المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

محالّ القدس تلاحقها الضرائب... ويسعى خلفها المستوطنون


القدس المحتلة – شذى عبد الرحمن

تبدو خالية على الدوام محال بلدة القدس القديمة التي تشرع أبوابها منذ ساعات الفجر الأولى حتى حلول المساء، ليدخلها القليل من السياح والزبائن.

أصحاب محال بلدة القدس القديمة يعلقون آمالهم الآن على شهر رمضان المبارك الذي يجذب آلاف المصلين والوافدين إلى مدينة القدس المحتلة، عسى أن تعود محالهم تنبض بالحياة.

ماهر أبو ميالة أحد أصحاب محال حي باب السلسلة، اضطر لإغلاق محله بسبب ما تمر به البلدة من تراجع اقتصادي، وعلى الرغم أن باب السلسلة من أكثر المواقع الإستراتيجية في البلدة القديمة إلا أنه من أكثر الأحياء تهميشا.

محل أبو ميالة محاصر بالكنس اليهودية ويتعرض لاعتداءات مستمرة من المستوطنين، إضافة لملاحقته من قبل سلطات الاحتلال بالضرائب والفواتير الباهظة التي وصلت تكلفتها لأكثر من 120 ألف شيكل، وكيف لهم تسديدها والدليل السياحي "الإسرائيلي" يمر مع مجموعة من السياح ويقول لهم على سمع أصحاب المحال "إنها محال عربية لا تشتروا منها، سنأخذكم للسوق الإسرائيلي بعد قليل"؟!... ليتكرر المشهد يوميا.



أربعون محلا مغلقا في باب السلسة من أصل 164 محلا، أبو ميالة أكبر تاجر في باب السلسلة سنا، يوضح أن سبعة محال بالحي تم بيعها للمستوطنين بعد الضغط على أصحابها الذين لم يجدوا من يقف لجانبهم، ويبين أبو ميالة أن المستوطنين عرضوا عليه مليون شيكل لقاء محله المغلق "أنا مستعد أن أبيعه لأي مقدسي شريف بـ(30) ألف دولار، ولكن أبدا لن أتنازل عنه للمستوطنين".

وجه المقارنة بين الحياة التجارية في باب السلسلة مقابل حارة الشرف التي تبعد أمتارا قليلة واضح للعيان، يقول عماد أبو خديجة صاحب بقالة في الحي "هنا السياح يكتفون بالمرور من دون الدخول الى المحال أو الشراء، أما هناك فالسياح والمستوطنون يكونون كالنمل".

التاجر المقدسي ضحية المستوطن

المستوطن والسائح لا يذهبان إلى حارة الشرف من تلقاء أنفسهم، بل بدعم وتوجيه من الجمعيات الاستيطانية. يقول أبو خديجة التاجر في حارة الشرف: يبلغ ثمن قنينة المياه واحد شيكل لكنها تباع في حارة الشرف بـ10 دولارات، والمستوطنون والسياح يعلمون ذلك لكنهم يتوجهون إلى هناك لدعمهم.

بدوره، جمعة خنفر، وهو أب لسبعة أطفال صاحب محل في باب السلسلة ويعاني من الحجز على حسابه البنكي بسبب الضرائب المتراكمة عليه، يدعو المسؤولين لاتباع خطط معينة لدعم باب السلسلة كتوجيه السياحة للحي وفتح المحال المغلقة.

أما فيما يتعلق بسوق الجزارين، فيعاني من تردّ بأوضاعه التجارية والاقتصادية التي بدأت بالتراجع بعد أن أقامت سلطات الاحتلال جدار الفصل العنصري ومنعت الفلسطينيين القادمين من المدن الأخرى من الوصول لمدينة القدس.

وفي محله البسيط الذي يبيع فيه الذبائح والموجود منذ 52 عاما، يصّر ظاهر الشرباتي على الاستمرار في عمله، يقول: إن 50% من محال السوق أغلقت وهجرها أصحابها الذين باتوا الآن يعملون بالأسواق "الإسرائيلية" إضافة لتراكم عشرات آلاف الشواكل علينا من الفواتير.

ويبين الشرباتي أن بلدية الاحتلال طالبته بدفع 56 ألف شيكل وهددته بقطع الكهرباء والماء عن محله، مؤكدا أن السوق يعاني من إهمال كبير من السلطة الفلسطينية إضافة لتهميشه إعلاميا.

التاجر أبو علاء معتوق يقول من جهته "أملك المحل أنا وأخي وبتنا نفتحه مرة أو مرتين أسبوعيا لتهويته والاهتمام به ونعتاش من مصادر أخرى.

ويضيف المعتوق "نسمع كثيرا عن المساعدات التي تقدم للقدس ولكن لا نرى منها شيئا، وبتنا نحن ضحيتها"، مشيرا إلى أنه يعاني من تراكم الضرائب عليه والتي بلغت (15) ألف شيقل.

الوضع الاقتصادي والتجاري بات يهدد محال بلدة القدس القديمة بالإغلاق، وهو ما تسعى له سلطات الاحتلال لتحويل البلدة القديمة وأسواقها لمنطقة سياحية ذات صبغة يهودية مغلقة لا تُدخل إلا بتذاكر.
05-حزيران-2014

تعليقات الزوار

استبيان