إرهاب "داعش" والأزمة الأوكرانية ـ الروسية وأفغانستان تتصدر اهتمام قادة ملفات ح
يجتمع قادة حلف "شمال الأطلسي" في ويلز جنوبي بريطانيا الخميس، لبحث مجموعة من القضايا على رأسها الإرهاب وأفغانستان وأوكرانيا. ويتصدر القمة خطر "تنظيم داعش". كما يناقش الحلف تدهور العلاقة مع روسيا. ورغم الأنباء عن إعلان وقف لإطلاق النار في شرقي أوكرانيا، تبدو دول شرقي أوروبا متخوفة بشدة مما ينتظرها في المستقبل القريب في حال ما لم يرد الحلف بالقوة المناسبة على ما يحدث في أوكرانيا.
وثمة ملفات عديدة سيناقشها قادة الحلف، لكن أيضاً سيغلقون ملفا كبيراً طال البحث فيه، وهو دور الحلف في أفغانستان الذي سينتهي بانسحاب قواته من هناك خلال العام الحالي، وسيتم البحث أيضاً في تعزيز الشراكة مع حلفاء "الناتو" البالغ عددهم أكثر من 40 دولة في مختلف أنحاء العالم.
وستتيح قمة الناتو لقادته، معالجة القضايا التي تهدد الأمن القومي لدول الحلف من القرصنة إلى الهجمات الإلكترونية والإرهاب وتأمين الحدود ودعم الشركاء، وكذلك ضمان أن جميع دول الناتو لديها المعدات والمهارات اللازمة لحماية أنفسهم فضلا عن الوفاء بالتزاماتها في حماية حلفاء الناتو الآخرين عند الحاجة لذلك.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى ميثاق جديد لقوات حلف الناتو العسكرية، وإعادة نظر في العلاقة بين روسيا والناتو على الأجل الطويل. بعث كاميرون برسائل إلى زعماء الدول الأعضاء في الحلف وإلى أمينه العام محددا فيها خمسة أهداف للقمة، هي إعادة النظر في علاقة حلف الناتو مع روسيا على الأجل الطويل "ردا على ممارساتها غير القانونية في أوكرانيا. وينوي رئيس الوزراء استغلال القمة للاتفاق على طريقة احتفاظ حلف الناتو بوجود قوي في الأشهر المقبلة في أوروبا الشرقية لطمأنة الحلفاء هناك".
واقترح كاميرون أيضاً ميثاقا تاريخيا لقوات حلف شمال الأطلسي يُبنى على العهد العسكري للمملكة المتحدة، ويجسِّد الالتزام الجماعي تجاه القوات المسلحة. وسيصاحب ذلك جهود لمشاركة أفضل الممارسات في تقديم الرعاية الطبية والدعم للجنود الجرحى والعائلات الثكلى.
كماد دعا إلى "مناقشة سبل دعم الحلف للحكومة الأفغانية في السنوات القادمة، وبخاصّة ما سيُقدَّم عبر "بعثة دعم العزم" الاستشارية المقترحة والتكفل بالاحتياجات المالية للقوات الأفغانية"، ومناقشة الأخطار المتغيّرة لضمان قدرة الناتو على مواصلة التحديث كي يستطيع التصدي للتهديدات المختلفة التي تشكلها الدول الهشة، وخاصة عبر إرسال بعثات للمساعدة في بناء القدرات الدفاعية لدول أخرى في العالم، وتشجيع الدول الأعضاء في الحلف التي لا يصل إنفاقها العسكري حالياً إلى نسبة 2% المطلوبة من الأعضاء على استثمار المزيد في قدراتها الدفاعية.
ويرى خبراء دوليون أن قمة 4 أيلول التي ستجري في مدينة كارديف، خارج العاصمة الويلزية، هي بوضوح الأهم منذ سقوط جدار برلين بسبب الازمات المتعددة التي تنتشر حول العالم في ذات الوقت.
ووصل الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الاربعاء الى استونيا على أن ينتقل منها الى بريطانيا حيث سيشارك اليوم في القمة. وسيوجه أوباما من هذه الدولة الصغيرة التي انضمت الى الحلف الاطلسي في 2004 خطابا يؤكد فيه ان ضمان الولايات المتحدة امن دول البلطيق هو التزام "لا لبس فيه" ويحذر من مغبة الاعتداء على اي من الجمهوريات السوفياتية السابقة التي اصبحت اعضاء في الاطلسي. ويتوقع ان تقر قمة الاطلسي خطة تحرك سبق ان اعلن عنها الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن، تنص على نشر الاف الجنود في شرق اوروبا بشكل سريع، في غضون ايام.
وقد حذر الحلف وقادته من أن أي خطر إرهابي على حدود إحدى دوله يعني أنه سيتحرك لا محالة لدرء هذا الخطر. وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الأربعاء، إن بلاده تعتزم قتال تنظيم "داعش" إلى أن تتلاشى قوته في الشرق الأوسط وإنها ستسعى لتنفيذ العدالة فيما يتعلق بقتل الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف. وأشار أوباما إلى أن القضاء على "التنظيم المتشدد سيستغرق وقتا نظرا لفراغ السلطة في سوريا وكثرة عدد المقاتلين المتمرسين في القتال الذين خرجوا من عباءة تنظيم القاعدة خلال حرب العراق فضلا عن الحاجة إلى بناء تحالفات تشمل المجتمعات المحلية".