حققت المقاومة الفلسطينية نصرا سياسياً جديداً بالتوازي مع إنتصاراتها الميدانية في العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فبعد 50 يوماً من العدوان البربري الصهيوني على القطاع الذي سقط خلاله أكثر من 2130 شهيداً ونحو 11100 جريحاً، دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ وفق الشروط والمطالب الفلسطينية.
وعلى الإثر، خرجت جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة مشهد واحد بمسيرات ابتهاج عفوية راجلة وسيارة وسط إطلاق نار مكثف بالهواء إحتفالاً بالإنتصار. كما عمّت أجواء الفرح والإحتفالات شوارع القطاع والضفة التي غصت من شمالها إلى جنوبها بالغزاويين الذين رددوا هتافات الدعم للمقاومة والتنديد بجرائم الإحتلال. وتداعى عشرات الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم التي تضرر معظمها جراء القصف الصهيوني وبدأت مساجد القطاع بالتكبير والتهليل تبريكاً بانتصار المقاومة والشعب الفلسطينيين.
وأطلقت الألعاب النارية لا سيما في القدس المحتلة والضفة الغربية. سبق ذلك إطلاق المقاومة الفلسطينية صليات من الصواريخ وعلى دفعات باتجاه المستوطنات الإسرائيلية والتي أدت إلى مقتل جنديين صهيونيين على الأقل وسقوط عدد من الجرحى.
أجواء الفرح في غزّة
هذا وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال إجتماعه بقيادة السلطة الفلسطينية عن سريان وقف إطلاق النار عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن الإتفاق يشمل تزويد قطاع غزة بالمواد الطبية والغذائية والخاصة بإعادة الإعمار. ودعا لسرعة إدخال المساعدات ومواد البناء إلى القطاع.
وبدوره، أعلن المتحدث باسم حركة "حماس" في غزة سامي أبو زهري مؤتمر صحفي بعد إعلان وقف إطلاق النار، اننا "انتصرنا على العدو بصمود شعبنا وبسالة المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها"، وقال "حققنا معظم مطالبنا الانية في هذه المعركة وبتنا أكثر يقيناً بأننا أقرب الى القدس"، وأضاف "نقول لـ "الاسرائيليين" بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ بامكانكم العودة الى منازلكم بقرار من حماس وليس بقرار من نتنياهو"، مؤكداً ان "هذا الإنجاز يمهّد الطريق لتحرير القدس وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأعلن المتحدث باسم حركة "حماس" ان المقاومة تمكنت من قتل جنديين للعدو قبيل وقف اطلاق النار، وقال "انتصرنا حينما دمرنا هيبة الردع "الاسرائيلية" وانجزنا ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة".
فوزي برهوم والمتحدث باسم حركة "حماس" في غزة سامي أبو زهري
مصر من جهتها، أكدت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" في قطاع غزة، اعتبارا من الساعة السابعة.
ومن القاهرة أكد ممثلون عن الفصائل الفلسطينية المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار إنجاز وقف طويل الأمد لإطلاق النار لمدة شهر في غزة، وأوضح القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش لموقع "العهد" الإخباري أنها تنص على فتح معابر قطاع غزة أمام المسافرين وإدخال مواد البناء لإعادة الإعمار كمرحلة أولى وترحيل القضايا الأخرى على رأسها بناء الميناء والمطار لمفاوضات غير مباشرة بعد شهر".
وأضاف البطش أن الوفد الفلسطيني في القاهرة يجري اتصالات مع المسؤولين المصريين لتحديد ساعة الصفر لإعلان وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن التفاهمات جاءت وفق الشروط والمطالب الفلسطينية.
ومن القاهرة، قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى ابو مرزوق إن "المفاوضات التي تتوج صمود شعبنا ونصر مقاومتنا إنتهت بانتظار البيان المحدد لنقطة الصفر ووقف العدوان".
وبدوره، حسام بدران، القيادي في حركة "حماس" أكد "أننا اقرب ما نكون الى الاعلان عن انهاء العدوان على شعبنا وفشل الاحتلال في تحقيق اي من اهدافه السياسية التي وضعها عند بدء الحرب". كما أعلن الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري "انجاز الاتفاق بين الطرفين وانتظار الإعلان الرسمي من القاهرة".
نائب رئيس المكتب سياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية أعلن أيضاً "أننا على ابواب تفاهمات سياسية تتوج صمود شعبنا الفلسطيني وأداء المقاومة".
وكانت راجت خلال الساعات الماضية أحاديث عن مراوحة في ما يتعلق بالتوصل إلى تهدئة، حيث كانت مصر تنتظر رد "حماس" و"إسرائيل" على مقترحها بعدما حصلت على رد "الجهاد الإسلامي" والسلطة الفلسطينية.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصدر صهيوني قوله إن "الجانب الإسرائيلي ينتظر توضيحات خوفاً من أن ينهار وقف إطلاق النار كسابقيه، وأن الهدف هو التوصل إلى وقف للنار طويل الأمد".
من جهتها، نقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن مصدر سياسي قوله :" لم نرد بعد على المقترح المصري لوقف اطلاق النار".