدث إلى "رويترز" إن "قطع الرؤوس رسالة واضحة لأي شخص يتعاون مع أعداء الجماعة مفادها أنه سيلاقي نفس المصير".
وأضاف "نواجه صعوبة في العمل في سيناء. العمل أسهل في أماكن أخرى"، مضيفا أن "المقاتلين يستفيدون من النصائح التي تقدمها داعش". وأضاف "يعلموننا كيف نهاجم قوات الأمن وعنصر المفاجأة".
وتابع "قالوا لنا ازرعوا القنابل ثم انتظروا 12 ساعة قبل تفجيرها ليكون هناك وقت كاف أمام من قام بزراعتها للفرار من المدينة التي زرع قنبلته فيها." واشار إلى أن "التفجيرات التي لا تكون من عمل أنصار بيت المقدس تشير إلى ظهور جماعات متشددة جديدة في مصر. وأضاف أن هناك تدفقا للمتشددين في الاتجاهين عبر حدود ليبيا". وقال أيضا "هناك آخرون يعملون في مصر. لا نعرف عنهم أي شيء. لنا أفراد ذهبوا إلى ليبيا. فقدنا الاتصال معهم." وأضاف "في كل مرة يقتلون واحدا منا ينضم إلينا اثنان أو ثلاثة. في العادة هم اقارب أعضاء قتلوا".