بغداد ـ عادل الجبوري
توقعت أوساط قريبة من أجواء المفاوضات والاتصالات بين الكتل السياسية العراقية، أن لا تسفر جلسة البرلمان المزمع عقدها غداً عن حسم قضية الرئاسات الثلاث في ظل التصلب في المواقف، وغياب المرونة المطلوبة من قبل الفرقاء.
وأشارت تلك الأوساط الى أن القوى السنية والكردية مصرة على عدم تقديم مرشحيها لمنصبي رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية الا بعد أن يطرح التحالف الوطني -باعتباره الكتلة البرلمانية الاكبر- مرشحه لرئاسة الوزراء، وهي خطوة استباقية لقطع الطريق تماما على رئيس الوزراء الحالي وزعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي من البقاء في المنصب لأربعة أعوام أخرى.
الأسماء المطروحة كبديل للمالكي
وبينما يؤكد ائتلاف "دولة القانون" (95 مقعدا) ان مرشحه الوحيد لرئاسة الوزراء هو المالكي، ولاصحة للانباء التي تتحدث عن وجود مباحثات داخل الائتلاف لترشيح بديل عنه للمنصب، سربت مصادر مطلعة من داخل الائتلاف الوطني الذي يضم كلا من "ائتلاف المواطن" و"التيار الصدري" وكتلا صغيرة اخرى، انه لم تعد هناك اية فرصة لبقاء المالكي في المنصب التنفيذي الاول، وان الصيغة البديلة تتمثل في طرح مرشح اخر من داخل ائتلاف "دولة القانون" حصرا باعتباره الكتلة الاكبر داخل التحالف الوطني، وان الاسماء المتداولة هي وزير التعليم العالي والقيادي في حزب الدعوة الاسلامية علي الاديب، والمدير السابق لمكتب المالكي طارق نجم، علما ان حظوظ الثاني تبدو بحسب المصادر اوفر من حظوظ الاول.
نوري المالكي
وتضيف المصادر المطلعة إن أطرافاً خارجية مؤثرة ونافذة في الشأن العراقي أبلغت المالكي بوضوح قبل ثلاثة أيام أنه بات من غير الممكن بالنسبة له الاستمرار في التمسك بالمنصب، لتبدأ ترتيبات التمهيد والتهيئة لطرح المرشح الجديد عبر الاتصال مع القوى السياسية السنية والكردية.
وبما ان المسألة تحتاج لوقت غير قصير لذا فأنه-والكلام للمصادر الخاصة-من المستبعد ان تسفر جلسة يوم الاحد المقبل عن النتائج المطلوبة، وربما يصار الى انتخاب رئيس مؤقت للبرلمان فقط.
في مقابل ذلك، فإن القوى الأخرى لم تحسم بشكل رسمي أمر مرشحها لرئاسة البرلمان، رغم أن مجمل المؤشرات تذهب الى اختيار رئيس ائتلاف ديالى هويتنا سليم الجبوري للمنصب، وكذلك فإن القوى الكردية هي الاخرى مازالت تخوض نقاشات متواصلة فيما بينها حول المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية، علما ان ابرز المرشحين واوفرهم حظا لتولي المنصب هما رئيس حكومة الاقليم السابق برهم صالح، ومحافظ كركوك الفائز بمقعد في البرلمان الجديد عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني نجم الدين كريم.
الاقليم يسحب وزرائه
في غضون ذلك شهدت الازمة بين بغداد واربيل مزيدا من التصعيد بعد اقدام رئاسة اقليم كردستان على سحب الوزراء الاكراد من الحكومة الاتحادية على خلفية اتهامات رئيس الوزراء نوري المالكي للاكراد بدعم الارهابيين، وقوله في كلمته الاسبوعية "ان اربيل باتت مقرا لتنظيم داعش وبقايا حزب البعث المنحل".
وقالت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني "ان رئاسة إقليم كردستان قررت سحب الوزراء الاكراد من بغداد، كرد على تهديدات المالكي لإقليم كردستان بانها تحولت الى مقر لداعش والارهابيين، وان توقيت تهديدات المالكي لإقليم كردستان كان خطأ، لانها جاءت في وقت تحاول جميع الأطراف حل المشكلات وعدم تصدع البيت العراقي". مشيرة الى "ان تلك التهديدات للإقليم تمثل آخر مسمار في نعش التوافق السياسي بين اطياف الشعب العراقي والقضاء على الشراكة، وهي لاتصب في مصلحة البيت الشيعي التي تقع على عاتقه تشكيل الحكومة العراقية".
وكان المالكي قد اكد انه "لايمكن السكوت على ان تكون اربيل مقراً لداعش والارهابيين، ولابد من ايقاف غرفة العمليات المتواجدة في أربيل وإيقاف وجود المجرمين من عتاة البعثيين والقاعدة والتكفيريين".
وتجدر الاشارة الى ان سلطات إقليم كردستان كانت قد قررت في الخامس عشر من شهر حزيران-يونيو الماضي، أي بعد ستة ايام على سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوى، تشكيل غرفة عمليات أمنية وعسكرية عليا في الإقليم تشرف على جميع النشاطات العسكرية والأمنية، أوكلت رئاستها لنائب رئيس الاقليم كوسرت رسول علي.
الحكيم يدين العدوان الصهيوني
على صعيد اخر، دان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته كاملة تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل في هذه الظروف وفك الحصار عنه وعن غزة، مطالبا الدول العربية والاسلامية بتبني موقف متضامن في نصرة الشعب الفلسطيني لايقاف نزيف الدم والدفاع عنه.
السيد عمّار الحكيم
وقال الحكيم في حديثه بالامسية الرمضانية اليومية في مكتبه الخاص مساء امس "لو الكيان الصهيوني يعرف ان مليار ومئتي مليون مسلم سيهبوا حينما يعتدى على بعضهم لما تجرأ على القيام بقتل الاطفال والنساء والكبار في فلسطين في شهر رمضان"، مبينا "ان تشتت العرب والمسلمين وتفرقهم هو الذي يطمع الاعداء في هذه الاعتداءات الغاشمة" وعبر عن استغرابه من عدم استعداد الدول العربية حتى لتجميد علاقاتها مع الكيان الصهيوني اعتراضا واحتجاجا على العدوان السافر بحق الشعب الفلسطيني.
في ذات الوقت، استنكر رئيس المجلس الاعلى الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون من اتباع اهل البيت عليهم السلام في تركيا وحرق مساجدهم في وضح النهار، مطالبا الحكومة التركية بتحمل مسؤولياتها في ملاحقة المعتدين وفي حماية مواطنيها ودور العبادة في هذا البلد.