معارك القلمون متواصلة: تقسيم للمنطقة وفصل خط إمداد المسلحين
حسين مرتضى
تتواصل فصول المعارك على حدود القلمون السورية والجرود المقابلة لها في الشرق اللبناني، حيث عثر الجيش السوري أثناء تمشطيه للجرود على ثلاثة سيارات مفخخة اثنتان منها تحملان لوحات لبنانية كانت مجهزة لاستخدامها في لبنان، داخل معسكر كانت تستخدمه المجموعات المسلحة لتفخيخ السيارات وتدريب عناصرها في وادي عين الحصين في جرود القلمون، كما عثر على مخزن للاجهزة الطبية والأدوية ومشفى ميداني في نفس الموقع.
تلك الجرود التي استغلت المجموعات المسلحة طبيعتها الصخرية القاسية لتتخذ من المغاور فيها مخابئ ومراكز تتحضر فيها لشن الهجمات على الداخل السوري، وبالسيارات المفخخة على لبنان، لا تقل أهمية المعركة فيها عن معركة القلمون التي انتهت منذ أشهر.
وعلى صعيد سير العمليات العسكرية، المعركة الدائرة هناك تهدف الى السيطرة على سلسلة تلال صغيرة محاذية لمنطقة عرسال ومشاريع القاع بالاضافة الى اطلالتها على مناطق حام ومعربون، وتعتبر هذه التلال مواقع إستراتيجية لرصد تحركات المسلحين في جرود عرسال كما المناطق الخليفية لها وأيضاً سلسلة معابر غير شرعية موجودة على تخوم الجرود وتربط الجهتين السورية واللبنانية معاً.
تكتيكياً، سيسمح ببناء خطة تهدف لتطهير هذه المناطق من المسلحين كما السيطرة بالنار على المعابر التي يتم إستغلالها من أجل إدخال المسلحين نحو الداخل السوري وبالعكس.
خطة لإفشال استقدام "داعش" الى الشريط الحدودي السوري اللبناني
رياح المعارك بعد خروج المسلحين من بلدة الطفيل جاءت بنتائج مهمة، وهي إفشال فكرة استقدام "داعش" الى الشريط الحدودي السوري اللبناني، في حين أكدت مصادر محلية لـ"العهد" بدء ظهور "داعش" بقوة في محيط رنكوس القريبة من بلدة الطفيل، وهذه المجموعات التي انتقلت بشكل فردي وخفي عبر السلاسل الجبلية، تحاول التمدد والاستقرار في الوديان والمغاور التي تمتد بعمق جغرافي يصل الى سبعين كيلومتراً بعرض عشرة كيلو مترات.
وعليه، باتت المنطقة تقسم جغرافياً الى قسمين، الاول يضمّ المعابر والسلسلة الشرقية والجرود التي طهرها الجيش السوري وينتشر بشكل دائم للتصدي لاي محاولة تسلل من المسلحين نحو الداخل السوري، أما الثاني فيضمّ منطقة الزبداني الملاذ الوحيد للمسلحين الذين فروا من معركة القلمون والعمليات مستمرة باتجاهين منفصلين.
وقد أحبطت هذه العمليات العسكرية مساعي مسلّحي جرود القلمون للفرار، حيث استطاعوا السيطرة على عين الدرة المقابلة لتّلة النمرود من الجهة اللبنانية في اعلى جبال القلمون وفي مواجهة عرسال.
الجيش السوري يتقدّم من جرود قارة والبريج باتجاه سلسلة الجبال الشرقية
بموازاة ذلك، تقدّم الجيش السوري من جرود مناطق قارة والبريج باتجاه سلسلة الجبال الشرقية، ومن سهل رنكوس، بعد فرار المجموعات المسلّحة من بلدة الطفيل اللبنانية قبل نحو أسبوع، فيما يستمر بتمشيط المناطق والبساتين المجاورة لبلدة الزبداني، بالقرب من قرية الروضة، ما بين حاجزي المعسكر وحاجز النهر على الطريق العام.
هذا الانجاز العسكري أفشل خطّة المسلّحين المحاصرين في منطقة عرسال اللبنانية، والجرود المحاذية لها من الجهة السورية والتي كانت تقضي بفتح ثغرة من خلال رنكوس باتجاه الأجزاء الشمالية من منطقة القلمون، ومنها إلى البادية السورية شمالاً، أو باتجاه الغوطة الشرقية، عبر منطقة الضمير، التي تفصل ما بين مناطق القلمون والغوطة الشرقية والبادية.
وفي مقابل ذلك، تمكّن الجيش السوري من منع تسلّل مسلّحي تلك المناطق باتجاه القلمون، وفصل منطقة الزبداني عن القلمون، ما يعني بقاء المسلحين في جرود الواقعة بين بلدتي حام ومعربون وجرود الزبداني في حصار مطبق.