الاضطهاد الديني في البحرين يبلغ أعلى درجاته: النظام يغلق مقر المجلس الإسلامي العلمائي
تواصل السلطات البحرينية تجاوزها للخطوط الحمراء وخصوصاً على صعيد انتهاكها للخصوصيات الدينية في المملكة. جديد التنكيل السياسي والديني الذي يمارسه نظام آل خليفة، إقدام عناصره الأمنية أمس على إغلاق مقرّ المجلس الإسلامي العلمائي في منطقة كرباباد والذي يعدّ أكبر هيئة شيعية في البحرين.
رئيس المجلس الاسلامي العلمائي السيد مجيد المشعل علّق على هذا التطور الاخير، وقال إنّ "هذا الإجراء يأتي استكمالاً وتنفيذاً لحكمهم الجائر بحلّ المجلس العلمائيّ وإغلاق مقرّه ومصادرة أمواله، وهو الحكم الذي يكشف عن مستوى استهتار السلطات في البحرين بمصادرة الحقوق المكفولة دستورياً وقانونياً في جميع المواثيق المحليّة والعالميّة، وعمق الاضطّهاد الطائفيّ والدينيّ الذي تمارسه تجاه أبناء الطائفة الشيعيّة في البحرين، لما يمثّله المجلس من رمزيّة دينيّة في الواقع الشيعيّ في البحرين باعتباره المؤسّسة الدينيّة الأكبر للطائفة الشيعيّة في البحرين.
ووصف المشعل ماقامت به السلطة بـ"الحماقة"، وأضاف "هذا التصرّف يعبّر عن حماقة السلطة وهمجيتها، إذ أنّ المقرّ قد أُخلي منذ مدّة وسُلِّم لصاحبه، وهو معروض من قبل صاحبه للإيجار، فكيف تتصرّف الجهات الأمنيّة في أملاك المواطنين بهذه الطريقة الهمجيّة؟!".
واعتبر المشعل أنّ "هذا التصرف يأتي ضمن السياسة الممنهجة في "طأفنة" الصراع بين الشعب الذي يطالب بحقوقه والسلطة التي تصادر حقوقه وتنتهكها"، مشيراً الى أن "السلطة بتصرّفها هذا - وفي هذا الوقت بالخصوص الذي تُستهدَف فيه الطائفة الشيعيّة بالتكفير والتهديد - تبرهن على منهجيّة التمييز والعداء والاضطّهاد الطائفيّ المترسّخة في ممارساتها"، وتابع "في الوقت الذي تغضُّ الطرف عن الطائفيين التكفيريين الذين يسمّمون الأجواء، وينشرون الكراهيّة والبغضاء في المجتمع، ويعبثون بالسلم الأهليّ ممّن يُحسبون عليها، نراها في المقابل تمعن في قمع الحريّات الدينيّة ومصادرة الحقوق الدستوريّة للمواطنين الشيعة؛ لأنّهم فقط من طائفة معيّنة ويصنّفون على خطّ المعارضة".
وجزم المشعل أنّ "تلك الممارسات لن تثني الشعب عن المضي في طريقه نحو المطالبه بحقوقه"، وأكّد أنه "مهما مارست السلطة من قمعٍ واضطّهادٍ فلن تستطيع أن تركع الشعب عن المطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة، ولن تستطيع أن توقف حركة التبليغ الدينيّ والنشاط الدينيّ الذي يمارسه العلماء؛ لأنّهم ينطلقون من وظيفة شرعيّة ومسؤوليّة دينيّة لا يمكن التخلّف عنها أو التخاذل عن أدائها".
ولم تقف الامور عند إغلاق مقرّ المجلس العلمائي، بل إن المرجع الديني الكبير في البحرين آية الله عيسى قاسم هو الآخر تعرّض لحملة اعلامية تحريضية من قبل عقيد المخابرات السابق عادل فليفل.
وقد استنكر كبار علماء الطائفة الشيعية في البحرين التعرض للشيخ قاسم.
وقال بيان صادر عن العلماء "نستنكر وندين، وكلّ شعبنا يستنكر ويدين هذا التجنّي السّافر والذي طال الطائفة بكاملها واتهمها بالكفر والارتداد، وطالب أتباعها بالتوبة والعودة إلى الإسلام، كما وهدّد علماءها ورموزها بالتصفية والإبادة".
وأضاف العلماء "يصدر هذا من شخصية محسوبة على النظام وعلى سمع ومرأى من هذا النظام"، في إشارة إلى الشريط المسجل للعقيد عادل فليفل الذي وصف فيه الشيخ قاسم بالكافر وطالبه بالعودة للإسلام.
وحمّل البيان الدولة مسؤولية ما جرى، وطالب "كلّ الغيارى على أمن هذا الوطن ووحدته بأن يعلنوا وبالأساليب السّلمية رفضهم واستنكارهم لهذا الجنوح الطائفي المدمّر".
وأكد بقاء شعب البحرين "بكلّ طوائفه ومكوّناته مصرا على وحدته، وأن يكون أكبر من كلّ هذه الاستفزازات الطائشة".
يشار الى أن فليفل تهجم على الشيخ قاسم في مقطع فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفاً سماحته بـ"الكافر والمحرض على قتل السنة" بحسب تعبيره.