لم يختلف اليوم السابع من حملة "بيت بيت"العدوانية التي تشنها قوات الاحتلال في الضفة الغربية عن الايام السابقة، فساعات الليل شهدت اقتحام العديد من الأحياء والبلدات في مدن الضفة كافة وانتهت بحسب مصادر فلسطينية إلى اعتقال 30 مواطناً على الأقل، بينهم مسن في السبعين من عمره.
وكان "نادي الأسير" أفاد في وقت سابق بأنّ أيام الحملة الفائتة التي جاءت تحت ذريعة البحث عن ثلاثة "إسرائيليين" تخللها اعتقال ما يزيد على 300 فلسطيني، بينهم 11 نائبا، 52 من المفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 مقابل الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط.
وعمدت قوات الاحتلال في جديد مداهماتها إلى استهداف المزيد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية حيث جرى اقتحام دور لرعاية الأيتام في بلدات بيت أمر ويطا وبني نعيم بمحافظة الخليل.
ووفقاً لتقارير العدو، فقد أصيب شابان فلسطينيان برصاص الجيش خلال اشتباكات في مخيم جنين للاجئين، دون معرفة حالتهما أو تأكيد ذلك من مصادر محلية في المدينة.
إلى ذلك، أغارت الطائرات الحربية الصهيونية مجدداً فجر اليوم على أهداف متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع جريح واحد على الأقل، بحسب ما ذكر مسعفون فلسطينيون.
وأفاد مراسل "العهد الإخباري" أنّ" القصف المعادي طال مواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في حي الزيتون جنوب شرق غزة، وكذلك في محيط أبراج المقوسي شمال غرب المدينة، إضافة إلى محيط أبراج الشيخ زايد في شمال القطاع.
كما استهدف العدو موقعاً للقسام في مخيم النصيرات للاجئين.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أعلن عن وقوع أضرار مادية في منزل أحد المستوطنين جنوبي الكيان، إثر سقوط صاروخ فلسطيني أطلق الليلة الماضية من غزة.
حماس تندد بتأييد عباس التنسيق الامني مع "اسرائيل"
وانعكس التصعيد الأمني الذي يفتعله الاحتلال تبايناً في وجهات النظر بين السلطة وفصائل المقاومة التي انتقدت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس خلال زيارته الى جدة الاربعاء.
وقال عباس امام وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي "من مصلحتنا ان يكون هناك تنسيق أمني مع "اسرائيل" لحمايتنا اقول بكل صراحة لن نعود الى انتفاضة اخرى تدمرنا كما حدث في الانتفاضة الثانية".
ونددت حركة حماس بشدة بهذه التصريحات وقال المتحدث باسمها في غزة سامي أبو زهري ان "تصريحات الرئيس عباس غير مبررة وضارة بالمصالحة الفلسطينية وهي مخالفة لاتفاق القاهرة وللإجماع الوطني الفلسطيني".
واضاف ابو زهري "ان هذه التصريحات تمثل إساءة الى نفسيات الاف الاسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال".
واضاف "هذه التصريحات تستند فقط على الرواية الاسرائيلية دون توفر اي معلومات حقيقية هذا مع تأكيدنا على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه ومواجهة جرائم الاحتلال بكل الوسائل الممكنة".
..والجهاد تندد ايضاً
واستنكرت حركة "الجهاد الإسلامي" على لسان الناطق باسمها داوود شهاب خطاب عباس خلال اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة، وقال شهاب في تصريح له :"إن تلك المواقف ارتداد خطير على مسيرة النضال والكفاح الوطني"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أبداً أن يجرم أحد مسيرة التحرر التي عمدها الشهداء والجرحى والأسرى من أجل إرضاء الاحتلال.
وتابع القول "التنسيق الأمني بمثابة كأس السم الذي تجرعناه على يد من ارتكبوا إثم التوقيع على اتفاق أوسلو المشؤوم وتوابعه".