دانت قوى وأحزاب وفعاليات وشخصيات سياسية وإعلامية أردنية قرار الحكومة الأردنية المستهجن وغير المسؤول الذي اتخذته أمس الأول تجاه سفير سورية في عمان، مؤكدة أن القرار يتناقض مع المصلحة الوطنية للشعب الأردني ويسيء للعلاقات الأخوية مع الشعب السوري.
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن
وأكد ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن أمس أن قرار الحكومة الأردنية يتناقض مع المصلحة الوطنية العليا للشعب العربي الأردني ويسيء للعلاقات الأخوية بين الدولتين والشعبين الشقيقين، مطالبا الحكومة الاردنية بـ"التراجع عن هذا القرار وبعودة سفير سورية الشقيقة إلى مكان عمله بين أهله وأشقائه في الأردن تأكيداً لعلاقات الأخوة والجوار ولحماية الأمن الوطني الذي يعتبر جزءاً من أمن سورية العربية والأمن القومي العربي لأن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الجميع هو الكيان الصهيوني وحليفته الإدارة الأمريكية".
وجدد الائتلاف موقفه الرافض للمساس بسورية العربية ورفض التدخل الأجنبي، مطالبا الحكومة الاردنية بعدم الاستجابة للضغوط لزج الاردن وتوريطه في الأزمة في سورية وألا يكون الأردن مقراً أو ممراً لاستهداف سورية والعدوان عليها.
وقال الائتلاف إن حماية وتعزيز الاستقلال الوطني يتأتى من خلال إنجاز مهمات الإصلاح السياسي والاقتصادي وبناء الأردن الوطني الديمقراطي غير المرتهن بمواقف وسياسات مؤسسات رأس المال العالمي ولتحالفات ومعاهدات تكبله وتفرض عليه قيودا ومحددات تتناقض ومصالحه الوطنية والقومية العليا" داعيا لاستذكار الدور التاريخي للشعب الأردني وحركته الوطنية الباسلة منذ ثلاثينيات القرن الماضي في الدفاع عن استقلال الأردن والنضال المتواصل ضد الأحلاف الاستعمارية الصهيونية التي استهدفت فلسطين والأردن والمنطقة العربية برمتها.
لجنة دعم سورية في رابطة الكتاب الأردنيين
بدورها، وصفت لجنة دعم سورية في رابطة الكتاب الأردنيين في بيان قرار الحكومة الاردنية بالمشين واعتبرته حربا أخرى على الدولة الوطنية السورية.
وقالت اللجنة إن هذا القرار جاء متناقضا مع المصالح الوطنية الأردنية وغير منسجم نهائيا مع مجريات الأمور على الأرض العربية السورية، وانه في الوقت الذي بات العالم فيه يحث الخطى لفتح خطوط تواصل جديدة مع حكومة سورية الشقيقة يأتي قرار حكومتنا الأردنية ليغرس إسفينا مقيتا في العلاقات بين الشعبين الشقيقين والدولتين الجارتين.
ولفتت اللجنة إلى توقيت القرار بالقول إنه "جاء في الوقت الذي كان فيه المثقف الأردني يتطلع إلى إصدار قرار حكومي بطرد السفير الصهيوني من عمان وتطهيرها من رجس الصهاينة ودورهم المشبوه على الأرض الأردنية تماشيا مع قرار مجلس النواب الأردني وهو قرار غير مسؤول ويناقض مصالح المثقف الأردني القومية وجاء تنفيذا لإملاءات خارجية لزرع فتيل العداء بين الشعبين الشقيقين الجارين".
رئيس رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين السابق
من جهته، نوه الكاتب والأديب الأردني الدكتور سعود قبيلات رئيس رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين السابق بصمود سورية في وجه الهجمة الوهابية، وقال في مقال بعنوان "انتهاك للسيادة الوطنية.. وليس تعبيرا" تعقيبا على قرار الحكومة الأردنية، إن "ما جرى أمس الأول هو إهانة وطنية وليس قرارا وطنيا لأنه ليس سوى تعبير ذليل عن الانصياع لإملاءات الدوائر الإمبريالية والرجعية وليس تعبيراً عن المصالح الوطنية والإرادة الأردنية المستقلة".
وأضاف قبيلات إن "سفير سورية لدى الاردن تصرف طوال الوقت كجندي شجاع يدافع عن وطنه ببسالة ولا يفكر بالثمن الذي يمكن أن يدفعه بالمقابل خصوصاً وهو يرى باستمرار مختلف مظاهر التدخل السافر في الشؤون الداخلية لبلاده تجري أمام عينيه ابتداء من التصريحات الرسمية الفظة على مختلف المستويات ومروراً بالبيانات الصحفية العلنية التي يدلي بها قادة التيار السلفي من على الأرض الأردنية عن أعداد المسلحين الذين يرسلونهم إلى سورية ومساهماتهم في القتل والتدمير هناك وليس انتهاء بغرفة العمليات الأمريكية الإسرائيلية السعودية التي تخطط من عمان لكل أشكال العدوان على سورية إضافة إلى معسكرات التدريب التي أقيمت في بعض المناطق الأردنية لتدريب الإرهابيين على يد مدربين أمريكيين قبل إرسالهم إلى سورية وفوق هذا كله تصويت مندوب الأردن الرسمي في مجلس الأمن باستمرار إلى جانب مشاريع القرارات الأمريكية والأطلسية المعادية لسورية".
الأديب الأردني علي حتر
من جانبه، استنكر الناشط السياسي والباحث والأديب الأردني علي حتر في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قرار الحكومة الأردنية غير المسؤول تجاه السفير السوري في عمان وقال "ستبقى يا بهجت صديقا لنا نحن الذين لم نسأل في القرار وستبقى يا سفير إسرائيل عدوا لنا لأننا نقرر ذلك حتى لو أرادوك رغم أنفنا".
رئيس تحرير جريدة المجد الورقية الأردنية
في غضون ذلك، اعتبر فهد الريماوي رئيس تحرير جريدة المجد الورقية الأردنية الأسبوعية المعروفة بخطها القومي الناصري في افتتاحية بعنوان/بطاقة انتخابية وبيعة سرمدية/ "إن المرشح بشار الأسد لا حاجة له للدعاية الانتخابية والبرامج البراقة والوعود الوردية ليس لأنه تحول في السنوات الأخيرة الى حالة شعبية وظاهرة اسطورية ولكن لأن خصومه ومناهضيه ومعارضه العملاء والاغبياء قد تكفلوا دون قصد بتزكيته امام الراي العام السوري والعربي وأصبحوا دون أن يدروا ابلغ الدعاة لانتخابه والسير في ركابه ذلك لأنه شكل النقيض الساطع لعمالتهم وانقساماتهم فقد صمد وكانوا الخائنين وصدق وكانوا الكاذبين وتعملق وكانوا الاقزام المتصاغرين والمتساقطين والمتهافتين على أبواب حمد وفورد وبندر واردوغان".
وأضاف الريماوي "لأسباب متعددة لا ضرورة لسردها اصبح الرئيس الأسد في الوقت الحاضر قدر سورية وليس قائدها فقط وبات عنوانها ومضمونها وامل مستقبلها وليس محض رجل يجلس على سدة رئاستها وبمثل ما ابدى من صلابة فولاذية ومقدرة عبقرية في خوض معركة المصير سوف يبدي في معركة البناء والتعمير وبقدر ما كان عنيدا وشديدا في الحرب على التتار والإرهابيين الوهابيين سيكون حليما ورحيما بالخاطئين التائبين والعصاة النادمين الثائبين إلى الرشد".
اتحاد "الشيوعيين" الأردنيين
كما أدان اتحاد "الشيوعيين" الأردنيين ولائحة القومي العربي قرار الحكومة الأردنية غير المسؤول تجاه سفير الجمهورية العربية السورية في عمان.
وقال اتحاد "الشيوعيين" الأردنيين في بيان له أمس أن أقدام الحكومة الأردنية على اعتبار سفير سورية بالأردن شخصا غير مرغوب به يعد تأزيماً سياسياً خطيرا وخطوة غير مسؤولة قد تدفع الأردن الى التورط فيما يجري في سورية بشكل يهدد أمن بلدنا وشعبنا ويشكل خطراً جدياً على الأردن ومستقبله.
لائحة القومي العربي
بدورها، دانت لائحة القومي العربي في بيان لها أمس خطوة الحكومة الاردنية غير المسؤولة تجاه سفير الجمهورية العربية السورية في عمان.
وقالت لائحة القومي العربي في بيانها "إنه من العار أن تتحول الدولة الأردنية إلى أداة صغيرة لتنفيذ أجندات تتعارض لا مع مصلحة الأردنيين فحسب بل تتعارض حتى مع مصلحتها لو فكرت قليلا ..ومن العار أن يتم التعاون على فتح جبهة درعا مع العدو الصهيوني فيما الأردن نفسه في مرمى الاستهداف الصهيوني والقدس والأقصى وكل فلسطين".
وحذرت اللائحة في بيانها من محاولة إرضاء نظام آل سعود خوفاً من تحريك القلاقل في الأردن كما في معان مؤخرا وقالت "لن يحمي أمن الأردن الا التعاون مع الدولة السورية لضرب أوكار الإرهاب المصدرة إليها من الخارج".
اتحاد طلبة الأردن
اتحاد طلبة الأردن عبّر أيضاً عن استهجانه للقرار الجائر الذي اتخذته الحكومة الأردنية تجاه سفير سورية في عمان مؤكدا أن القرار لا يمثل سوى من اتخذوه وهو لا يمثل الشعب العربي الأردني.
كما أبدى الاتحاد في بيان استنكاره لهذا القرار معربا عن استغرابه لعدم تنفيذ قرار بطرد السفير الصهيوني من عمان حتى الان من قبل الحكومة الاردنية رغم مطالبة مجلس النواب بذلك.