ينشط مسلحو تنظيم "داعش" على خط إرتكاب جرائم حرب وفظائع ضد الإنسانية وتطهير إتني وعرقي ممنهج في المناطق التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا المجاورة. هذه خلاصة تقارير دولية وأخرى تابعة للامم المتحدة تحدثت عن مقتل ما لا يقل عن 1420 شخصاً جراء أعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق في آب/أغسطس الماضي، ونزوح ما يقارب الـ 850 ألف عراقي إلى إقليم كردستان.
وقد اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق أن حصيلة اعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق بلغت 1420 على الاقل، فيما اصيب نحو 1370 في الفترة ذاتها. وأشارت في بيان صادر عنها إلى أن "عدد المدنيين الذين قتلوا في الشهر المنصرم بلغ 1265، فيما قتل 155 من عناصر الامن". ولم تشمل الحصيلة محافظة الانبار، كما توجد صعوبات لتأكيد الحوادث التي تقع في المواقع الخارجة عن سلطة الحكومة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فلافيا بانسيري، إن الأقليات الدينية في العراق "تتعرض لانتهاكات صارخة" على يد تنظيم "داعش".
وأكدت بانسيري في افتتاح جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية، أن هناك عمليات "تطهير عرقي" ضد المدنيين في العراق من قبل مسلحي التنظيم، الذين ينتشرون في عدة مدن شمالي العراق.
وأضافت أن "هناك 180 ألف نازح وصلوا إلى كردستان في يوم واحد. هؤلاء من الأقليات الدينية وهم محاصرون وعدد كبير منهم هربوا خشية تعرضهم لاعتداءات جديدة من تنظيم داعش (..) تم التعرض للأيزيديين بطريقة فاضحة".
وأضافت المسؤولة الدولية أن "التقارير من نينوى تشير إلى مقتل ألف أيزيدي على الأقل خلال الأسابيع الماضية وإختطاف آلاف آخرين. والأرقام الحقيقة يمكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير".
من جانبها قالت ليلى زورقي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، إن أكثر الانتهاكات التي تعرض لها أطفال العراق هي القتل والتشويه. كما ذكرت أن معظم ضحايا القتال سقطوا نتيجة الهجمات على المناطق السكنية. وتحدثت زورقي عن تجنيد الأطفال دون الثلاثة عشر عاماً واستغلالهم في القتال في صفوف تنظيم "داعش".
وفي تقرير وعنوانه "تطهير عرقي بمقاييس تاريخية"، اكدت منظمة العفو الدولية ان لديها "ادلة" على حصول العديد من "المجازر الجماعية" في آب/اغسطس في منطقة سنجار حيث يقيم الكثير من الايزيديين، وهم ابناء اقلية غير مسلمة ناطقة بالكردية.
وبحسب الشهادات التي اوردها التقرير فان مسلحي "الدولة الاسلامية" جمعوا عشرات الرجال والصبية في شاحنات ونقلوهم خارج قراهم حيث اعدموهم.
وقالت المنظمة في تقريرها ان تنظيم الدولة الاسلامية "حول مناطق سنجار الريفية الى حقول للقتل (...) في اطار حملته الوحشية الرامية لمحو أي أثر لكل من ليس عربيا وليس مسلما سنيا" في هذه المنطقة.
واضافت ان الاعتداءين الاكثر دموية من بين تلك الاعتداءات حصلا في قرية قينية في 3 آب/اغسطس وفي قرية كوشو في 15 آب/اغسطس حيث سقط في هاتين القريتين لوحدهما "مئات" القتلى.
واكدت المنظمة ان "مئات، وربما الاف" النساء والاطفال من الاقلية الايزيدية تم خطفهم على ايدي الدولة الاسلامية بينما فر "الاف" الاشخاص الذين "ارهبتهم" هذه الفظائع.
"هيومن رايتس ووتش": مليشيات "داعش" تستخدم القنابل العنقودية
هذا وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تنظيم "داعش"، استخدم الذخائر العنقودية، في موقع واحد على الأقل بسوريا.
وأوردت المنظمة الحقوقية أنه بناءً على تقارير مسؤولين أكراد محليين، وأدلة فوتوغرافية، استخدم "داعش" القنابل العنقودية مرتين، في 12 يوليو/ تموز، و14 أغسطس/ آب الماضيين، في محافظة حلب الحدودية مع تركيا.
وطبقاً لما نشرته المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، فقد لقي أربعة مقاتلين من "وحدات حماية الشعب" الكردي، بالإضافة إلى طفل، يبلغ من العمر 11 عاماً، مصرعهم في الهجومين.
في غضون ذلك، ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالانتهاكات التي تقترفها قوات "داعش" في العراق والتي قد ترقى الى كونها جرائم دولية ووافق على ايفاد بعثة للتحقيق في هذه الانتهاكات.
ووافق المجلس على مشروع قرار طرحته فرنسا والعراق دون اجراء اقتراع إلا ان وفد جنوب افريقيا قال إنه ينأى بنفسه عن النص لانه غير متوازن.
وقال محمد شياع السوداني وزير حقوق الانسان العراقي في الجلسة الطارئة التي تعقد في جنيف إن العراق يواجه "وحشا ارهابيا" واضاف "ان الأفعال التي تقترفها الدولة الإسلامية لا تهدد العراق وحده بل المنطقة والعالم بأسره."
واضاف: "يجب محاكمة هذه المنظمة الارهابية مثل المجرمين لدى هذه الدول لانها تقوم بأعمال ابادة وجرائم ضد الانسانية".
بدوره، قال المندوب الايراني لدى الامم المتحدة في جنيف محسن نظيري ان "على جميع الدول توحيد جهودها لمواجهة هذا التهديد". وكشف المندوب الروسي اليكسي بورودافكين ان بلاده ستواصل تزويد العراق "بالاسلحة الحديثة".