يمضي تنظيم ما يُسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" في أعماله الإرهابية والاجرامية بحق الشعب العراقي، مستعملاً كل وسائل الإجرام والقتل لترهيب الآمنين، والاعتداء عليهم. وجديد الإرهاب "الداعشي" عملية إعدام جماعية رهيبة نفذّها التنظيم بحق 1700 من طلاب مدرسة عسكرية في تكريت بمحافظة صلاح الدين العراقية. بعدما كان قد اختطفهم سابقاً.
وقد نشر تنظيم "داعش" صوراً للعملية على مواقع تكفيرية تابعة له، وعلّق عليها بالقول:"ان هذه الصور خمدت الروافض عن المطالبة بحقوقهم واستعلائهم في الجزيرة العربية وستكون لسنوات وأصبحوا مندهشين ومصدومين... والله ان البركة تعود لله عز وجل ولدولة الخلافة وليس من الأنظمة الخليجية" على حد تعبيره.
وأظهرت الصور العشرات من المسلحين وهم يطلقون الرصاص باتجاه المئات من الشبان العراقيين العزل من اي سلاح والذين ظهروا بملابس مدنية، وبعضهم من وضع يديه خلف رأسه، فيما ظهر بعضهم مضرجاً بدمه.
وقال التنظيم في أحد التعليقات انه " نفذ الإعدام بـ1700 من طلاب كلية القوة الجوية في قاعدة "سبايكر" شمال تكريت بعد أيام على تسليم أنفسهم، وأفرج عن 800 من "مرتدّي السنّة" الذين يعملون في "القاعدة"، بناءً على أوامر من أميرها أبو بكر البغدادي"حسب تعبيره.
واشنطن تدين "المجزرة المروعة" لتنظيم داعش في تكريت
دانت الولايات المتحدة الامريكية الاحد "المجزرة المروعة" التي ارتكبها تنظيم "داعش" في مدينة تكريت بشمال العراق وأعدم خلالها، بحسب قوله، 1700 عراقي من طلبة كلية القوة الجوية، داعية العراقيين الى الوحدة لمواجهة هذا التنظيم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر ساكي في بيان ان "تبني الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مجزرة ارتكبتها كما تقول بحق 1700 عراقي من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت هو امر مروع وتجسيد حقيقي لمدى تعطش هؤلاء الارهابيين للدماء".
واكد البيان ان الادارة الاميركية "تدين هذه التكتيكات بأشد عبارات الادانة وتقف متضامنة مع الشعب العراقي ضد اعمال العنف المروعة والعبثية هذه".
من جهته، اجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصالات هاتفية بنظرائه في كل من الاردن والامارات والسعودية وقطر، وتباحث وإياهم في التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" على العراق وجارته سوريا.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية ان "الوزير كيري شدد في حديثه مع كل من نظرائه على الحاجة الى دعم الشعبين العراقي والسوري في مواجهة الارهابيين الذين يشكلون ايضا تهديداً لدول في المنطقة وخارجها، بما في ذلك للولايات المتحدة".
من جهتها، قالت جنيفر ساكي في بيانها ان "الولايات المتحدة ستقوم بدورها لمساعدة العراق على تجاوز هذه الأزمة، ونحن نحث جميع العراقيين على التوحد ضد هذا العنف وعلى مواصلة رفض مسار الكراهية الذي تمثله داعش".
البرلمانات العربية تطالب باعتبار "داعش" منظمة إرهابية
وكانت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية نددت الأحد، بعمليات القتل والنهب والتخريب التي يقوم بها ما يسمى تنظيم "داعش" الارهابي في المدن العراقية، وطالبت باعتباره منظمة إرهابية.
ودعت المنظمة، المجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياته والوقوف بكل قوة مع دولة العراق ضد هذه الحركة الإرهابية التي تقتل وتخرب باسم الدين والدين منها براء".
وطالبت كل دول العالم بـ"اعتبار داعش منظمة إرهابية، خاصة بعد ما شاهد العالم كله عمليات القتل والإرهاب التي قامت بها ضد المدنيين العزل".
جرائم "إبادة جماعية" ارتكبها المسلحون بالموصل وتكريت
وكشفت منظمة تعنى برصد جرائم الإبادة الجماعية، الاثنين، عن قيام مجاميع مسلحة بارتكاب جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية اثر اقتحامها لمدينتي الموصل وتكريت خلال الايام القليلة الماضية، فيما دعت مكتب المستشار الخاص للامم المتحدة المعني بمنع جريمة الابادة الجماعية الى البدء باجراء تحقيقات حول تلك الجرائم وطبيعتها.
وقالت منظمة "الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد)" إن "مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ومدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال العراق) تعرضتا لاقتحام من قبل مجاميع ارهابية عدة الاسبوع الماضي، ادت الى فرض تلك المجاميع سيطرتها على المدينيتن بعد انسحاب القوات الامنية منها".
وأضافت المنظمة ان "تلك المجاميع الارهابية اقدمت على ارتكاب مجازر وحشية وجرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية مكتملة الاركان، بالاضافة الى تنفيذ اعدامات ميدانية مباشرة ربما لم يألفها العالم منذ ايام الحربين العالميتين"، لافتة الى ان "الصور التي تداولتها المواقع التابعة لتلك التنظيمات تظهر للعالم تحول تلك المناطق الى مسالخ بشرية، خصوصا اعدام نحو 1700 شخص لانتمائهم للجيش العراقي".
وتابعت المنظمة ان "تلك التنظيمات تستعد لارتكاب المزيد من جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية في المدن التي تفرض سيطرتها عليها، والمدن التي تستعد لاقتحامها وتكرار سيناريو تكريت والموصل فيها، الامر الذي يضع المجتمع امام اكبر مسؤولية".
ودعت المنظمة في بيانها "مكتب المستشار الخاص للامم المتحدة المعني بمنع جرائم الابادة الجماعية اداما ديينغ والمفوضية السامية لحقوق الانسان الى البدء باجراء تحقيقات عاجلة بجرائم الابادة الجماعية التي ارتكبت وترتكب من قبل مجاميع ارهابية شرسة لا تراعي اية ضوابط او معايير قانونية او اخلاقية"، مشددة على ضرورة ان "يكون هناك تدخل دولي على كافة المستويات لحسم الازمة سريعا ومنع وقوع اقتتال طائفي واحتواء المواقف"