المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

المسلحون العائدون من سوريا: أزمة أوروبية تتفاعل


يبدو أن عودة المسلحين الذين قاتلوا في سوريا إلى بلادهم الأوروبية باتت حقيقة أزمة تتفاعل وتكبر يوماً بعد يوم ككرة الثلج. لم يعد الكلام عن هذه الأزمة همسا، إنما بات التعبير عنها يشبه الصراخ بصوت عال جداً، ويتطلب جهداً واتخاذ إجراءات وقائية استباقية، وهو ما بدأته أوروبا مؤخراً بعدما كاد ينطبق عليها القول المأثور "طابخ السُّم لا بد آكله" حيث دعمت هذه الدول ومولت وسلحت وغضت الطرف عن انتقال آلاف المسلحين الارهابيين الاوروبيين للقتال في سوريا.


آخر المواقف الأوروبيّة المعبرة عن عمق هذه الأزمة ما صرح به علناً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وأيّده لاحقاً بيان ما يسمى" مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى" حول خطر من يسمونهم زوراً بـ"الجهاديين".

فهولاند وبعد محادثات مع نظرائه في المجموعة قال إن "قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سيتصدون معاً لخطر المقاتلين الأجانب المتطرفين العائدين من سورية"، مشيراً إلى اتخاذ قرارات بالتعاون "لمنع ومعاقبة هذا النوع من الجماعات التي بإمكانها تعريض أمننا للخطر".


وكشف الرئيس الفرنسي أن "اكثر من ثلاثين مواطناً فرنسياً غادروا للقتال في سوريا وقُتلوا هناك"، وأن هناك "تعاونا استخباراتيا وإجراءات جماعية يتم اتخاذها"، مشيراً إلى أن "هناك ادراكا لما يجب القيام به منذ أكثر من عام ونصف" والتهديد الذي تمثله عودة "أشخاص عندهم عقيدة وتدربوا في مناطق الحرب هذه".

وقال قادة الدول السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) في بيان مشترك إنهم عازمون على تكثيف جهودهم لمواجهة التهديد الناشئ من المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى سوريا".

وبحسب ارقام نشرتها السلطات الفرنسية نهاية نيسان/ابريل الماضي، فإن حوالى 300 شاب فرنسي توجهوا إلى سوريا وشاركوا في معارك، وأن مئة منهم سافروا عبر مناطق تسيطر عليها المعارضة السوريّة، وان مئة اخرين عادوا من سوريا وهم تحت مراقبة جهاز "مكافحة الارهاب".

وقد اتخذت لندن إجراءات عدة بحق "الجهاديين" تعبيراً عن قلق بريطانيا من تنامي ظاهرة العائدين من سوريا، وكذلك الدنمارك ودول اوروبية أخرى، وبدا واضحاً وكأن سحر المسلحين العائدين من سوريا قد انقلب على الساحر الأوروبي خصوصاً أن هؤلاء العائدين من سوريا باتوا قنابل موقوته بأوروبا وبعضهم يحرض على ارتكاب أعمال العنف بحق رجال الشرطة ويتباهون بجرائمهم التي ارتكبوها في سوريا.

وبحسب مصدر دبلوماسي بريطاني، فإن المحادثات بين دول المجموعة السبع ستتيح "مراجعة الوسائل والخبرات لدى هذه الدول ودرس ما يمكن القيام به في مجال مراقبة "تمويل الارهاب".

إلى ذلك، أكد المنسق الأوروبي لمكافحة الارهاب جيل دي كيرشوف ان "اكثر من ألفي أوروبي ذهبوا أو يريدون الذهاب للقتال في سوريا".

واضاف أنه "يتعين على الاتحاد الأوروبي الانخراط أكثر مع الدول الخليجية في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب ولا سيما بشأن مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا".

وأضاف أن "المقاتلين الأجانب يحصلون على تدريب عسكري في سوريا ويصبحون أكثر تطرفاً وسيكون لديهم شبكة في جميع أنحاء العالم"، مؤكداً "أن عدداً من العائدين من سوريا سيشنون هجمات في أوروبا".

وقال كيرشوف، في تصريح لمحطة الاتحاد الاوروبي "اي بي اس" التلفزيونية "علينا أن ننخرط أكثر مع دول الخليج لأنهم يواجهون المشكلة نفسها"، مضيفاً: "اذا نظرتم الى التدابير التي اتخذتها السعودية مؤخراً فهي مؤثرة جداً، ولها أيضاً دور في الحدّ من تدفق الأموال السعودية لا سيما التبرعات الخاصة التي ترسل إلى سوريا وأحياناً لبعض الجماعات المتطرفة".
05-حزيران-2014

تعليقات الزوار

استبيان