الموسوي: للإنخراط في مواجهةٍ جادة استباقية مع الإرهاب التكفيري
أشاد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي بعمل الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني، داعياً إلى الإنخراط في مواجهةٍ جادة استباقية مع الإرهاب التكفيري بحيث يجري مداهمته في عقر داره من قبل أن يأتينا مفخخاً إلى عقر دارنا، منوهاً بروح التضامن الوطني التي بدت بين القوى اللبنانية جميعاً ما عدا بعض الأصوات الشاذة.
وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة قانا الجنوبية، قال الموسوي" إننا نشدّد على وجوب تعزيز التضامن الوطني اللبناني وترسيخ الوفاق بين القوى السياسية اللبنانية جميعاً لأنّ الإرهاب التكفيري قد يستغل الخلاف السياسي حول هذا الموضوع أو ذاك ليحرّض عليه مذهبياً وليؤمن البيئة الحاضنة التي تسمح له ضرب الأمن والإستقرار في لبنان، ولذلك فإننا نتحرك بصورةٍ وفاقية ومن هذا الباب حرصنا على إنجاح عمل مؤسسة مجلس الوزراء فذلّلنا معاً مع رئيس الحكومة ومع القوى السياسية المشاركة في الحكومة العقبات التي يمكن أن تنشأ من جرّاء السؤال المطروح عن معنى إيكال صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء، وبالأمس جرى التوافق على وضع مخرج يجيب على معظم الأسئلة المطروحة في هذا الصدد، ولذلك نتوقع للحكومة أن تعمل بصورة وفاقية بما يؤمن الحاجات الأمنية للبنانيين بالإضافة إلى الحاجات الإجتماعية- الإقتصادية، وأن تكون انطلاقة العمل الحكومي فاتحة لانطلاقة العمل التشريعي الذي يجب أن لا يتوقف في لبنان، لأن تعطيل التشريع فيه أمر غير مقبول لا دستورياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً واقتصادياً".
وأضاف الموسوي "لا يجوز أن تتوقف السلطة التشريعية في لبنان، ولذلك كما أعدنا إطلاق العمل الحكومي بصورةٍ وفاقية يجب أن ينطلق العمل التشريعي في لبنان وقريباً جداً لأن أمام المجلس النيابي الكثير من الموضوعات التي ينبغي عليه أن يبحثها وأن يبت في شأنها وفي طليعة ذلك سلسلة الرتب والرواتب، وقد كررّنا أكثر من مرة موقفنا منها الداعي إلى إقرارها على الأمر الذي يحقق طموحات الشرائح الفقيرة من اللبنانيين بحيث لا يكون التوازن بين الإيرادات وتمويل السلسلة على حساب الطبقات الفقيرة، كما وأنه علينا أن لا ننسى وجوب المبادرة إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، ولكن ينبغي لكي نحقق هذا الأمر أن نطرح المرشح الذي بوسعه فعلاً أن يكون قادراً على أن يقود البلاد من موقعه كرئيسٍ للجمهورية في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية، ولذلك قلنا أنه يجب أن يكون ثمة وفاق على مرشح وفاقي بمعنى أن يكون المرشح ذا قاعدةٍ شعبيةٍ متينة في الطائفة التي يمثلها وينتمي إليها، ويجب أن يحظى بحيثية سياسية واعتبارية تستحق الإحترام والتقدير".
ورأى الموسوي اننا قادرون على أن نفرّق بين الحق والباطل وقادرون على التمييز مسبقاً وبصورة استباقية بين ما يشكل تهديداً وما يشكل فرصة، ولذلك لم ننتظر أن يأتي الخطر ليستوطن في أرضنا ثم يهدد مقدساتنا فنتحرك من بعد التهديد".
وأردف الموسوي" إننا شاهدنا بالأمس ماذا جرى في العراق بين ليلة وضحاها، فإذا بالتكفيريين قد باتوا على أبواب المقدسات في سمراء وغيرها من المدن المقدسة، وهذا ما جعل المرجعية رشيدة تبادر إلى إعلان الفتوى بوجوب الجهاد الدفاعي كفائياً وهو حكم وفتوى متضمنة في طبيعة الحال في الرسائل العملية، ولكن إعلانها استوجب من المرجعية في العراق في ذلك الوقت الحال الميدانية والسياسية التي انتهى إليها العراق إذ بات الخطر على الأبواب وباتت المقدسات في خطر عظيم والسّاسة فيما بينهم يتقاتلون ويضعف أحدهم الآخر".
وتابع الموسوي" إننا لم نرتكب هذه الأخطاء في لبنان، وحرصنا فيه على أن نمتّن وحدتنا الداخلية كما نمتّن وحدتنا الوطنية، وهكذا كنّا في الجنوب وفي البقاع وفي الضاحية يداً وجسماً واحداً لا فرق بين حزب الله وحركة "أمل" أو مع أي أحد آخر، بل كنّا صفّاً واحداً يأزر بعضه بعضا، ففي مقاومة العدو الصهيوني وفي المواجهة السياسية في الداخل كنّا واحداً، وكنّا وراء سماحة الأمين العام في أرض الجهاد ووراء دولة الرئيس نبيه بري في المواجهة السياسية، ولذلك لم يستطع أحد اختراق صفوفنا بالإضعاف وعبّرنا عن أرقى أشكال التماسك، وهذا هو الطريق الذي ينبغي على جميع من ينتمي إلينا أن يسير فيه لا أن تقع الإنشقاقات والإنقسامات والصدامات والصراعات بينهم حتى يضعف جميعاً فيصبح لقمة سائغة لأي معتدٍ".
وختم الموسوي" إننا مطمئنون إلى أن التضحيات من شهداء وجرحى وآلام قدمناها في مواجهة التكفيريين في سوريا قد أثمرت تحصيناً للبنان، ولو لم يكن الأمر كذلك لما اكتفينا بمتفجرة هنا أو هناك بل لكانت المذابح تشمل الجميع، وقد تحدث التكفيريون أنهم بساعة أو بأقل قد أعدموا 1700 شاب في الموصل، مع العلم أن تضحياتنا في سوريا لم تبلغ ثلث هذا العدد، وبهذه التضحيات حمينا بلدنا".