لا يبدو أن دورة العنف التي تشهدها اليمن هذه الأيام سوف تتوقف قريباً، خصوصاً أنها لا تحظى بالتفسير الكافي وتوضيح الحقيقية للأسباب التي تقف خلفها. فتواصل تدهور الأوضاع الاقتصادية والانسانية سيولّد مزيداً من العنف والفوضى وتراكم في الفشل العام.
تُسيطر المواجهات المسلحة في محافظات عمران هذه الأيام على المشهد السياسي والأمني في البلاد. ويرى متابعون أن الحرب في عمران بين الجيش اليمني والحوثيين لن تتوقف بسهولة، رغم الاتفاق بوقف اطلاق النار الأخير. وأضافوا أنه " إذا توقفت المعارك إلا أنها ستترك شرخاً عميقاً في حالة الوفاق السياسي التي ظلت شبه قائمة خلال الفترة الماضية"، مشيرين الى أن عناصر "القاعدة" الذين لا يزالون منتشرين في عدد من المحافظات، يسعون إلى تفجير الوضع في البلاد خصوصاً في جنوب البلاد".
العجز الاقتصادي
من جهة ثانية تعتبر الأزمة المالية أبرز مشاكل الحكومة اليمنية، خصوصاً في ما يعنى الموازنة العامة. فالحكومة وفي إطار تأمين مصادر مالية لتغطية العجز تذهب الى رفع الدعم عن المشتقات النفطية، ورفع اسعار المواد الغذائية.
ويعتبر المراقبون أنه "مما يثير للاستغراب هو أن الحكومة لم تضع خطةً تساعدها على مواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. وقد أكد معنيون في برنامج "الغذاء العالمي" مطلع هذا الأسبوع أن اليمن يعيش في خضم ازمة انسانية حادة، بعد أن أصبح ما يقارب نصف سكانه، أي أكثر من 10 ملايين، إما جوعى أو على حافة الجوع.
وأوضحت المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بيريز أن "من بين هؤلاء حوالي 5،4 ملايين شخص أو 22% من إجمالي عدد السكان يعانون من الانعدام الشديد في الأمن الغذائي، وهو ما يعني انهم بحاجة الى المساعدات الغذائية لعدم قدرتهم على العثور على ما يكفي من الغذاء لإطعام أنفسهم بشكل يومي.
وأشار تقرير برنامج الغذاء إلى أن حوالي 5 ملايين يمني آخرين يصنفون ضمن دائرة خطر الانزلاق نحو انعدام الامن الغذائي الحاد، مؤكداً (التقرير) أن الوضع في اليمن "بات يتسم بحركة نزوح واسعة النطاق وعدم استقرار سياسي". وأضاف التقرير أن هذا البلد ايضاً "يشهد ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية وانهياراً في الخدمات الاجتماعية".