المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

محررو صفقة وفاء الأحرار مهددون بالسجن المؤبد


الضفة المحتلة – شذى عبد الرحمن

تستيقظ نور الأمل (عامان) تبكي وتنادي "بابا بابا"، أولى خطواتها تعلمتها وهي تشق طريقها في غرف البيت تبحث عن والدها ابراهيم المصري، الذي اعتادت أن تنام وتستيقظ في حضنه منذ ولادتها، قبل أن يختطفه الاحتلال مرة أخرى من أسرته.

ابراهيم المصري و61 أسيرا آخر حرروا ضمن صفقة وفاء الأحرار- أضخم عمليات تبادل الأسرى التي تمت بين حركة حماس وسلطات الاحتلال حيث أفرج فيها عن (1027) أسيرا مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط – أعاد الاحتلال اعتقالهم في شهر حزيران الماضي ردا على عملية اختفاء ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل، وجدوا مقتولين بعد ثلاثة أسابيع من اختفائهم.

فدوى المصري زوجة الأسير إبراهيم، قالت لموقع "العهد الاخباري"، "بنينا حياة جديدة منذ تحرر ابراهيم وعودته سالما إلينا بعد غياب امتد لـ (17) عاما، من حكم بلغ مؤبدين وعشرين سنة"، مؤكدة أنهم لم يتوقعوا يوما أن يعاد اعتقال إبراهيم لأي سبب من الأسباب.

فدوى المصري

فدوى المصري

ولدت الحياة من جديد في أسرة ابراهيم التي افتقدته 17 عاما، وتمنت في كل لحظة أن يكون موجودا ويشاطرها أفراحها وأحزانها، علقت فدوى "اعتقال ابراهيم جاء بسبب التوترات السياسية، ولا يوجد أي تهمة يمكن للاحتلال توجيهها ضده، فهو عاد ليمارس حياته بشكل طبيعي بجانبنا"، مشيرة إلى أن المخابرات كانت تستدعيه إلى التحقيق كل شهرين.

وأضافت "الحياة لا طعم لها الآن، يوجد فراغ كبير تركه بيننا، كلنا مشتاقون لأن يكون بجانبا ويجلس بجانبنا على المائدة"، وتروي عن طفلته نور الأمل أنها لم تكن تغادر حضن والدها وكانت ترافقه إلى كل مكان، وهي الآن تسأل عنه باستمرار ولا تجد إجابة تقتنع بها.


ذوو محرري صفقة وفاء الاحرار

طفلة ابراهيم الكبرى، لم تعش مع والدها سوى عامين من حياتها، وأوضحت فدوى أن ابنتها مجروحة بشكل كبير وخاصة أنها قضت حياتها محرومة من حنان والدها والآن صدمت بإعادة اعتقاله مرة أخرى بعد أن تعلقت به.

كما وينتظر ابراهيم، طفله الثالث الذي قد يولد ووالده بعيد عنه، فتوضح فدوى أنها حامل في الشهر الرابع وتمر في وضع صحي صعب وهي بأمس الحاجة لأن يكون زوجها إلى جانبها، إلا أنها تخطط بأن تسميه عمار ليعمر حياتهم بالخير والحب.

وعن رسالتها للمقاومة والوفد الفلسطيني المفاوض، فقالت: إن على الجميع التدخل للحفاظ على صفقة وفاء الأحرار والتصدي للاحتلال ومنعه من اختراقها، كما دعت العالم أجمع للتدخل العاجل ومنع الاحتلال من إعادة الأحكام السابقة بحق الأسرى المحررين في الصفقة.

وأضافت فدوى،" ابراهيم خرج من السجن، ليعيش مع أسرته ويزرع أرضه، وهو قال لقاضي محكمة الاحتلال انه يريد أن يعيش حياته كإنسان مع أحبته وعائلته وأصدقائه بعد أن حرم منهم لسنوات طويلة".

من جانبه، حذر مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان فؤاد الخفش من إعادة الاحتلال الأحكام السابقة بحق 62 أسيرا من محرري صفقة وفاء الأحرار، مشيرا إلى أن أحكامهم قد تصل إلى مؤبدات.

وأكد عدم وجود مسوغ قانوني حقيقي يجيز إعادة اعتقال هؤلاء الأسرى وأن القانون الإسرائيلي المزمع تطبيقه خطير، ويعيد الحكم لأي سبب حتى لو كان تافها.

وأشار الخفش إلى أن قضاء الاحتلال غير قادر على فعل شيء أمام توصية اللجنة التي شكلت والمكونة من ضباط في جهاز الشاباك، للنظر في قضايا محرري الصفقة الذين أعيد اعتقالهم مؤخرا.

فيما لفت مدير نادي الأسير قدورة فارس إلى أن سلطات الاحتلال شكلت لجنة قانونية يرأسها قاضي قضية محرري صفقة وفاء الأحرار، لا يوجد أمامها سوى خيار إعادة الأحكام السابقة على الأسرى، "كل العمليات القضائية الإسرائيلية التي تتناول محرري وفاء الأحرار، تصب في مسار واحد وهو إعادة الحكم السابق عليهم".

وقال خلال مؤتمر صحافي، عقد في مدينة رام الله، إن الاحتلال وبعد ادعائه اختفاء ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل، نفذ سياسة انتقامية بحق الشعب الفلسطيني كان من ضمنها حملة اعتقالات واسعة رفعت عدد الأسرى 25%، "لم يحدث خلال السنوات الماضية وفي الانتفاضتين أنه تم اعتقال ألف فلسطيني في وقت قصير".

وأضاف،" نحن لا نطالب بمقايضة الأسرى المحررين بما يوجد لدى المقاومة، لأنه هذا من حق الأسرى الآخرين، وقضية محرري وفاء الأحرار هي قضية سياسية يجب التعامل معها بشكل سياسي".
21-آب-2014

تعليقات الزوار

استبيان