أميركا تعلن إجراء محادثات مقتضبة مع إيران حول العراق والخارجية الإيرانية تنفي
استحوذت التطورات الميدانية الأخيرة في العراق لا سيما تمدد تنظيم "داعش" على اهتمام العديد من القوى الاقليمية والدولية ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الاسلامية الايرانية. وفي حين نفت طهران حصول أي محادثات مع الوفد الأميركي إلى فيينا حول الأزمة العراقية، أعلنت واشنطن انها تباحثت مع ايران حول الاوضاع الراهنة في العراق " باقتضاب" على هامش المفاوضات النووية التي استضافتها فيينا الاثنين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الموجودة في العاصمة النمساوية لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية "جرت مباحثات مقتضبة في مجموعة 5+1 حول العراق، مباحثات جد مقتضبة". وأضافت ان "المستقبل سيحدد ما اذا كنا نريد ان نستمر في الحديث مع ايران بشأن العراق".
وكان مسؤول اميركي قال قبيل تصريح هارف، ان "موضوع العراق تم فعلا بحثه باقتضاب مع ايران على هامش محادثات مجموعة 5+1 في فيينا، بشكل منفصل عن اجتماعنا الثلاثي الاطراف" الذي ضم الاتحاد الاوروبي.
وذكرت هارف بأن الولايات المتحدة وايران لديهما "مصلحة مشتركة" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش) الذي سيطر مقاتلوه الاسبوع الماضي على انحاء واسعة من شمال غرب العراق وباتوا على اعتاب العاصمة بغداد". لكنها شددت على أنه "لا دولة خارجية يمكنها ان تحل مشاكل العراق. نحن بحاجة لتدخل قادة سياسيين عراقيين من مختلف الاتجاهات".
الى ذلك، قال مسؤول اميركي آخر لوكالة "فرانس برس" انه من "المستبعد ان تجري محادثات اخرى في فيينا بين واشنطن وطهران حول الأزمة التي يشهدها العراق". واضاف "نحن منفتحون على ان يكون هناك التزام مع الايرانيين، تماما كما مع اطراف اقليميين آخرين، في ما يتعلق بالتهديد الذي يشكله على العراق "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" ( داعش).
وقال المسؤول في الخارجية الاميركية في بيان ان اي محادثات اضافية حول العراق "لن تشمل التنسيق العسكري او استراتيجية حول مستقبل العراق". واضاف "سنبحث كيف ان "داعش" يهدد عدة دول في المنطقة بينها ايران وضرورة دعم استراتيجية تشمل كل الأطراف في العراق والامتناع عن اعتماد برنامج طائفي".
من ناحيتها أكدت ايران عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف ان "مفاوضاته مع مساعد الخارجية الامريكية ويليام بيرنز تركزت فقط علي الملف النووي، ولا ترتبط بالموضوع العراقي".
وكان مساعد وزير الخارجية في الشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي اعلن هو الاخر أن المفاوضات مع الجانب الامريكي تناولت الملف النووي ولم تتناول الموضوع العراقي. واشار عراقجي الى ان الوفد الايراني سيجري لقاءين مع الجانبين الصيني والروسي صباح الثلاثاء.
من جهته، قال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الاسلامي علاء الدين بروجردي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعارض اي تدخل أجنبي في الشأن العراقي. وقال خلال لقائه سفير تركيا في طهران اوميت يارديم اليوم الثلاثاء ان العراق حكومة وشعبا قادر على قمع تنظيم "داعش" الارهابي وليس بحاجة لأي تدخل اجنبي.