كشفت وزارة الصحة التونسية، عن عزمها "إعداد خطة وطنية للوقاية" ضد فيروس "إيبولا"، الذي انتشر في عدة بلدان بغرب إفريقيا وتسبب في وفاة 887 شخصا في أربع دول إفريقية. وقالت الوزارة في بيان "متابعة للوضع الوبائي لفيروس الإيبولا على الصعيد الدولي والوطني، تم إقرار وضع لجنة فنية لليقظة والتصدي" للفيروس، الذي "توطن في بعض بلدان غرب إفريقيا".
وأضافت أن هذه اللجنة "ستعمل على إعداد خطة وطنية للوقاية والعلاج من هذا الفيروس ومتابعة حسن تنفيذها، مع وضع خطة للتعاون خاصة مع بلدان الجوار لمتابعة الوضع الوبائي للفيروس والتصدي لمخاطره".
وأفادت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها الإثنين، أن عدد الاشخاص الذين توفوا جراء فيروس "إيبولا" وصل إلى 887 شخصا، مشيرة إلى أن الفيروس ينتشر بشكل خطير.
وأضاف البيان أنه تم تشخيص الف و600 حالة اصابة في غينيا منذ بدء انتشار الفيروس، لافتا إلى أنهم تلقوا أنباء عن حالات وفاة من نيجيريا.
وأعلن البنك الدولي أنه سيقدم مساعدة عاجلة بقيمة 200 مليون دولار إلى غينيا وليبيريا وسيراليون لمساعدة هذه الدول الثلاث على احتواء وباء إيبولا، كما جاء في بيان صدر في مقره في واشنطن الاثنين.
وأعرب رئيس البنك جيم يونغ كيم، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية، في البيان عن قلقه إزاء هذا الفيروس الوبائي، مؤكدا أن "أرواحا كثيرة معرضة للخطر إذا لم نتمكن من الحد من وتيرة انتشار وباء إيبولا".
وخلال مؤتمر عبر الهاتف أوضح رئيس البنك الدولي أنه سيحيل بسرعة هذه المساعدة العاجلة إلى مجلس إدارة البنك للتصويت عليها، مؤكدا أن المجلس أعرب عن "دعمه الكامل" لهذه المساعدة.
وأوضح نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة إفريقيا مختار ديوب، من جهته، أن إقرار هذه المساعدة رسميا سيتم بحلول نهاية الأسبوع.
وقالت المنظمة انها احصت 1603 اصابات بالفيروس في اربع دول في غرب افريقيا، تتوزع كما يلي: 485 اصابة في غينيا (340 مؤكدة و133 مرجحة و12 مشتبها بها) بينها 358 وفاة، و468 اصابة في ليبيريا (129 مؤكدة و234 مرجحة و105 مشتبها بها) بينها 255 وفاة، و646 في سيراليون (540 مؤكدة و46 مرجحة و60 مشتبها بها) بينها 273 وفاة، واربع اصابات في نيجيريا (صفر مؤكدة وثلاث مرجحة وواحدة مشتبه بها) بينها وفاة واحدة.
فيروس إيبولا ينتقل من الحيوانات
وأصاب الفيروس منذ بداية العام ألفاً وثلاثمائة شخص على الأقل وأدى إلى وفاة حوالي ثمانمائة آخرين، من بينهم الدكتور عمر خان أحد أبرز الأطباء الميدانيين الذين يكافحون انتشار هذه الحمى الفتاكة منذ أشهر.
وينتقل فيروس إيبولا من الحيوانات، وعلى رأسها لحوم الخفافيش المستهلَكة بكثرة شعبيا في إفريقيا الغربية، وبعض القرود، إلى الإنسان ثم بين البشر عبر السوائل كاللعاب والبول والدموع ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتقيؤ والإصابة بالحمى إلى أن يقضي على المصَاب به.
وتعد لحظة الوفاة بهذا الفيروس، حسب الأطباء، هي الأكثر مُلاءمة لانتقال الداء إلى الغير بسبب بلوغ الفيروس أوج حيويته ونشاطه.
وفي ليبيريا، أصبح الناس يخشون دفن الموتى ضحايا هذا الداء القاتل ويرفضونه في مناطقهم مثلما حدث قبل أيام في العاصمة منروفيا خوفا من انتشار العدوى. كما أن هناك عددا من دول العالم ككوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية بدأت تتشدد في منح التأشيرة لمواطني البلدان التي طالها فيروس إيبولا في خطوة احتياطية لتفادي انتقاله إلى شعوبها. وقد حظرت السعودية منح التأشيرات لأداء مناسك الحج والعمرة لرعايا هذه الدول.