المالكي يتنحى عن رئاسة الحكومة لصالح العبادي وسط ترحيب أميركي ودولي
حفاظاً على حماية الوحدة في العراق وتوحيد الجهود لمحاربة "داعش"، أعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أمس الخميس تنازله عن منصب رئاسة الوزراء لصالح رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي.
وقال المالكي في كلمة متلفزة بحضور العبادي، وأعضاء ائتلاف "دولة القانون" "أسحب ترشيحي لصالح العبادي، ولا أريد أي منصب واستبعدت خيار القوة لتفادي العودة الى الحكم الدكتاتوري".
وأضاف المالكي "نلنا أكثر الأصوات ككتلة في الانتخابات الماضية"، مؤكدا أنه كان ولا يزال يدافع عن العراق وشعبه ومسؤوليته وواجبه أن يدافع عن هذا البلد، وأشار الى أنه عند تكليفه "بتشكيل الحكومة كان العراق معزولا عن العالم"، مشددا على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هدد أمن العراق ضمن مشروع يمتد من سورية.
وأكد المالكي أنه "التزم بالآليات القانونية في معركة الدفاع عن الدستور حتى اتهم بالتشبث بالسلطة"، موضحا أن "التمسك بالحق لا يعني التشبث بالسلطة وأنا التزمت بقرار المحكمة الاتحادية"، معلنا عن تنازله "عن الدعوى القضائية التي رفعتها ضد الرئيس العراقي فؤاد معصوم" بتمهة خرق الدستور.
وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون هيثم الجبوري، قد أعلن الخميس عن حصول اتفاق بين المالكي والعبادي، مشيرا الى أن المالكي سيقوم بسحب دعوته من المحكمة الاتحادية.
* ترحيب دولي
وفي ردود الفعل، سارعت الولايات المتحدة والامم المتحدة الى الترحيب بتنحي المالكي.
وقالت مستشارة الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي سوزان رايس ان تنحي المالكي "خطوة كبرى الى الامام هذا امر مشجع ونحن نأمل ان يضع العراق على طريق جديد وان يوحد شعبه في مواجهة التهديد المتمثل بتنظيم الدولة الاسلامية"، مذكرة بان العبادي تلقى رسائل دعم "من العالم اجمع".
بدوره وصف مبعوث الامم المتحدة الى العراق نيكولاي ملادينوف تنحي المالكي بـ"الخطوة التاريخية"، مؤكدا ان قراره "السماح بتشكيل حكومة جديدة من دون مزيد من التأخير يثبت انه رجل دولة ويبرهن عن التزامه بالعملية الديموقراطية وبالدستور".
من جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أمس الخميس بقرار المالكى، وقال فى بيان له "نتطلع إلى التشكيل السريع لحكومة موسعة وشاملة".
* أوباما: الحصار على جبل سنجار شمال العراق كسر
من جهته، زعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الحصار الذي يضربه مسلحو "الدولة الإسلامية" على جبل سنجار شمال العراق قد كسر.
وقال أوباما في تصريح صحفي "ساعدنا الضعفاء في الوصول إلى أماكن آمنة وساعدنا في إنقاذ أرواح كثير من الناس، ونتيجة لهذه الجهود فإننا لا نتوقع أن تكون هناك عملية إضافية لإجلاء الناس من الجبل ومن المستبعد أن نحتاج لإسقاط معونات إنسانية من الجو على الجبل".
وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة في توجيه الضربات الجوية لحماية المنشآت الأمريكية في العراق، داعيا العراقيين للتوحد من أجل هزيمة المسلحين المتشددين، حسب قوله.