ظفرت غزة مجدداً بالنصر على الكيان الغاصب؛ ولكن هذه المرة كان الأمر أكثر استراتيجية؛ فعدوان "الجرف الصلب" الذي شنته "تل أبيب" على مدار 51 يوماً؛ انتهى بفشل عسكري ذريع من جهة، وخيبة سياسية كبيرة من جهة أخرى سيكون لها ما بعدها.
وفي أجواء الإنجاز الذي صنعته التضحيات الجسام على أرض القطاع، أكد الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري أن الصمود الشعبي الأسطوري أثمر إلى جانب بسالة المقاومة هذا النصر المؤزر، معتبراً أن الطريق بات الآن ممهداً نحو تحرير القدس الجريحة.
ومن جهته ، قال المتحدث باسم "لجان المقاومة في فلسطين" أبو مجاهد :"إن هذا الانجاز العظيم هو بفعل العطاء اللا محدود الذي بذله شعب غزة الصابر والمرابط والشامخ (..) لقد استطعنا أن نطلق آلاف الصواريخ من بين الركام باتجاه المحتل الصهيوني ومستوطنيه، واستطعنا بذلك أن نصنع نصراً كبيراً لشعبنا الكريم، فلقد أجهزنا على عبارة "إن اسرائيل دولة لا تقهر".
أبو مجاهد
وتابع "أبو مجاهد" القول لموقع "العهد الإخباري": "ما تم إنجازه هو بفضل الله عز وجل أولاً، ومن ثم بمساندة الأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي حزب الله الذين لم يبخلوا بأي جهد على الصعيد الميداني ، ولا حتى على المستوى السياسي من أجل دعم المقاومة الفلسطينية بشتى الوسائل والسبل، وبالتالي نحن أمام هذا الإنجاز الذي عجزت عن تحقيقه دول عربية كثيرة".
وأكد المتحدث باسم اللجان؛ أنه ومنذ اللحظة الأولى التي جرى فيها الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف النار؛ بدأت جولة جديدة من الإعداد وأيادينا على البنادق استعداداً للمواجهة القادمة.
أمين عام "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي
أما أمين عام "المبادرة الوطنية" د. مصطفى البرغوثي؛ فقال :"إن إسرائيل حاولت إعادة احتلال غزة، وبفضل بسالة المقاومة فشلت، وحاولت كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفشلت، وحاولت تدمير المصالحة الفلسطينية وفشلت، وحاولت فك عزلتها الدولية وفشلت أيضاً".
أمين عام "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي
وأكد "البرغوثي" أن وقف العدوان الآن لا يعني إنهاء الصراع، مشدداً على أن نضال الشعب الفلسطيني سيستمر بكل الأشكال حتى يزول الاحتلال، وتتحقق أهدافه بالحرية والاستقلال.
ومن ناحيته، قال المفوض الإعلامي لحركة "المجاهدين" د. سالم عطا الله: "إن المواجهة الأخيرة أظهرت كيف تمكنت المقاومة من ضرب منظومة الأمن الصهيوني، كما أظهرت بدء الهجرة العكسية داخل الكيان الذي اعتاد على استقدام اليهود وغيرهم من أصقاع المعمورة إلى هذه الأرض".