بعد الهجوم على سامراء الاسبوع الماضي، كرر ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هجحوما جديداً في محافظة نينوى شمالي العراق وسيطر على مدينة الموصل بعد معارك عنيفة مع القوات الأمنية منذ فجر اليوم. ومع تحرك القوات العراقية لضرب مواقع المسلحين في المدينة، طلب رئيس الوزراء نوري المالكي من البرلمان إعلان حالة الطوارىء العامة ودعا إلى اعادة هيكلة الجيش العراقي.
وأفادت الانباء الاولية بأن "داعش" تمكنت من السيطرة على الساحل الأيمن للمحافظة، كما سيطر مسلحوها على المباني الحكومة المحليّة والدوائر الأمنية ومبنى المحافظة.
واوضحت المصادر ان مئات المسلحين هاجموا الموصل (350 كلم شمال بغداد) قبيل منتصف ليل الاثنين الثلاثاء وتمكنوا بعد معارك مع قوات الجيش والشرطة العراقية من السيطرة على مبنى المحافظة والمطار والسجون والقنوات الفضائية، قبل ان تسقط المدينة بالكامل بين ايديهم.
وأعلن مصدر في قيادة شرطة الموصل أن المسلحين تمكنوا من بسط سيطرتهم على سجون التسفيرات ومديرية مكافحة الإرهاب وبادوش في المدينة، مضيفا أنهم "هربوا أكثر من 1400 سجين.
وتحدثت وسائل الاعلام المحلية العراقية عن تمكن المحافظ اثيل النجيفي من الفرار بعد ان حوصر في مبنى المحافظة، فيما ردت الشرطة على القوة المهاجمة المسلحة بقاذفات الصواريخ والبنادق الآلية والرشاشات الثقيلة.
وكان المحافظ النجيفي قد ناشد في كلمة بثها التلفزيون سكان الموصل مقاومة المسلحين الذين ما لبثوا يحققون التقدم تلو الآخر وانتقلوا الى الموصل يوم الجمعة الماضي. وقال النجيفي في كلمته "اناشد رجال الموصل الصمود في احيائهم والدفاع عنها ضد الاغراب، وتشكيل لجان شعبية من خلال المجلس البلدي".
النجيفي خلال خروجه من مبنى المحافظة
واعلنت اللجنة الامنية في محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد) فرض حظر التجوال من مساء اليوم لغاية صباح الغد كإجراء احترازي، وقال رئيس اللجنة الأمنية العليا محافظ كركوك نجم الدين كريم في مؤتمر صحفي إنه "تم فرض حظر التجوال الشامل من الساعة الحادية عشر مساء حتى فجر يوم غد الأربعاء كإجراءات احترازية لتعرض كركوك لتهديدات من قبل الجماعات الإرهابية وسيطرتها على محافظة نينوى".
المالكي يدعو البرلمان الى اعلان حالة الطوارئ في البلاد والنجيفي يدعو الى التكاتف لمواجهة الارهاب
ودعا رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي مجلس النواب الى اعلان حالة الطوارئ في البلاد. وفي الوقت ذاته شدد على ضرورة اعادة هيكلة الجيش العراقي. وطالب المالكي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية بالوقوف مع العراق الذي يخوض معركة حقيقية ضد الارهاب.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي "وجود مؤامرة كبيرة تستهدف العراق ووحدته واستقلاله"، مشيراً إلى أن "هذه المؤامرة تستدعي تكاتف جميع القوى والمكونات والوقوف صفاً واحدا لتجاوز الأزمة، وينبغي على كل القوى السياسية العمل سوية فيما بينها وتجاوز الخلافات من أجل دحر الارهاب وافشال تلك المؤامرة".
وفي مؤتمر صحفي عقده النجيفي الثلاثاء في مبنى مجلس النواب، حمل النجيفي "القيادات الامنية مسؤولية سيطرة "داعش"على الموصل وصلاح الدين"، قائلا "ان سبب سيطرة "داعش" الارهابي على الموصل وبعض مناطق صلاح الدين يعود الى جهل بعض القيادات الامنية للمعلومات الاستخباراتية واهمالها لواجبها"، داعيا الى "دفع قيادات كبيرة ذات كفاءة لطرد الارهابيين من تلك المناطق".
رئيسا مجلسي الوزراء والنواب العراقيين
وشدد النجيفي "على ضرورة التعاون بين الجميع لأن هناك غزو خارجي يتطلب وحدة وطنية". كما اعرب عن استعداده للاجتماع والتباحث مع كل السياسيين المعنيين بزمام الامور في البلاد بما فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي لايجاد حل للازمة الخطيرة التي تواجهها البلاد". وأشار الى أن "القيادات السياسية العليا ستجتمع هذا اليوم او يوم غد للتباحث بشأن الاوضاع الامنية الخطيرة في نينوى وصلاح الدين".
في الوقت ذاته شدد النجيفي على ضرورة مشاركة قوات البيشمركة الكردية في مواجهة الارهاب ودحره من جميع مدن العراق، وقال "من واجب كردستان مشاركة قوات البيشمركة في دحر الارهاب في جميع مدن العراق، وفي حال عدم صد الارهاب فإن اقليم كردستان سيكون ضحية الارهاب هو الاخر". واضاف قائلا "طلبت من رئيس اقليم كردستان تقديم الدعم العسكري والمادي للقضاء على الارهاب".
على صعيد اخر دان التحالف الوطني العراق العمليات الارهابية التي يتعرض لها الشعب العراقي من قبل الجماعات الارهابية، داعيا في بيان له الى دعم ومساندة القوات المسلحة في اطار تصديها للارهاب الذي اخذ يعيث اجراما وفسادا في مختلف مدن ومناطق العراق.
وبنفس الاتجاه حثت مفوضية حقوق الانسان في العراق الحكومة على فتح منافذ امنة للاهالي الذين يتعرضون الى ظروف امنية صعبة وحرجة للغاية. وكذلك طالبت في بيان لها الامم المتحدة الى تقديم المساعدات العاجلة للعوائل المهجرة من الموصل، جراء الهجمات الشرسة للعصابات الارهابية التي تستهدف حياة المدنين الامنين والمؤسسات المدنية والحكومية فيها.
وكانت مدينة الموصل وهي مركز محافظة نينوى، شهدت منذ، فجر الجمعة الماضي اشتباكات عنيفة بين عناصر "داعش"، الذين انتشروا في مناطق غربي المدينة، وبين القوات الأمنية، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى ، كما أسفرت الاشتباكات عن نزوح جماعي لاهالي المدينة إلى مناطق تعتبر اكثر امنا خارج المحافظة وداخلها. وتحدثت معلومات عن نزوح اكثر من 4800 اسرة الى مناطق اخرى من محافظة نينوى والى محافظات اخرى.