الشارع الطرابلسي يخرج عن سيطرة "المستقبل": استمرار لقطع الطرقات والاعتصامات
ثلاثة أيّام مرّت على تدهور الوضع الأمني في طرابلس. الأمن الشمالي الذي ضُبط بقدرة قادر مع انطلاق الخطة الأمنية في المدينة يترنّح اليوم اثر انقلاب السحر على الساحر، وانقلات زمام المبادرة من أصحاب الشأن.
قادة المحاور مجدداً، وانتشار السلاح والمسلحين في أروقة طرابلس، الحدث الأهم على الساحة الطرابلسية اليوم. فقادة المحاور المتورطين بجولات القتال الطرابلسية الدامية ضاقوا ذرعاً في سجن رومية بعدما "غُرر" بهم من قبل قادة أمنيين في حزب "المستقبل" بان اقامتهم فيه لن تكون طويلة.
قضت المقايضة منذ البداية بتسليم أنفسهم للدولة، على أن لا يقضوا في السجن فترة تتجاوز قدوم شهر رمضان المبارك. ومع اقتراب المنتصف من شهر رمضان، انتفض موقوفو رومية على سجّانيهم للمطالبة بالافراج، وإلاّ "فليدخل كل من موّلنا وسلّحنا معنا الى السجن وعلى رأسهم العميد حمّود"، على ما يقول أحد الموقوفين من داخل السجن في رسالة صوتية له.
وعلى وتر الموقوفين في رومية، ثار أتباعهم في طرابلس معمّمين حالة من الفوضى في أروقة المدينة، فقطعت الطرق الرئيسية من البداوي الى دوار نهر أبو علي، بالاضافة الى اوتوستراد التبانة وشارع سوريا، فضلاً عن عودة مسلسل القاء القنابل ليلاً، ومظاهر المسلحين يجوبون الشوارع. كما يستمر عدد من الأهالي بالاعتصام في بعض طرقات المدينة.
وفي اليوم الثالث على عودة الشغب الى طرابلس، لا تزال المدينة تعيش حالة من الشلل شملت الاسواق الداخلية وسوق الخضار في التبانة فيما لزم التجار منازلهم في ظل عجز القوى السياسية عن ايجاد حلول للأزمة.
يشار الى أن شرارة الاحتجاجات انطلقت فعلياً على الأرض بعد ورود معلومات قبل أياّم عن تدهور صحّة أحد قادة المحاور وهو زياد علّوكي (المعروف بعلاقته الوطيدة مع وزير العدل أشرف ريفي)، ونقله الى المستشفى.
التصعيد في الشارع سبقه تحريض مستقبلي على الجيش
مسلسل الاحتجاجات في شوارع طرابلس ليس يتيماً من التحريض السياسي. فنواب "المستقبل" دأبوا على مهاجمة الخطة الأمنية في المدينة فضلاً عن التعرّض للجيش وقائده، فقال النائب معين المرعبي أمس إن "المؤسسة العسكرية فاشلة وكذلك قائدها"، متهماً قائد الجيش العماد جان قهوجي بأنه "يستخدم دماء السّنة للوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية".
أما النائب محمد كبّارة فاعتبر بعد إجتماع "اللقاء الإسلامي الوطني" في منزله، أن "إستمرار الإضطهاد الأمني للطائفة السنية سيؤدي إلى ردات فعل غير محسوبة النتائج"، محمّلاً مدعي عام التمييز والقضاة "المسؤولية كاملة عن كل من يتم تسليمه من الطائفة السنية".
بدوره لم يفوّت النائب خالد الضاهر قبل عدّة أيام خلال مقابلة له على شاشة الـ"أل بي سي" فرصة الهجوم على الجيش اللبناني وتهديده، حيث قال "اذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن طرابلس ستصبح كالموصل".