ليبيا: إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية على وقع أعمال عنف من قبل "أنصار الشريعة"
شنت طائرات ليبية حربية، الثلاثاء، غارات على عدة مواقع لمجموعات مسلحة في مدينة بنغازي التي تشهد منذ الاثنين مواجهات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وقصفت مقاتلات سلاح الجو الليبي عدة مواقع لـ"أنصار الشريعة" في بنغازي، ولا سيما في منطقة قنفودة بشرق المدينة.
بموازاة ذلك، استمرت المواجهات بين "الجيش الوطني الليبي" ومسلحي "أنصار الشريعة"، حيث قتل الثلاثاء شخص وأصيبت سيدة جراء المعارك بين الطرفين في منطقة الليثي. ووصف شهود تلك المواجهات، التي تأتي في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، بـ"الأعنف" التي تشهدها بنغازي منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
غارات على مواقع "أنصار الشريعة" في بنغازي
وكانت مصادر طبية ليبيّة أعلنت مساء الاثنين عن ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات بين الجيش الوطني الليبي ومجموعات مسلحة في بنغازي إلى 16 قتيلا وأكثر من 80 مصابا. أما في العاصمة طرابلس، فقد أسفرت الاشتباكات الدائرة منذ 13 يوليو بين ميليشيات متناحرة للسيطرة على المطار عن أكثر من 47 قتيلا و120 جريحا.
إعلان النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب الجديد للبلاد
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أمس، رسمياً، النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب الجديد للبلاد، والتي تظهر تقدماً واضحاً للتيار "الليبرالي" على حساب التيار الإسلامي، في وقت ارتفعت فيه حدة المعارك أمس مجدداً في مدينة بنغازي شرق البلاد، حيث من المتوقع أن يتخذ المجلس الجديد مقراً له.
وإذا كانت هوية البرلمان الجديد لن تعرف بوضوح إلا بعد تشكيل الكتل البرلمانية، أكد نواب أن "التيارين المدني والليبرالي فازا بعدد أكبر من المقاعد، مقابل الإسلاميين". وأشارت التقديرات الأولية إلى أن الإسلاميين "لم يحصلوا على أكثر من 30 مقعداً"، كما أفاد النائب يونس فنوش من مدينة بنغازي في حديث صحافي.
ولم يُحدّد موعد رسمي بعد لانعقاد أولى جلسات مجلس النواب الجديد، الذي يحل مكان "المؤتمر الوطني العام"، والذي تقرر نقل مقره إلى مدينة بنغازي، وفق قانون تبناه البرلمان السابق في طرابلس، فيما يرفض قسم من النواب التوجه إلى بنغازي بسبب أعمال العنف التي تشهدها بشكل شبه يومي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعرب أمس الأول عن قلقه من المواجهات الدائرة للسيطرة على مطار طرابلس، متحدثاً عن "نزاع قد طال"، وداعياً جميع الأطراف إلى "ضبط النفس والحوار".
وجاء في بيان أصدره وفد الاتحاد الأوروبي في ليبيا أن "الاتحاد يذكّر بأن الهجمات على المطارات المدنية تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وأن استخدام القوة يجب أن يكون تحت سلطة الدولة السيادية"، معتبراً أن "لا حل عسكرياً للأزمة في ليبيا، بل ان الحل يتمثل في عملية سلمية ديموقراطية".