وتعود الذكرى بعد 8 أعوام. للانتصار طعم العسل ورائحة الياسمين التي لا يمكن أن تتبدد مع مرور الأعوام. في مثل هذا اليوم من العام 2006، كتبت المقاومة وشعبها في لبنان بدماء الأبطال أوّل سطر في كتاب نعوة الكيان الاسرائيلي.
وفي 12 تموز 2006، هاجمت المقاومة الاسلامية صباحاً قوة عسكرية صهيونية في "خلّة وردة" في خراج بلدة عيتا الشعب الجنوبية، فقتلت ثلاثة جنود وأسرت جنديين، وخاضت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي حاولت سحب جنودها القتلى.
مشاهد من عملية خلّة وردة
قوات الاحتلال التي اتّخذت من العملية ذريعة للاسراع في حرب كان مخططاً لها ضد لبنان، قصفت القرى اللبنانية لقطع الطريق على إمكانية سحب الجنديين الأسيرين إلى مناطق خلفية، ووسعت عدوانها بقصف عنيف على القرى والطرقات المؤدية إليها مستهدفةً المروحيات الحربية السيارات ومدمّرةً الجسور الرئيسية بهدف تقطيع أوصال المناطق الجنوبية. أمّا المقاومة الاسلامية فردّت بقصف مواقع الاحتلال في مزارع شبعا والمرابض المدفعية الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.
وفي التطوات السياسية لذلك اليوم، وجّه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مؤتمر صحفي تحيّة الى "المجاهدين الأبطال الذين وفوا بالوعد في اسر جنود إسرائيليين بهدف مبادلتهم بالأسرى في السجون الإسرائيلية، ومسميً العملية بـ"الوعد الصادق". ومعلناً أن "لا سبيل لعودة الأسيرين إلا بالتفاوض غير المباشر في إطار عملية تبادل". وقال "نحن جاهزون للتهدئة، وإذا اختاروا المواجهة فعليهم أن يتوقعوا مفاجآت".
مشاهد من عملية خلّة وردة
بدوره فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود فر ذلك الوقت، أكّد أن "اللبنانيين ثابتون في مقاومة العدوان لاستكمال مسيرة التحرير، وأن تعميم إسرائيل لنموذج غزة في جنوب لبنان لن يكون ممكناً".
حكومة العدو اعتبرت من جهتها أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن عملية "الوعد الصادق" وعن إعادة الجنديين الأسيرين، معلنةً بعد اجتماع أمني طارئ "إعلان الحرب على حزب الله في إطار المواجهة الكبرى، بخطوة حربية عميقة ومؤلمة ومتواصلة لتحقيق هدفين: الأول ضربة مؤلمة لحزب الله والبنى التحتية اللبنانية. والثاني: إبعاد حزب الله عن الحدود بجهد عسكري ودبلوماسي. وأطلقت على هذه الحرب تسمية الجزاء المناسب".
مشاهد من عملية خلّة وردة
أمّا واشنطن فاعتبرت أن "هذا الهجوم يظهر أن عدم نزع سلاح حزب الله وقيامه بعمليات من الأراضي اللبنانية يشكلان تهديداً مباشراً لأمن الشعب اللبناني". وأعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس آنذاك من باريس أن العملية "تهدد استقرار المنطقة وتتعارض مع مصالح لبنان وإسرائيل معاً". ولم يختلف الموقف البريطاني والفرنسي والياباني والروسي والألماني عن الموقف الأميركي.
هكذا بدأ اليوم الأوّل من العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006.. وفيما يلي من أيام العدوان ستحوّل المقاومة الهجوم الى فرصة لتدمير هيبة جيش الاحتلال الاسرائيلي.