فرضت شركة "غازبروم" الروسية اعتباراً من اليوم الاثنين 16 حزيران/يونيو نظام الدفع المسبق على شركة "نفط غاز أوكرانيا" الأوكرانية وفقاً للعقد الموقع بين الشركتين. وجاء في بيان الشركة الروسية أن "فرض نظام الدفع المسبق تم بسبب فشل الجانب الأوكراني في تسديد الديون مقابل الغاز المصدر والتي بلغ حجمها الاجمالي 4.458 مليار دولار للفترة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
واعلنت "غازبروم" انها حذرت المفوضية الاوروبية من "احتمال حصول اضطرابات" في امدادات الغاز للاتحاد الاوروبي في حال قامت اوكرانيا باقتطاع كميات من الغاز الذي يعبر اراضيها بعدما قررت روسيا وقف امدادها لعدم تسديدها المدفوعات المستحقة.
وذكرت "غازبروم" أن مجموعة "نفط وغاز" الاوكرانية "ملزمة بضمان مرور" الامدادات لاوروبا عبر اراضيها بموجب العقد الساري وضمن الكميات المنصوص عليها، مضيفة انه "تم ابلاغ المفوضية الاوروبية باحتمال حصول اضطرابات في نقل الغاز في حال قامت "نفط وغاز" باقتطاع كميات من الغاز المخصص للترانزيت".
وكانت الشركة الروسية اعلنت اثر فشل المفاوضات بين موسكو وكييف حول امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا ان هذه الامدادات ستتوقف اذا لم تسدد اوكرانيا متأخراتها البالغة 1,95 مليار دولار قبل الساعة 06,00 تغ من صباح الاثنين.
وقال المتحدث باسم الشركة سيرغي كوبريانوف في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس": "لم نتوصل لاتفاق ومن غير المرجح أن نلتقي مجدداً، فنحن اصلاً اصبحنا داخل الطائرة في طريقنا للعودة الى موسكو، مضيفا "اذا لم نحصل على دفعة مسبقة بحلول الساعة 10,00 (06,00 تغ) فسنتوقف عن تسليم الغاز".
وكان مصدر حكومي اوكراني أكد لـ"فرانس برس" في وقت سابق من ليل الاحد انتهاء المفاوضات "من دون التوصل الى نتيجة". وكانت المفاوضات استؤنفت مساء الاحد بوساطة الاتحاد الاوروبي بهدف تفادي قطع امدادات الغاز عن اوكرانيا وبالتالي عن اوروبا، كون صادرات الغاز الروسي الى اوروبا تمر عبر اوكرانيا.
وشارك في المفاوضات التي جرت في كييف رئيس مجلس ادارة ومدير عام مجموعة "غازبروم" الكسي ميلر ورئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك والمفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر.
المفوضية الاوروبية: لا تزال "مقتنعة" بامكانية التوصل لاتفاق بين موسكو وكييف
واليوم، اعلنت المفوضية الاوروبية انها لا تزال "مقتنعة" بامكانية التوصل لاتفاق بين موسكو وكييف حول امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا، على الرغم من الفشل الذي انتهت اليه مفاوضات اللحظة الاخيرة في كييف مساء الاحد.
وقالت المفوضية في بيان صدر في مقرها في بروكسل انها "مقتنعة ان التوصل الى حل لا يزال ممكنا وانه في مصلحة جميع الاطراف المعنية".
وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده بأن دولة ثالثة يمكن أن تقف وراء موقف كييف المتشدد في هذه المفاوضات.
يذكر أن المهلة التي منحتها شركة "غازبروم" للجانب الأوكراني لسداد ديونه لشهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر عام 2013 وشهري نيسان/أبريل وأيار/مايو عام 2014 والتي تقدر بـ1,95 مليار دولار انتهت في الساعة العاشرة من صباح الاثنين 16 حزيران/يونيو. وعلى ضوئها تم الانتقال إلى نظام الدفع المسبق لقيمة الغاز الروسي المورد لأوكرانيا.
وتصر كييف على تخفيضات اكثر تبلغ حوالي 260 دولار للالف متر مكعب من الغاز مع الاستفادة من حق اعادة التصدير، الامر الذي تعتبره موسكو ابتزازاً وترفضه جملة وتفصيلاً.
الى ذلك، يفتتح المؤتمر الدولي الواحد والعشرون للنفط اعماله اليوم في العاصمة الروسية موسكو ويستمر ثلاثة أيام يستقبل خلالها 20 ألف زائر من تسعين دولة وخمسمائة شركة مختصة باستكشاف واستخراج ومعالجة ونقل الغاز والنفط ومشتقاته.
ويشارك عمالقة سوق النفط والغاز "بي بي، توتال، اكسين موبليل، وشل"، الى جانب "غاز بروم" والمؤسسات النفطية الروسية، وستشارك الجمهورية الاسلامية الايرانية بوفد رفيع المستوى وفي جعبتها طروحات وحلول وضمانات تساهم في استقرار أمن الطاقة العالمي، ويحدد المشاركون مستقبل سوق العرض والطلب للسنوات المقبلة في ظل احتدام الصراعات الجيوسياسية حول منابع ومكامن الطاقة في العالم.