في إنجاز نوعي جديد، إستعاد الجيش العراقي السيطرة على ناحيتي ينكجة وسليمان بك شرق صلاح الدين، بعد يوم واحد من فكه الحصار عن ناحية آمرلي، في وقت واصلت الطائرات الأميركية غاراتها على مواقع "داعش". وفي موازاة المعركة الميدانية، معركة أخرى سياسية حيث كثّف رئيس الحكومة العراقية المكلف حيدر العبادي مشاوراته مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة العتيدة، وسط تأكيدات بأن تأليفها بات وشيكا.
ومع أن حصار آمرلي انتهى، غير أن المعارك حولها مستمرة، فقد دارت على الأرض، معارك في سليمان بك وينكجة شمال آمرلي، بعد أن شنت قوات البشمركة هجوماً لطرد عناصر "داعش" من البلدتين.
وفي وقت عملت قوات مشتركة من الجيش العراقي والبيشمركة على تأمين طريق بغداد - كركوك الدولي بشكل كامل، أعلنت "عصائب أهل الحق" أنها أمنت وبالتعاون مع الجيش العراقي طريق آمرلي ـ طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين.
ولفت المكتب السياسي لـ"أهل الحق"، إلى أن تعاون قواته مع الجيش أثمر عن طرد مسلحي "داعش" من ناحية سليمان بك. وأضاف أن "الجهد الهندسي العسكري، تمكن من تفجير عدد من العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "داعش" في المنطقة قبيل هزيمته".
وفي بابل، أعلن رئيس مجلس قضاء المسيب قاسم رحيم عن تطهير منطقتي البهبهان وهور الحسين من مسلحي "داعش" شمالي المحافظة، مؤكداً أنه تم تشكيل لجنتين لإحصاء حجم الأضرار في المنطقتين واستقبال العوائل المهجرة.
وإلى العاصمة، حيث أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن مقتل ما يسمى "أمير قاطع الرصافة - ولاية بغداد" بتنظيم "داعش" بعملية أمنية للقوات العراقية، مؤكدة أنه مسؤول عن عمليات إرهابية في مناطق عديدة من العاصمة.
وأوضح المتحدث باسم قيادة العمليات العميد سعد معن في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن "قوة من استخبارات الشرطة الاتحادية تمكنت من قتل الارهابي المكنى أبي أيسر، وكذلك أبي أحمد، الذي يشغل منصب (أمير قاطع الرصافة) في ولاية بغداد بتنظيم داعش". مشيراً إلى أنه "بفضل المعلومات المتوفرة والتحقيقات والتحرك السريع قامت قوة أمنية بتطويق ومداهمة المنزل الذي يسكنه الإرهابي"، لافتاً إلى أن "القوة تمكنت من قتله بعد ان حاول تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه".
المالكي من امرلي: "العراق سيكون مقبرة لداعش"
رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، قام بزيارة مفاجئة الى بلدة امرلي التركمانية بعد فك حصارها، وأكد ان العراق سيكون "مقبرة لداعش".
وتجول المالكي الذي رافقه وفد حكومي في شوارع المدينة والتقى بالمقاتلين وقوات الحشد الشعبي، وكذلك بسكان المدينة وصافح رجالها في صور بثتها قناة "العراقية" الحكومية.
وقال المالكي في كلمة امام المئات من سكان المدينة ان "العراق سيكون مقبرة لداعش، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لداعش". واضاف "هنا تقبر هذه العصابة، بعون الله، وهمة المخلصين، حتى النصر النهائي الذي لم يعد بعيدا باذن الله".
وقال المالكي الذي استقبل بهتافات من قبل السكان واهازيج فرح: "احييكم يا سكان هذه المدينة الصابرة مدينة التحدي والصمود". واضاف: "سيسجل لكم التاريخ على هذه الصمود، احييكم على ما قدمت في مواجهة هؤلاء القتلة المجرمين الذين استباحوا دماء العراقيين".
مزيد من الضربات الأميركية لـ"داعش"..
في غضون ذلك، سيتلقى كرد العراق دعماً جديداً، بعدما قررت الحكومة الألمانية ارسال دفعة أولى من السلاح لمساعدتهم في مواجهة تنظيم "داعش"، حيث قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين إن "الوضع في العراق خطر للغاية ومن واجب المجتمع الدولي دعم الذين يتعرضون للإضطهاد، وأن الدفعة الأولى من الأسلحة الألمانية ستكون كافية لتسليح نحو أربعة آلاف مقاتل بحلول نهاية سبتمبر".
وتتضمن دفعة السلاح الألماني ثلاثين صاروخاً مضاداً للدروع وآلاف الرشاشات ومسدسات وقنابل يدوية وخيماً وخوذاً وستراً واقية من الرصاص.
أميركياً، واصلت طائرات سلاح الجو الأميركي غاراتها مستهدفة مسلحي "داعش"، وطاولت إحدى هذه الغارات موقعاً للتنظيم قرب آمرلي، وأصابت دبابة تابعة له، فيما دمرت غارة ثانية عربة مصفحة لـ"داعش" قرب سد الموصل.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أن الطائرات المقاتلة الأمريكية أغارت على أهداف تابعة للتنظيم "داعش" بالقرب من سد الموصل، وأخرى بالقرب من بلدة آمرلي شمال العراق. موضحة أنها تأتي "في اطار المهمة الرامية لحماية الأفراد والمنشآت الأمريكية ودعم الجهود الإنسانية وتعزيز قوات الأمن العراقية لتحقيق أهدافها".
وأعلن قائممقام حديثة بمحافظة الانبار عن مقتل واصابة العشرات من تنظيم "داعش" جراء قصف الطيران الحربي الأمريكي مواقعهم في ناحية بروانة جنوبي القضاء.
وقال عبد الحكيم الجغيفي، إن "الطيران الحربي الأمريكي قصف، صباح اليوم، عدة مواقع لعناصر تنظيم داعش في ناحية بروانة جنوبي قضاء حديثة، ( 160كم غرب الرمادي)، ما أسفر عن مقتل واصابة العشرات من عناصر التنظيم".
هذا الأمر، كان محور اتصال هاتفي بين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث أعربا عن تأييدهما للجهود التي تبذلها القوات الأمنية العراقية وقوات البشمركة لمواجهة داعش، فيما أكد البارزاني التزامه بتشكيل حكومة عراقية جديدة بأسرع وقت ممكن.
وإلى جانب احتدام المعارك والاشتباكات في مناطق من البلاد، لاتزال العمليات الانتحارية تجد منفذاً لها، حيث استشهد واصيب عشرات الاشخاص من مدنيين وعناصر أمن في عملية انتحارية استهدفت مدينة الرمادي غرب البلاد.
الرئيس العراقي: تشكيل الحكومة بات وشيكا
أما سياسياً، فقد أعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة شهدت تقدماً ملموساً، وأن الإعلان عنها بات قريباً.
وفي مقابلة صحفية، أشار معصوم إلى أن هناك شعوراً لدى الجميع بضرورة تشكيل الحكومة وإلا سندخل في دوامة وأكد أن الأولوية بعد تشكيل الحكومة ستكون للتركيز على محاربة تنظيم "داعش". وقال معصوم: "ثمة قناعة كامل لدى الأطراف السياسية بأنه لا بد من أن نعيد للعراق علاقاته مع دول المنطقة والدول العربية ودول العالم لأنه من الصعوبة بمكان أن نعتمد فقط على أنفسنا لمحاربة هذه المجموعات المسلحة".
وأكد الرئيس العراقي على ضرورة بناء تحالف واسع لمحاربة المجموعات المسلحة في العراق، قائلاً إنها تشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي.
وبدوره، أكد رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، لمسؤول أممي أن على الكتل السياسية العراقية مراعاة الظروف التي يمر بها العراق من أجل الإسراع في تشكيل حكومته الجديدة.
وقال العبادي في بيان إثر إستقباله رئيس بعثة الأمم المتحدة في بغداد نيكولاي ميلادينوف لبحث الأوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة وقضيتي النازحين وتشكيل الحكومة بالعراق".
وأكد العبادي، بحسب البيان، أن "مفاوضات تشكيل الحكومة تجري بانسيابية طبيعية"، مشيرا الى أن "على الكتل السياسية مراعاة الظروف التي يمر بها العراق من اجل الإسراع بتشكيلها".
الجعفري وعلاوي يؤكدان اهمية وحدة الصفِّ الوطنيّ
ومن جهته، أكد رئيس التحالف الوطنيِّ إبراهيم الجعفريّ ورئيس القائمة الوطنيّة إياد علاوي، على اهمية الحفاظ على وحدة الصفِّ الوطنيِّ وعودة الاسر النازحة إلى مناطقها، فيما شددا على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستوريّة لتشكيل الحكومة المقبلة.
وفي بيان مشترك أكد الجانبان على اهمية "تضافر الجهود الوطنيّة كافة للحفاظ على وحدة الصفِّ الوطنيِّ، والعمل على إعادة الأمن والاستقرار، والقضاء على التنظيمات الإرهابيّة، وعودة الاسر النازحة إلى مناطق سكناهم، فضلا عن رفع مُستوى الخدمات للمُواطِنين"، مشيرا الى انهما "شددا على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستوريّة لتشكيل الحكومة المقبلة".