اشاد الرئيس السوري بالعلاقة مع الامين العام لحزب الله وقال إن الاخير "لم يعبر يوماً سوى عن تعاطف ودعم لن تنساه سوريا ولا السوريون. ما يراه السيد في لبنان نراه".
واضاف الرئيس السوري في حديث لصحيفة "الاخبار": "خيارات الحليف المقاوم صبّت في سياق وقف الارهاب من لبنان او التخفيف منه الى أقصى حد رغم الانقسام الداخلي".
كما وصف الاسد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بالرجل النزيه والشريف الذي خاصم بشرف وتصالح بشرف وبقي وفياً لموقفه حيال سوريا على رغم كل العواصف والإغراءات، مضيفاً: "نحن لا نتدخل في شأن أي دولة عربية، لكننا نرحب بانتخاب عون رئيساً لما فيه مصلحة لبنان اولاً ومصالح علاقات الأخوة. ونعرف عنه انه وطني لا طائفي ومؤمن بالمقاومة والعروبة".
وفي الشأن السوري، شدد الأسد على أن "الحوار وثقافة الحوار وتعويد الناس على الحوار مع الآخر " باتت عناوين المرحلة، وقال:"صالحنا حَمَلة السلاح وأصدرنا عفواً عنهم، فكيف لا نحاور بعضنا بعضاً".
واضاف الرئيس السوري:"لم تكن مصالحة حمص نتيجة توافق اقليمي ودولي، بل كانت نتيجة الحوار بين الدفاع الشعبي والمسلحين. هؤلاء يعرفون بعضهم بعضاً. يتجاورون في الأحياء. لذلك نجحت المصالحة وتعاملت الدولة باحترام كبير مع المسلحين، رغم الجروح والدماء والأحقاد، وتركتهم يخرجون بعد تسليم سلاحهم ويستخدمون الهواتف ويعيشون حياتهم الطبيعية"، موضحاً أنه شعر منذ اللحظات الأولى للأزمة التي ادخلت الى بلاده لتدميرها ان الناس تثق بالدولة ورئيسها وجيشها.
بشار الأسد
وتابع الاسد:"لذلك بقيت أراهن على قدرة هذا الشعب على ضرب جذور المؤامرة. وجاءت الانتخابات لتؤكد أن الناس لم تتغيّر رغم الاعلام والتجييش والتكفير والارهاب والتآمر الخارجي".
وفي السياق، لفت الرئيس السوري الى ان نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان ولا يزال يدعم الموقف السوري لإدراكه بأن ما تعرضت له سوريا ليس نتيجة غضب شعبي، وإنما لرغبة دول خارجية بتدمير دورها، رغم خرق هذه الدول لكل القوانين الدولية وحقوق الناس. تجدّد هذا الدعم مراراً، وآخره قبل فترة قصيرة.
ولفت الاسد الى أن بوتين أراد عبر دفاعه عن سوريا، "ليس فقط تأكيد أواصر التحالف القوي بيننا. ولكن أيضاً إعادة التوازن الى نظام عالمي عاش منذ تفكك الاتحاد السوفياتي حتى انتخاب بوتين تحت لواء احادية القطب المعقودة لأميركا وحلفائها من الغرب الاطلسي".
كما شدد الاسد على أن الحليف الايراني "يدرك أن الحرب على سوريا تستهدفه أيضاً لأنها تستهدف كل خط المقاومة وداعميها"، وقال:"ليس الحليف الايراني هو الذي سيتغيّر حيال سوريا. فهو صامد في موقفه أكثر مما يعتقد البعض. وإنما أميركا والغرب هم الذين بدأوا يرسلون إشارات تغيير. صار الارهاب في عقر دارهم. ثمّة أميركي فجّر نفسه على الاراضي السورية، وثمّة فرنسي من أصل مغاربي قتل يهوداً في كنيس في بروكسيل".
وتابع الرئيس السوري ان الغرب لن يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل لتغيير المعادلة، مضيفاً:"يتحدثون عن أسلحة فتّاكة وغير فتّاكة. الأسلحة كلها متوفرة عند المسلحين الإرهابيين منذ فترة طويلة بما فيها المضادات للطائرات".
واذ لفت الاسد الى أن مسؤولين أميركيين حاليين أو سابقين يحاولون التواصل مع دمشق، أشار الى انهم "لا يجرؤون بسبب لوبيات تضغط عليهم"، مذكراً بالرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر حين أراد المجيء الى دمشق عام 2007، لكنه اعتذر لاحقاً معللاً الأمر بأن الادارة الاميركية لم تسمح له.
ورأى الاسد ان الأميركيين أثبتوا انهم اكثر عقلانية من الفرنسيين رغم اشتراك الجميع بالتآمر، مشيراً الى أن أحد ابرز أسباب التشدد الفرنسي مالية تتعلق بصفقات مع السعودية وغيرها، وقال:"كل من تآمر يرحل وسوريا باقية ومنتصرة بكل أطياف شعبها وجيشها".
وفي السياق، اعتبر الاسد ان الدولة الاقليمية الأكثر استمراراً في عدائيتها لسوريا بعد "اسرائيل"، هي السعودية، وقال:"منذ قمة بيروت التي طرحت فيها الرياض التطبيع الكامل مع "اسرائيل" اشتدت الخصومة. كانت السعودية تريد تقديم كل شيء لـ"اسرائيل" مقابل لا شيء. كانت مهجوسة آنذاك بردة الفعل الاميركية بعد الاعتداءات على مركز التجارة العالمي وتورط سعوديين في الهجوم. وقفنا، أنا والرئيس الصديق إميل لحود، ضد ذلك، وهددت الامير سعود الفيصل بإلقاء خطاب ينسف المبادرة ان لم تؤخذ ملاحظاتنا وملاحظات خيار المقاومة في الاعتبار".
واذ شدد الاسد على الحرص "لجمع العرب لنصرة المقاومة"، قال:"حين بدأت الازمة في سوريا، أرسل لنا الملك عبدالله ابنه عبد العزيز يطلب منا ان نسحق المنتفضين، وخصوصاً الاخوان المسلمين، سريعاً وعرض المساعدة".
ورأى أن "الإملاءات الاميركية تختلط مع الحقد الشخصي، فينتج الموقف العدائي من السعودية".
كما اتهم الاسد قطر بانها لا تزال تدعم وتموّل المسلحين، " لكنها تسعى الآن الى التقارب مع ايران، وتعرب عن استعدادات لتغيير شيء من موقفها".
وتطرق الرئيس السوري الى ملف السياسة التركية، مشيراً الى أن موقف انقرة لم يتغير بعد لكنه "لا يمكن أن تستبعد السعي الايراني لوقف الدعم التركي للإرهاب، وقد كان ذلك واضحاً من خلال كلام الرئيس روحاني".
وشدد الاسد على "اننا أوقفنا المؤامرة على الصعيد الاستراتيجي، وان الدولة ستنتصر حتى ولو تطلب الامر وقتاً للقضاء على كل الإرهابيين"، واضاف:"نحن قلنا اننا مع الحوار وحاورنا أسوأ المسلحين. ولكن ماذا سيقدم الحوار مع معارضة الخارج. لا شيء، لأنها ببساطة لم تعد تمون على شيء".