اعتبر الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله "أن انتصار أيار في العام 2000 هو المؤسس لزمن الانتصارات وسقوط مشروع "اسرائيل"الكبرى،مؤكداً تمسك المقاومة بالمعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة". وقال "إن المقاومة تعمل في الليل والنهار على تطوير قوة الردع ضد العدو الاسرائيلي ومن واجبنا ان نطور قوة الردع". كما حذر العدو الاسرائيلي من ان المقاومة لن تسكت على تجاوزات الاحتلال الاسرائيلي على طول الحدود. كما شدد السيد نصرالله على أن مشروع اسقاط سوريا قد سقط وأن سوريا ومحور المقاومة يتقدمان، مشيراً إلى أن الجميع بات يدرك خطر الجماعات المسلحة في سوريا وسيأتي يوم تندم فيه الحكومات على دعمها للجماعات المسلحة في سوريا وسوف تشكرها على صمودها.
وفي الملف الرئاسي أكد السيد نصرالله انه ما زالت هناك فرصة لانتخاب رئيس قوي، مشيراً إلى أن المشروع بالنسبة للفريق الاخر كان التمديد، والآن مع سقوط هذا المشروع نحن اليوم لا نبحث عن رئيس جمهورية يحمي المقاومة في لبنان، فالمقاومة في لبنان تحمي الدولة وتحمي الشعب والوطن والكيان والشرف والسيادة وتحمي الامة. نحن نريد رئيساً لا يتآمر على المقاومة ولا يطعنها في ظهرها ويثبت على موقفه من المقاومة.
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة عشر لعيد المقاومة والتحرير أقام حزب الله احتفاله المركزي في باحة مجمع موسى عباس في مدينة بنت جبيل، والذي تحدث فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وحضره ممثل عن دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعدد من الوزراء والنواب من مختلف الكتل النيابية، ولفيف من رجال الدين من مختلف الطوائف الدينية، وممثلين عن الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية، وممثلين عن البعثات الدبلوماسية، والعديد من الشخصيات الحزبية وممثلين عن مختلف الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، بالإضافة لوفود مثلت أحزابا من عدد من الدول العربية، كما حضر الاحتفال حشود من عوائل الشهداء والأسرى، ووفود من الجرحى والمحررين، ووفود من مختلف المجالس البلدية والإختيارية، وحشود غفيرة من مختلف المدن والبلدات والقرى الجنوبية.
وقد ازدانت مدينة بنت جبيل والطرقات المؤدية إليها بمئات اليافطات والرايات وصور القادة والشهداء، كما غصت باحة المجمع الضخمة بالمواطنين الذين فرشت لهم عشرات آلاف الكراسي، كما وشهد المهرجان إطلاق لمئات البوالين الهوائية التي تحمل العلم اللبناني وشعار حزب الله.
جانب من الحضور مهرجان الذكرى السنوية الرابعة عشر لعيد المقاومة والتحرير
كما توسطت مكان الاحتفال منصة كبيرة حملت شعار المناسبة لهذا العام "وطن هويته مقاومة" مع عدد من الصور التي تبرز انتصارات المقاومة وأخرى تعكس هزيمة العدو وجنوده. قدم برنامج الإحتفال الشاعر علي عباس، حيث كانت البداية مع القرآن الكريم للقارئ حسين كعور، ثم النشيدين اللبناني وحزب الله ليليها وصلة إنشادية لفرقة الإسراء التي بدورها أنشدت عدد من أناشيد الإنتصار والتحرير.
ثم كانت كلمة السيد نصر الله ، أكد فيها أن انتصار ايار في العام 2000 هو المؤسس لزمن الانتصارات وسقوط مشروع ’’اسرائيل’’ الكبرى، معتبراً الإنتصار في العام 2000 هو للأمة وعيد للوطن. واضاف "قد انتصرنا في اكثر من موقعة ومهما كان العدو قوياً يمكن ان يهزم امام ارادتنا".
وتابع السيد نصر الله أن "هناك مشهد يحاول ان يربط بين الاسلام والحركة الاسلامية والاطار الاسلامي وبين القتل العشوائي والذبح والتدمير والحرق والمجازر واعمال الابادة الجماعية".
سياسة الردع مع العدو الاسرائيلي
وعن سياسة الردع مع العدو الاسرائيلي لحماية لبنان أكد السيد نصر الله تمسك المقاومة بالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، وقال "المقاومة تعمل في اليل والنهار على تطوير قوة الردع ضد العدو الاسرائيلي ومن واجبنا ان نطور قوة الردع". وراى أن موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر وملف الاسرى وملف الخروقات للسيادة اللبنانية، كلها ملفات بحاجة لعمل جدي"، مؤكداً أنه "عندما يدخل الاسرائيلي إلى اراضينا نحن معنيون بمواجهته".
وقال السيد نصرالله إن "العدو ينظر الى الجهة المقابلة (الأراضي الحدودية اللبنانية) بأنها جهة على درجة عالية من الجهوزية فيحسب كل صوت وكل بناء وكل شيء يحصل"، اضاف "العدو اليوم يخاف من الفلاحين والمزارعين ومن الشجر وحفيف الورق"، مؤكداً أن المقاومة لن تسكت على اي اعتداء على أحد من شعبنا الوفي على طول الحدود".
الأزمة السورية
وفي الشأن السوري أكد الأمين العام لحزب الله أن "سوريا كانت ولا زالت قلعة للصمود والتحدي وهي التي تحمل شرف عدم التواصل مع العدو او اقامة اي علاقة مع "اسرائيل" وحمت المقاومة اللبنانية والفلسطينية سوريا"، وقال "هذه هي التي ندافع عنها فلماذا لا يحق لنا ان ندافع عن ظهرنا في الوقت الذي نجد ان الصهاينة يأتون من كل اراضي العالم الى "اسرائيل".
جانب من الحضور الرسمي مهرجان الذكرى السنوية الرابعة عشر لعيد المقاومة والتحرير
ورأى السيد نصر الله أنه "الذي جاء بالحركة الصهيونية الى فلسطين هم الانكليز لتكون الثكنة العسكرية المتقدمة في قلب منطقتنا ومنع قيام النهضة في منطقتنا العربية والاسلامية ونبقى مشغولين بحروبنا ومن ثم نلجأ الى صانع عدونا لنأخذ منه الحماية النجدة. واليوم هذه الخطيئة تتكرر! اليوم يأتون بكل الارهابيين والجماعات التكفيرية من كل انحاء العالم ويقدمون لهم الدعم والتسليح والسياسة والإعلام والغطاء الدولي ويأتون بهم الى سوريا ليدمروا سوريا ويدمروا محور المقاومة لأنه يهدد امن الكيان الصهيوني وبقاء "اسرائيل" في المنطقة وهذا ما لم يحصل في اي منطقة من العالم حتى انه لم يحصل في افغانستان واذا ما حصل فليس بهذا الحجم".
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
وقال السيد نصر لله إن "الكثير من الاسئلة التي كانت لا تطرح في البداية اصبحت تطرح بشكل واسع وكثيف، ونحن نتحمل المسؤولية وذهبنا الى حيث ذهبنا وعملنا وفي وضح النهار وقلنا هذا هو الهدف، واليوم اين اصبح هذا المشروع في سوريا! لا شك انه تراجع وبدرجة كبيرة ومني بهزائم عديدة ولا شك أن هناك عوامل عديدة ساهمت في ذلك داخلية على مستوى سوريا واقليمية ودولية، ولكن يبقى العامل الاساسي هو الميدان في كل هذه التحولات والعوامل وصمود سوريا قيادة وجيشا وشعبا وهنا تأتي أهمية الحلفاء والاصدقاء في الموقع العسكري او الامني او الشعبي ولو لم تصمد سوريا نفسها كل الاضافات الاخرى ما كانت لتكون عوامل اساسية".
الإرهابيون في سوريا
ورأى السيد نصرالله أنه "لقد تبين بوضوح أن الذين أتوا الى سوريا اصبحوا يهددون الجميع. يهددون الدول التي اعطتهم المال ودعمتهم وشجعتهم، ويبدو ان هذا العالم وجد أن سوريا ومحور المقاومة لن يسقطا، وان الذين ارسلهم ليقتلوا بقي منهم احياء وبدأوا العودة الى ديارهم الى اوروبا وغيرها. ومن اهم العوامل التي يجب التوقف عندها انكشاف الدور الاسرائيلي في الحرب على سوريا وهناك علاقات سياسية ولقاءات ويأس ما يسمى بالائتلاف المعارض يبحث عن معارضين مثل جماعة "خلق" والعلاقة مع الاسرائيليين واللقاء بهم على حدود الجولان والمساعدة اللوجستية والمساعدة النارية ونحن امام شريط حدودي جديد في الجولان وهذه التجربة مؤلمة وقاسية ولن تعود على السوريين والفلسطينيين والجميع إلا بالخيبة والعار وانكشاف حجم التهديد لهذه الجماعات لكل الدول المجاورة ومنها لبنان. سوريا صمدت ومحور المقاومة صمد وتماسك ومنع المشروع الاخر ان يحقق انتصاراً حقيقيا او حاسما. والان سوريا ومحور المقاومة يتقدمون".
واضاف السيد نصرالله أن "الشعب السوري يتقدم والمجموعات المسلحة في سوريا تلجأ الى تعطيل الانتخابات في سوريا بقوة الحديد والنار. وسمعنا ان "داعش" قالت انه ممنوع على اي احد أن يشارك في الانتخابات وحكمت عليه بالاعدام! هذا هو البديل عن المشروع السياسي في سوريا طبعا هذا فكر "داعش" التي حكمت بكفر كل من يشارك في الانتخابات في العراق.
رئاسة الجمهورية اللبنانية
السيد نصر الله وفي الشان الرئاسي اللبناني اعتبر أنه "الذي حصل في هذا الشأن هو ترشيح تحدي لقطع الطريق على ترشيح جدي تجري مناقشته في الاروقة الوطنية".
تابع "موضوع الاتهامات في لبنان عادي، وليس هناك داعٍ ان نقف عندها ولكن يجب أن نتعاطى مع هذه المرحلة بهدوء ودون أي عصبيات وأن يذهب البلد ويجب أن نكون لدينا دقة ونحافظ على السلم الاهلي والتفاوض على موضوع الرئاسة في لبنان والمهم أن نبذل جميعاً الجهد ليكون لدينا انتخاب رئيس جمهورية في اقرب وقت ممكن وان لا ينتظر احد مستجدات ورهانات، وما زال هناك فرصة حقيقية لانتخاب رئيس قوي وقادر على حفظ الاستقرار ويتمتع بحيثية شعبية وقادر على المساعدة الحقيقية ليتجاوز لبنان هذه المرحلة الصعبة محلياً واقليمياً ودولياً.
وتابع السيد نصر الله أنه "بالنسبة للفريق الآخر المشروع الحقيقي على مسؤوليتي وعلى معطياتي وعلى الاتصالات الجارية لم يكن انتخاب رئيس جديد بل كان التمديد للرئيس السابق ومن اجل هذا التمديد قدمت إغراءات كثيرة ولن نعمد الى كشفها هنا"، واضاف "نحن لا نبحث اليوم عن رئيس جمهورية يحمي المقاومة في لبنان، فالمقاومة في لبنان تحمي الدولة وتحمي الشعب والوطن والكيان والشرف والسيادة وتحمي الامة. نحن نريد رئيس لا يتامر على المقاومة ولا يطعنها في ظهرها ويثبت على موقفه من المقاومة وهذا الخيار متاح . كما دعا السيد نصرالله إلى أن يبقى ملف السلسلة والجامعة اللبنانية خارج الاخذ والرد ونناشد الحكومة والبرلمان والسياسيين عدم تاجيل هذا الملف ولا تضحوا بالناس من اجل الرئيس".
وفي ختام كلمته قال السيد نصر الله "محور المقاومة يتماسك ويتقدم وسيتنتصر والمهم في الداخل في لبنان ان نحافظ على بلدنا وسلمه الاهلي وعهدنا لكل القائد للامام السيد موسى الصدر لشهدائنا جميعا للشهداء القادة السيد عباس الشيخ راغب الحاج عماد لكل الشرفاء ان نبقى سويا في هذا الموقع نصمد ونثبت ونقاوم وننتصر في زمن الانتصارات".