تجري الإدارة الأميركية محادثات مع حلفائها الغربيين وبعض الدول الإقليمية لتشكيل تحالف دولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. يأتي ذلك على خلفية مخاوف أميركية غربية متصاعدة من توسع التنظيم نحو أوروبا وأميركا، خصوصاً أن هناك أعداداً كبيرة من مسلحي هذا التنظيم هم اوروبيون أو اميركيون ،واللافت أنه برز خلال الايام الماضية اعلان مقتل أميركيين في مواجهات بين "داعش" و"جبهة النصرة"، ومقتل 15 استرالياً في سوريا والعراق وقد نفذ اثنان منهم تفجيرين انتحاريين!.
وقد كثفت واشنطن مساعيها لبناء حملتها ضد "داعش" بمشاركة أوروبية، حيث أبدى العديد من الدول رغبته بالانضمام إلى هذا التحالف أو دعمه بالسلاح والعتاد العسكري، وعلى رأسها فرنسا، بريطانيا، ألمانيا واستراليا. وبرز في هذا السياق ايضاً حث روسي لتشكيل مثل هذا التحالف، وضرورة السعي للتضامن من أجل محاربة "داعش" في سوريا.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون بالإدارة الأميركية إن "الولايات المتحدة تكثف مساعيها لبناء حملة دولية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بما في ذلك تجنيد شركاء لاحتمال القيام بعمل عسكري مشترك". وأضاف المسؤولون الأميركيون أن بريطانيا وأستراليا مرشحتان محتملتان. وكانت ألمانيا قالت الأربعاء إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد تنظيم "داعش" لكنها أوضحت أنها لن تشارك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي للصحفيين "نعمل مع شركائنا ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة. ثمة عدة وسائل للمساهمة: إنسانية وعسكرية ومخابراتية ودبلوماسية"، ولم يتضح عدد الدول التي ستنضم للحملة بعد.
واشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها إذا دعت الضرورة ضد "داعش".
وكان مسؤولون كبار بالبيت الأبيض قد اجتمعوا هذا الأسبوع لبحث استراتيجية لتوسيع الهجوم على تنظيم "الدولة الإسلامية"، بما في ذلك إمكانية شن ضربات جوية على معقلهم في سوريا، وهو تصعيد من المؤكد أن يكون أكثر خطورة من الحملة الأميركية الحالية في العراق.
وقالت السفارة البريطانية في واشنطن إنها لم تتلق أي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن ضربات جويّة. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الأسترالي توني ألبوت إن المساعدات الإنسانية في العراق قد تتواصل، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت أستراليا ستنضم إلى أي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة.
وذكر المتحدث باسم ألبوت "ردنا على أي طلب من الولايات المتحدة أو من حلفاء وشركاء مقربين آخرين سيتوقف على ما إذا كان هناك غرض انساني شامل يمكن تحقيقه ووجود دور واضح ومتناسب لأستراليا، بالإضافة إلى تقييم دقيق للأخطار".
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الإنسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على أسلحة المتشددين في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء فيما يتعلق بدعم عمل عسكري جديد.
وكذلك، تسعى روسيا لتشكيل التحالف الدولي ضد "داعش"، وقد أيدت روسيا الضربات الأميركية لـ"داعش" في العراق، وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة مكافحة تنظيمات الإرهاب "عندما نكافح الإرهاب يجب أن نفعل هذا وفقا للقانون الدولي واحتراما لسيادة الدول المعنية". وحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي "الدولة الإسلامية".
وأضاف "أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار" مشيرا إلى تقدم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
محادثات المانية ـ اميركية حول تحالف دولي ضد "داعش"
وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، أنّ ألمانيا تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين حول إمكانية التدخل العسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في سوريا، من دون أن تشارك برلين في أي تحرك عسكري هناك.
ورداً على سؤال بشأن وجهة نظر ألمانيا في عملية محتملة ضد "داعش"، قال المتحدث: "بالطبع نناقش هذا الموضوع مع حلفائنا ومن بينهم واشنطن، لكن المستشارة (أنجيلا ميركيل) قالت منذ بضعة أيام إن ألمانيا لن تبحث المشاركة في أي عمل عسكري في سوريا"، وأضاف "مع ذلك سنواصل الجهود لتعزيز المعارضة الديموقراطية في سوريا".
ووافقت الحكومة التشيكية الاربعاء على تزويد الاكراد العراقيين ذخائر مصدرها الفائض لدى الجيش التشيكي بقيمة 41 مليون كورونا (مليون ونصف مليون يورو)، وفق ما اعلن وزير الدفاع مارتن ستروبنيكي. وبذلك، ستسلم براغ القوات الكردية عشرة ملايين رصاصة وخمسة الاف قنبلة يدوية وخمسة الاف قطعة ذخيرة لقاذفات الصواريخ.
وقال ستروبنيكي في مؤتمر صحافي "انها مساعدة مهمة بالنسبة الى الاكراد لانهم يطالبون المجتمع الدولي بأسلحة خفيفة وذخائر". واوضح ان نقل هذه المعدات التي تتجاوز زنتها 500 طن سيبدأ خلال اسبوعين على ان ينتهي قبل نهاية العام، لافتا الى ان طائرات للجيش الاميركي ستتولى هذه المهمة.
وغير بعيد عن مخاطر "داعش" في الغرب ، فتحت الولايات المتحدة الاربعاء تحقيقا حول اميركي قتل خلال مشاركته في القتال في سوريا وذلك غداة الاعلان رسميا عن مقتل اميركي آخر كان يقاتل أيضا في سوريا. وقال مصدر في الجيش السوري الحر لمحطة "ان بي سي نيوز" ان هذا الاميركي كان يقاتل ضد "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، عندما قتل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "نحن على علم بهذه المعلومات. اننا نحقق ولكن ليس لدينا بعد أي تأكيد من مصدر مستقل". وبحسب "ان بي سي نيوز"، قتل هذا الاميركي خلال معركة قتل فيها ايضا الاميركي دوغلاس ماك ارثر ماكين.
واوضحت المحطة ان "ماكين كان ينتمي الى مجموعة متطرفة من ثلاثة اجانب كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية وقتلوا في ذلك اليوم".
إلى ذلك، ذكر رئيس الاستخبارات الاسترالي ديفيد ايرفين اليوم ان 15 استرالياً قتلوا في سوريا والعراق اثنان منهم نفذا تفجيرين انتحاريين، وحذر من ان تهديدات التجسس والتدخل الخارجي ضد استراليا تزداد. واعربت استراليا عن قلقها من التحاق استراليين بمجموعات تكفيرية متشددة مثل تنظيم "الدولة الاسلامية" وهي قد اتخذت اجراءات امنية للحد من هذه الظاهرة ومتابعة العائدين من القتال وهو اجراء يشبه الاجراءات التي اتخذها العديد من الدول الاوروبية.