"هذا هو عيدنا الحقيقي" يعلق أهالي الضفة على انتصار المقاومة في قطاع غزة بعد أن رضخ الاحتلال لمطالبها وشروطها بوقف إطلاق النار، لتشهد إثرها كافة أراضي فلسطين المحتلة احتفالات عارمة تخللها مسيرات لمئات المركبات وإطلاق للمفرقعات وتوزيع للحلوى، فبعد أن امتنع الفلسطينيون من الاحتفال بعيد الفطر تضامناً مع غزة، أقاموا اليوم كافة مراسمه احتفالاً بانتصار المقاومة.
المدن الفلسطينية بكافة قراها وبلداتها احتفلت وأنشدت وزغردت حتى بزوغ الفجر، فيما احتفل أهالي مدينة القدس رغم أنف الاحتلال بإطلاق المفرقعات وتنظيم مسيرات للمركبات وأخرى راجلة انتهت بقمع من قوات الاحتلال وتفريق المحتفلين، وهو ما حصل في بيت حنينا وشعفاط والطور.
الإحتفالات في الضفة
ورغم مئات المواطنين الذين احتفلوا وسط مدينة رام الله بحضور لعدد من الشخصيات السياسية والوطنية، لم تستطع عضو المجلس التشريعي خالدة جرار مقاسمتهم هذه الفرحة فخروجها من المجلس التشريعي بات يهدد أمنها وتواجدها في المدينة بعد أن سلمها الاحتلال قراراً بالإبعاد إلى مدينة أريحا، فتقول،" المقاومة حققت هدفا فلسطينيا كبيرا بصمودها وانتصارها على الاحتلال الذي مارس كل أنواع البطش والقتل"، مؤكدة أن الاحتلال سيرضخ لكل شروط المقاومة ويحقق مطالبها.
وعن التحركات على المستوى السياسي لبحث وقف إطلاق النار، بينت أن القيادة السياسة لم تدع بعد لاجتماعها، "يجب أن يكون انتصار المقاومة فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية على أساس برنامج وطني عادل للجميع".
الاحتلال اتخذ بحق جرار قراراً بالإبعاد إلى مدينة أريحا ضمن رزمة قرارات واعتداءات ارتكبها في الضفة خلال العدوان على قطاع غزة، تقول جرار،" أنا لن أرضخ لقرار الاحتلال وما زلت أرفض تنفيذ قراره، ولكن أتمنى أن يقلل من اعتداءاته المجنونة على الضفة كرد فعل لانتصار المقاومة".
أصحاب محلات الحلويات يحتفلون بالنصر
من جانبه، قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة صلاح خواجا، إن المقاومة بانتصارها أفشلت مخطط الاحتلال بالقضاء على بنك الأهداف كما كان يدعي،" كل قيادات الاحتلال تعترف اليوم بنجاح المقاومة بسحب الاحتلال إلى معركة طويلة الأمد مفتوحة وأفشلت مخطط نتنياهو الساعي للقضاء على البنية التحتية للمقاومة".
وأضاف،" العدوان على قطاع غزة وحدنا كفلسطينيين في الهبة الشعبية التي شهدتها كافة المناطق الفلسطينية، بأشكال نضالية مختلفة"، موضحاً أن "قصف فصائل المقاومة لمستوطنات في قلب الكيان الإسرائيلي، وفرضها الإقامة الجبرية على المستوطنين في الملاجئ فرض معادلة سياسية جديدة على أرض الواقع".
وبين أن قتل الاحتلال لأكثر من ألفي فلسطيني خلال العدوان كبده خسائر فادحة أمام المجتمع العالمي والدول الغربية، التي نظمت مسيرات كبرى شارك بها الآلاف تضامنا مع أهالي قطاع غزة، إضافة لحملة المقاطعة الأوروبية للمنتجات الزراعية والحيوانية الإسرائيلية، مضيفا،" قطع عدد من الدول الغربية علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل باعتبارها دولة تمارس الإرهاب والقتل على عكس ما تدعي".
وأكد الخواجا أن الجديد بالتحرك الدولي ضد "إسرائيل"، هو المطالبة بزوال الاحتلال بالكامل وليس وقف العدوان، مبينا أن المطلوب من القيادة السياسية الانضمام إلى ميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية لملاحقة قادة الاحتلال باعتبارهم مجرمي حرب.
أما الناشط في مدينة القدس ومؤسس حملة ساند المقدسية بشار المشني فبين أن ما حققته المقاومة من نجاح جاء بعد احتضان أهالي غزة لها في أحلك وأصعب الظروف، مشيراً إلى أن الاحتلال وخلال استهدافه للمدنيين وتدميره للمنازل كان يسعى للضغط عليهم إلا أنه فشل في تحقيق هدفه.
وأضاف أن المقدسيين استقبلوا خبر انتصار المقاومة بفرحة كبيرة،" انتصار المقاومة في غزة يقرب الطريق إلى تحرير مدينة القدس قريبا". وأكد المشني أن جهودا شبابية مقدسية بذلت لأجل قطاع غزة على كل الأصعدة منذ اليوم الأول للعدوان، كان من أبرزها المواجهات اليومية التي شهدتها كافة أحياء وبلدات مدينة القدس.
وأضاف أن المقدسيين شكلوا عددا من المجموعات التطوعية لجمع المعونات والمساعدات لأهالي قطاع غزة، فيما شكلت مجموعات أخرى لتضميد آلام جرحى القطاع الذين وصلوا لمشافي مدينة القدس، وأخرى لمساعدة مرافقي الجرحى وتنظيم الزيارات لهم والتي ارتفعت نتيجة حجم التعاطف المقدسي مع أهالي غزة.
ومن أهم الحملات المقدسية، كانت حملة "ساند" التي شكلت كحالة طوارئ لجمع المواد الإغاثية لقطاع غزة، ويبين المشني أن الحملة افتتحت فعاليتها بتوحيد لبس الشبان في أول أيام العيد، حيث باعت بأسعار رمزية قمصانا سوداء خط عليها شعارات تضامنية مع قطاع غزة، ويؤكد أن الحملة استطاعت من ريع القمصان شراء شاحنة مياه وإرسالها إلى غزة.
الإحتفالات في الضفة
من جانبها، قالت الشابة وردة أبو تايه من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، إن أجواء الأعياد تهيمن على المدينة التي احتفلت بانتصار المقاومة،" زغاريد في كل مكان، ومفرقعات نارية تضيء السماء، واحتفالات في كل مكان وكأن كل فلسطين تحررت".
وأضافت، "النصر القادم سيكون بتحرير مدينة القدس وتطهيرها من الاحتلال والمستوطنين، ورغم أن إسرائيل لن تتواني يوماً عن ارتكاب اعتداءاتها بحقنا حتى في هذا اليوم إلا أن فرحة أهل غزة جزء من فرحتنا وسعادتنا". وشددت وردة،" كلنا مع المقاومة التي وحدها من ستحفظ كرامتنا وتعيد حرياتنا المسلوبة".
أما الشاب موسى دويات من بلدة صور باهر جنوبي مدينة القدس المحتلة فقال، "لم نعش يوما في كرامة وحرية ونصر كما هذا اليوم، الاحتفالات في كل مكان، فهذا الحدث شرح قلوبنا جميعنا". وختم موسى،"تحرير مدينة القدس لم يعد حلما بعد اليوم، وها نحن كلنا بتنا نراه قريبا جدا، بعدما رأينا غزة تنتصر وكل فلسطين تتوحد بموقفها".