رضيعة بحرينية كادت تفقد حياتها بعد اقتحام قوات النظام لمستشفى
كادت الطفلة خديجة محمد ذات الشهور الثلاثة، أن تضاف الى لائحة ضحايا بربريّة قوات النظام البحريني. فالطفلة قصدت مع والدتها المرهقة ووالدها إحدى المستشفيات لتلقي العلاج، وعند خروجهم تفاجؤوا بحالة استنفار تعم المستشفى بأكملها جراء اطلاق قوات النظام الغازات الخانقة، وأجراس الإنذار تدوي في المكان.
صرخت الممرضات على الأب أن يقصد الطابق العلوي لينجو بالطفلة من الاختناق، وعندما توجه للأعلى وجد مرضى يرقدون لتلقي العلاج ولم يكن وجودهم بالأعلى يحميهم من وصول الغازات بسبب تسربها من كل الفتحات نظراً لكثافتها.
استشنقت الرضيعة خديجة الغازات السامة وبدأت ألوانها بالتغير، بدأت أنفاسها تتكتم، كانت المحاولة الأخيرة التي اقترحتها إحدى الممرضات أن يذهب الأبوان بها إلى المختبر لكونه معقماً، وفي المسافة التي يجب أن يقطعانها للمكان الجديد كان لا بد من المرور بممر ممتلئ بالغازات المميتة، كانت مجازفة أخيرة من الأبوين لينجوا بحياة طفلتهما التي أبصرت الحياة مؤخراً ولم تجد أمامها سوى الظلم والقهر والبطش الرسمي.
الطفلة خديجة محمد
يقول والد الطفلة "اختلطت دموع الغاز المسيل مع دموع الحيرة على طفلتي. ورأيت وجهها شاحباً وصراخها ملأ المكان، لم أعرف كيف أتصرف، فالغازات كانت تغطي المكان بأكمله وتتسرب لداخل المستشفى من الفتحات. انصب اهتمامي على طفلتي لإنقاذ حياتها وكانت بجانبي زوجتي المريضة المرهقة التي تحتاج أيضاً للاهتمام والإنقاذ، ولما رأيت من كانوا في المستشفى من موظفين وزوار في حالة اختناق، كدت أفقد الأمل في إنقاذ هذه الطفلة التي ارتفع صوتها بالبكاء".
وتساءل والد خديجة ذات الشهور الثلاثة "لو كلف هذا القمع حياة ابنتي فلن يختلف شيء على السلطة، فحياة المواطنين لديها أهون شيء، بدليل وجود جثة شهيد محتجزة لديها منذ أكثر من 70 يوماً ولم تحرك هذه القضية مشاعر أي مسؤول رسمي، ليتأكد للجميع أن القتل والبطش والعقاب الجماعي واسترخاص الأرواح منهجية تسير عليها السلطة".
ولم تكن الطفلة خديجة وحدها ضحية البطش الرسمي أثناء وجودها في المستشفى، فقد أكد شهود عيان اعتقال الشاب علي منصور القصاب (19 عاما) المصاب بالسكر الحاد فجر أول أيام شهر رمضان المبارك (29 يونيو 2014) خلال تلقيه العلاج في مجمع السلمانية الطبي من قبل قوات النظام، وذلك بعد أن صدرت ضده أحكام قضائية بالسجن لثلاث سنوات في قضية ذات خلفية سياسية.