وأصبح للعالم اليوم "خلافة إسلامية"! فتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش" الارهابي، أعلن أمس قيام ما يسمّى "خلافة إسلامية" زعيمها أبو بكر البغدادي الذي وصفّته على أنه "خليفة للمسلمين".
الاعلان جاء على لسان المتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني الذي بُثّ تسجيل بصوته يقول فيه إنّ "الدولة الإسلامية ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى، قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة "الشيخ المجاهد" ابو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان".
وفي تفسير هذا الاعلان، توضح صحيفة الاخبار نقلاً عن أحد المشايخ السلفيين أن الخلافة الاسلامية تعني أن "الحدود والسدود بين البلاد الإسلامية لاغية. وأن النظام الاقتصادي سيكون واحداً وستكون عملة واحدة تحمل شعار الإسلام ولديها جيش يدافع عنها".
ويضيف هذا الشيخ "تعني أيضاً عدم التبعية لأي دولة، وتستوجب إنشاء مراكز وجامعات ومعامل تمهيداً لجعل المسلمين قوة عظمى في شتى المجالات".
ويرى المشايخ السلفييون أن "الدولة الاسلامية التي أُعلنت انطلقت من سيطرتها على مساحات جغرافية شاسعة واعتبارها أن امتلاك المال والجيش والشعب، يخوّلها إقامة الخلافة، من دون أن تأخذ في الاعتبار أن كل زمن له مفهوم لمقومات الدولة، وقد حدد العدناني ذلك بفك الأسرى وتعيين الولاة والقضاة وجباية الضرائب ونشر التعليم الديني".
من هو أبو بكر البغدادي؟
قليلون هم من يعرفون إبراهيم البدري الملقب بـ"أبو بكر البغدادي"، حيث برز اسمه مع سيطرة ميليشياته على بلدات عراقية في وقت سابق من الشهر الحالي، وعندما نشرت وزارة الداخلية العراقي أول صورة له في شباط الماضي.
عام 2013، رصدت الولايات المتحدة جائزة قدرها 10 ملايين دولار، لمن يساعد في قتل أو اعتقال البغدادي، المكنى بـ"أبو دعاء"، وهي ثاني أعلى جائزة ترصدها وزارة الخارجية الأميركية لرأس إرهابي بعد زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري.
وسبق أن صنفت واشنطن البغداي كـ"إرهابي" بموجب القرار التنفيذي رقم 13224.
يقود "أبو دعاء" التنظيم الذي يسعى لإعادة الخلافة الإسلامية من العراق وحتى سوريا ومن ثم بقية الشرق الأوسط. ويعرف بلقب "الشيخ الشبح"، حيث إن القليلين للغاية من شاهدوا وجهه، لأنه غالباً ما يرتدي وشاحاً حتى لدى مخاطبة العناصر المقربة منه.
ويُعتقد أنه من مواليد عام 1971، في مدينة سامراء، شمال العراق، وينسب نفسه إلى الخليفة أبي بكر، وهو أحد أفراد عائلة تنتمي إلى عشيرة السامرائي. تابع تحصيله العلمي في "الجامعة الإسلامية" في بغداد. ويحمل دكتوراه في الدراسات الإسلامية، وتتلمذ على يدي الأردني "أبو مصعب الزرقاوي" في العراق. عُرف عنه في سجله العسكريّ، أنه مقاتل شرِس لا يرحم، وقاتل تحت راية الزرقاوي.
عمل في أحد المساجد أثناء الغزو الأميركي للعراق، ويُعتقد أنه كان يعتنق أفكاراً متطرفة قبيل الحرب، في ما تقول نظريات أخرى إنه تشرب هذه الأفكار أثناء اعتقاله لمدة أربع سنوات في معسكر "بوكا" الأميركي جنوب العراق، حيث احتجز الجيش الأميركي العديد من قيادات "القاعدة".
نجا من محاولة لتصفيته بغارة جوية عام 2005، وعلى الرغم من تأكيدات استخباراتية بتواجده في الموقع المستهدف، لكن لم يعثر على أثر لجثته.
وبعد أعوام من قتاله في صفوف جماعات "القاعدة"، تولى البغدادي قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" في 2010، وتحول التنظيم إلى "داعش" بإدخال كلمة "بلاد الشام" إلى اسمه بعد اندماجه مع "جبهة النصرة" في سوريا.
نقلت صحيفة "ديلي بيست" الأميركية، مؤخراً، أن البغدادي قال للجنود الأميركيين أثناء إطلاق سراحه من معسكر "بوكا" عام 2009 ، "أراكم في نيويورك"، اعتبرها الجنود الأميركيون مزحة حينذاك، لكن مع تحركات التنظيم في العراق، واستيلائه على مدن وبلدات في العراق في هجوم مباغت في العاشر من الشهر الجاري، بدأوا ينظرون إلى المزحة الآن كـ"تهديد" من قبل أخطر المطلوبين في العالم.