لم تتوقف الحرب الأمنية بين القوى الامنية اللبنانية والمجموعات الارهابية. عيون الجيش والقوى الأمنية المختلفة تلاحق الموجات التفجيرية المتنقلة. ونتيجة للجهد المتواصل، إستطاعت هذه القوى تحقيق انجازات مهمة ومتلاحقة خلال المدة الاخيرة. آخر الانجازات،عملية استباقية ترمي لمنع الانتحاريين من تنفيذ هجوم من خلال رصد انتحاريين في فندق "دي روي" بالروشة، وعند مداهمة الفندق فجر احدهما نفسه في الغرفة التي كانا بها فيما تمكن الامن العام من توقيف الارهابي الثاني. وإنجاز آخر في اليوم نفسه تمثل بإلقاء مخابرات الجيش القبض على خلية ارهابية كانت تخطط لاغتيال احد كبار الضباط الامنيين في الشمال.
وقد تمكن عناصر الامن العام في لبنان من انقاذ اللبنانيين على الاقل من تفجيرين انتحاريين من خلال عملية استباقية منعت انتحاريين من الوصول إلى هدفهما، حيث داهمت قوة من الامن العام فندق "دو روي " في الروشة بناء على معلومات دقيقة عن وجود حركة مشبوهة لبعض نزلاء الفندق. وعند وصول عناصر الامن العام إلى الطابق الثاني في الفندق وقع انفجار اسفر عن إصابة 5 عناصر من الامن العام بينهم اثنين في حالة حرجة ، فضلا عن نشوب حريق في الفندق عملت فرق الدفاع المدني على اطفائه.
وقالت الوكالة الوطنية للانباء ان الانفجار الذي حصل في منطقة الروشة ناجم عن انتحاريين، الأول هو الذي فجر نفسه، وتحول إلى أشلاء، والثاني تم إلقاء القبض عليه، وهو محترق.
قال مسؤول في الامن العام لوكالة فرانس برس ان الانفجار الذي وقع قرابة الساعة السابعة (16,00 ت غ) "نتج عن تفجير رجلين نفسيهما لدى مداهمة دورية من الامن العام غرفتهما في فندق دوروي في منطقة الروشة".
واشار الى انهما اقدما على تفجير مواد متفجرة كانت بالقرب منهما، ما تسبب بمقتل احدهما واصابة الآخر بجروح "وقد تم توقيفه".
وقال المسؤول الامني ان العملية التي قام بها الامن العام اليوم "تأتي في سياق متابعة المعلومات الامنية التي وصلتنا اخيرا عن وجود مجموعات ارهابية" في البلد.
واشار الى ان عناصر الامن العام استكملوا العملية التي كانوا يقومون بها في الفندق بحثا عن مشتبه بهم، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تفقد مكان الانفجار للصحافيين ان "الانتحاري الذي تم توقيفه سعودي الجنسية".واضاف :" أن الاهم في العملية انها ضربة استباقية من لأمن العام، لان الانتحاري كان ينوي تفجير نفسه في منطقة اخرى ".
وقال المشنوق أن هناك انتحاريان احدهما تحول اشلاء والثاني القي القبض عليه، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة جرحى من الامن العام. ورداً على سؤال قال المشنوق : "ليس هناك من احرار يقتلون الاخرين، وقال إن أهل السنة هم أهل إعتدال".
وكان الوزير المشنوق يرد على ما اعلنه ما يسمى "لواء أحرار السنة في بعلبك" في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"،عن تبنيه "مسؤولية "التفجير الانتحاري في فندق "دي روي" في منطقة الروشة"، وقال انه "تم تنفيذه من قبل "مجاهد" من "الأحرار" بقوة أمنية "صليبية" بعد محاولتها القبض عليه".
ولفت "لواء احرار السنة" الى ان "مجاهدين" آخرين أصبحوا بأمان خارج منطقة العملية الانتحارية!
احد الانتحاريين سعودي الجنسية!
وفي وقت أكدت الوكالة الوطنية هوية الانتحاري وقالت بأنه سعودي ويدعى عبد الرحمن الحميقي مواليد 1994.
وقالت السفارة السعودية في اتصال مع الوكالة الوطنية للاعلام، انه يجري التأكد من هوية الانتحاري الذي فجر نفسه في منطقة الروشة، مشيرة الى ان التنسيق جار مع السلطات اللبنانية للتأكد من حقيقة ما ذكره بعض وسائل الاعلام اللبنانية من ان الانتحاري سعودي، خوفا من ان الهوية قد تكون مزورة.
من ناحيته أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من مستشفى الجامعة الأميركية أن "لبنان مستهدف، وليس الامن العام فقط هو المستهدف"، وقال: "لسنا في حاجة إلى خطابات ولا إلى من يعلمنا ماذا نفعل، ندرك ما نفعله".
خلية ارهابية في القلمون
وكان الجيش اللبناني بدوره قد سجل انجازاً آخر، وقال بيان صادر عن مديرية التوجيه أن قوة من مخابرات الجيش استطاعت من خلال عملية أمنية نوعية، من توقيف خلية إرهابية في منطقة القلمون كانت تخطط لإغتيال أحد كبار الضباط الأمنيين في الشمال. واحالت الى القضاء المختص بتاريخ 25-6-2014 كلا من الموقوفين: وسيم أحمد القص، وسام أحمد القص، داني أحمد القص، أمجد نهاد الخطيب، نبيل كامل بيضا.
وختم بيان الجيش بأن مديرية المخابرات مستمرة بأعمال الرصد والملاحقة والتحقيقات، لتوقيف باقي أفراد الخليّة وكشف ارتباطاتهم ومخططاتهم.
وذكرت صحيفة "الأخبار" يوم الخميس أن الضابط المذكور هو مدير مكتب الشمال في الأمن العام المقدم خطار ناصرالدين. وأشارت المعلومات إلى أن أفراد المجموعة التي تقطن على مقربة من منزل ناصرالدين كانوا يعدّون لاستهدافه بواسطة عبوات ناسفة كانوا سيقومون بزرعها على الطريق التي يسلكها ليصار إلى تفجيرها عن بُعد.
وقالت مصادر امنية لـ"الأخبار" إن الموقوفين اعترفوا بانتمائهم إلى "كتائب عبد الله عزام"، وانهم كانوا على تواصل مع المتحدّث الإعلامي باسم هذه الكتائب، سراج الدين زريقات. وأوضحت أن بعض الموقوفين سبق وقاتلوا في سوريا حيث تلقوا تدريبات، وأن التحضير للعملية كان قد وصل إلى مراحله النهائية قبل الشروع بالتنفيذ. وأقر الموقوفون بأنهم كانوا ينتظرون أوامر زريقات لبدء التحضير لعمليات أخرى.
وذكر بيان للجيش أن أعضاء الخلية هم وسيم وداني ووسام القص وأمجد الخطيب ونبيل بيضا، وقد أوقفوا جميعهم في منطقة القلمون (شمال لبنان) خلال عملية أمنية نوعية، مشيرا إلى أنهم أحيلوا الى القضاء المختص، فيما يستمر الجيش «بأعمال الرصد والملاحقة والتحقيقات، لتوقيف باقي أفراد الخلية وكشف ارتباطاتهم مخططاتهم».
وجاءت هذه العمليّة النوعية بعد توقيف الجيش اللبناني على حاجز حربتا ـ اللبوة، وبالتنسيق مع مديرية المخابرات، كلاً من اللبنانيين عمر مناور الصاطم (أبن عم الإرهابي قتيبة الصاطم الذي أقدم على تفجير نفسه في الضاحية الجنوبية ـ حارة حريك) والمدعو إبراهيم علي البريدي والسوريين عطا الله راشد البري، عبد الله محمود البكور وجودت رشيد كمون، للإشتباه بإنتمائهم الى إحدى المنظمات الإرهابية.
وقد تم تسليم الموقوفين إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.
وقد نقلت الصحف اللبنانية عن مصدر عسكري أن "مخابرات الجيش كانت ترصد المجموعة من لحظة تشكّلها في طرابلس الى حين صدور الاوامر اليها من "جبهة النصرة" بالتوجه الى سوريا للقتال هناك، مما أدى الى توقيفها عند حاجز حربتا ـ اللبوة واخضاع افرادها للتحقيق".
وذكرت وسائل الاعلام يوم الاربعاء أن مخابرات الجيش أوقفت سوريا كان يزود المجموعات الإرهابية بالمعلومات، وانه كان يتقاضى 300 دولار عن كل معلومة!.
يضاف الى ذلك، توقيف القوى الامنية شبكة إرهابية في بيروت بعضها يحمل جنسيات عربية وفرنسية يوم الجمعة الفائت اثر ورود معلومات عن امكانية تنفيذ عمل ارهابي.
هذه الفاعلية للأجهزة اللبنانية، تظهر بالمقابل أن الخلايا الارهابية ليست نائمة بل تنتظر الفرصة للضرب من جديد ، وهو ما حصل في ضهر البيدر والطيونة حيث تبنتهما ما يسمى "كتائب عبد الله عزام"، وأديا الى اسشتهاد عنصر في قوى الأمن الداخلي(ضهر البيدر)وآخر من الأمن العام(الطيونة)، كما اعلنت هذه الكتائب ان كانت تستهدف مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في تفجير ظهر البيدر !
وفي جديد التحقيقات في تفجير ضهر البيدر، ، اظهرت التحقيقات بأن السيارة خرجت من بلدة عرسال في البقاع الشمالي، وأن عملية تفخيخها حصلت هناك، وتسعى مخابرات الجيش للتدقيق في ما إذا كانت هناك أية معابر تفخيخ ما زالت مفتوحة بين عرسال وجردها ومنطقة القلمون السورية، أو أن السيارة تمّ تحضيرها في البلدة نفسها؟