الضفة المحتلة ـ شذى عبد الرحمن
جبهة حرب جديد فتحها الفلسطينيون على سلطات الاحتلال، بحملات مقاطعة اقتصادية واسعة شملت كافة المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، جاءت انتقاما لدماء شهداء غزة ولما سببه الاحتلال خلال عدوانه الأخير من تدمير وخراب في القطاع.
المقاطعة الاقتصادية والثقافية للكيان الإسرائيلي سلاح يحارب به الفسطينيون عند ارتكاب الاحتلال أي عدوان في الأراضي الفلسطينية، إلا أن ما يجعل المقاطعة مختلفة هذه المرة هو اعتباره نهجا وأسلوبا مستمرا ومتواصلا حتى بعد انتهاء عدوان الاحتلال على غزة، فيما تسعى حملات المقاطعة التي انطلقت لأن تتحول لمبادرات ومؤسسات تضم متطوعين يعملون يوميا وعلى قدم وساق لتنظيف السوق الفلسطيني بشكل كامل من المنتجات الإسرائيلية.
يافطة لمقاطعة البضائع الاسرائيلية
محال ومتاجر وشركات فلسطينية ضخمة رضخت لمطالب حملات المقاطعة، وتم تنظيفها بشكل كامل من المنتجات الإسرائيلية، وكان من أبرز هذه المتاجر سلسلة متاجر برافوـ تبعها شركة بال أوفس للتحضيرات المكتبية التي خفضت اعتمادها على المنتجات الإسرائيلية إلى 30%، إضافة لمتاجر وشركات أخرى.
"لا تدفع ثمن رصاصاتهم"
من خلال صفحة توعوية على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بالاعتماد على الصور والتصاميم اللافتة والمعلومات والإحصاءات انطلق الناشط فؤاد عبيدو حملة "لا تدفع ثمن رصاصهم" في مدينة الخليل، لينطلق العمل من صفحة الفيسبوك إلى الميدان.
"قاطع محتلك"
الناطق باسم حملة "لا تدفع ثمن رصاصهم" عمار الزعتري قال لموقع "العهد الإخباري"، إن: القائمين على الحملة أنشأوا صفحة الفيسبوك لجمع المتطوعين والمهتمين ثم الانطلاق للعمل بقوة في الميدان، مبينا أن عشرات المتطوعين توافدوا إلى ساحة ابن رشد وسط مدينة الخليل ثم انطلقوا إلى 180 محلا ومتجرا ضمن حملة توعوية وتثقيفية للتجار والمواطنين للبدء بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية وتشجيع المنتجات المحلية.
وأكد الزعتري أنه تم توزيع بيانات ومعلومات وإحصاءات تثبت مدى قدرة السوق الفلسطيني على التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي عبر مقاطعته بشكل نهائي وعدم التعامل معه.
وقيّم الزعتري عمل حملة "لا تدفع ثمن رصاصهم" بالناجح، مبينا أن الناشطين في الحملة يسعون لتحويلها إلى مبادرة دائمة تسعى للقيام بالتوعية المجتمعية وتستهدف قطاع المحال والمتجار وقطاع المصانع لتعزيز المنتج الفلسطيني ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
وعن التفاعل المجتمعي مع الحملة في مدينة الخليل، لفت الزعتري إلى أن أكثر من 90% من التجار أبدوا تفاعلا إيجابيا مع الحملة، مشيرا إلى أن أهم الملاحظات التي تلقتها الحملة وجوب وجود منتجات محلية بكفاءة عالية، وعدم استغلال المقاطعة لرفع أسعارها.
الزعتري أشار إلى أن هدف الحملة بشكل أساسي هو مقاطعة الاحتلال بشكل نهائي، وبناء ثقافة لدى الفلسطينيين بوجوب مقاطعة إسرائيل وذلك من واعز ديني ووطني وأخلاقي بغض النظر عن النتائج التي سيتسبب بها على الاقتصاد الإسرائيلي.
حملة ادعم احتلالك!!
بعبارات وكلمات عكسية، بنى ناشطون حملة "ادعم احتلالك" لتشجيع الفلسطينيين على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية مستغلين تأثرهم عاطفيا بعدوان الاحتلال على قطاع غزة.
المتطوع في الحملة فريد طعم الله أوضح لـ"العهد" أن الهدف من الحملة التأثير على اقتصاد الاحتلال وجعله نهجا يتبع الفلسطينيون في حياتهم ما دامت أرضهم محتلة وحرياتهم مصادرة.
حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية
وقال طعم الله: إن الحملة انطلقت في مدينة رام الله لتكون قدوة لحملات أخرى انطلقت في القرى والبلدات والمخيمات المحيطة، لافتا إلى أن أربعة مليارات ونصف مليار دولار قيمة الاستهلاك الفلسطيني من الاقتصاد الإسرائيلي، مؤكدا أن تخفيضنا لهذا الرقم الكبير سيؤثر بشكل قوي على كيان الاحتلال، كما أنه سيدعم الاقتصاد الفلسطيني وسيوفر فرص عمل للفلسطينيين.
تجاوبا واسعا لاقت الحملة من قبل التجار والمستهلكين، ويوضح طعم الله أن الحملة تفاجأت من تجاوب المواطنين معللا ذلك بتأثرهم عاطفيا لما يدور في قطاع غزة واتخاذهم قرارا بضرورة وأهمية المقاطعة بكل أنواعها كنوع من الانتقام، لافتا إلى أن المقاطعة هي مجرد قرار يسهل على كل فلسطيني اتخاذه وتنفيذه.
واعتبر أن نتائج الحملة كانت قوية وايجابية، وأثرت على شرائح واسعة في الوطن، مشيرا إلى أن مئات المتطوعين توافدوا على الحملة وطالبوا بإرشادات لتنفيذها في مناطقهم.
وبحسب طعم الله، فان الحملة تتكون من محورين أساسين يتم تطبيقهما في الميدان، يقوم الأول على توعية وتثقيف التجار والمستهلكين عبر نقاشات وحوارات، أما المحور الثاني فيتمثل بوضع ملصقات صغيرة طبع عليها "انت تتبرع للجيش الإسرائيلي بشرائك هذا المنتج"، مضيفا أنه طبع أكثر من 170 ألف ملصق تم وضعها على المنتجات الإسرائيلية في 400 محل تجاري في مدينة رام الله.
المقاطعة تجني ثمارها في البلدات الفلسطينية الكبرى
"سلواد نظيفة من المنتجات الإسرائيلية" حملة أطلقها عدد من الناشطين في بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، تسعى لعمل مقاطعة واسعة ودائمة في البلدة وإفراغ محالها من المنتجات الإسرائيلية.
الناشط في الحملة لؤي فارس أوضح أن الحملة انطلقت من توعوية وتثقيف المواطنين بأهمية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي تشكل داعم أساسي لجيش الاحتلال واقتصاده كما أنها تشكل سبب رئيسي في إطالة عمره.
أما الجانب للحملة، فبين فارس أنه يقوم على تثقيف التجار ودعوتهم لمحاربة تجار الجملة الإسرائيليين وعدم التعامل معهم وتنظيف محالهم من المنتجات الإسرائيلية، لافتا إلى أن الناشطين بالحملة يقومون بالتواصل مع مؤسسات البلدة وخاصة البلدية للضغط عليها لتقوم بخطوات تشجيعية للتجار الذين يشاركون في حملات المقاطعة بإعفائهم من الضرائب وعمل خصومات تشجيعية لهم.
ولفت إلى أن جهود الحملة لا تستهدف فقط المحال التجارية التي تبيع المنتجات التموينية بل محال مواد البناء وصالونات التجميل ومحال بيع الخضار.
وعن الثمار الأولى التي قطفتها الحملة، ذكر فارس أن مركبات بيع البضائع من شركة شتراوس وتنوفا الإسرائيليتين دخلت البلدة وخرجت خالية اليدين حيث لم تبع أيا من منتجاتها لمحال البلدة الذين رفضوا التعامل معها، لافتا إلى أن العائق الذي يواجه الحملة وهو البضائع الإسرائيلية المتواجدة على رفوف المحال وكيفية إيجاد طريقة لإقناع التجار بالتخلص منهادون أن يتسبب ذلك بخسارة كبيرة له.
وأكد فارس أن الحملة ليست آنية وليست مجرد رد فعل عاطفي للعدوان الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة، بل ستتواصل وتستمر بغض النظر عن الظروف السياسية.