في صبيحة الثاني والعشرين من أيار عام 2000، كانت المقاومة ترصد تحرك تجمع للعدو الصهيوني في بلدة العديسة، يتحضّر لدخول موقع الطيبة خوفاً من ان تتوسع عملية الانتشار، فقامت المقاومة بقطع الطريق على العدو وذلك بضرب هذا التجمع بداية، واعترف يومها العدو بمقتل جندي اسرائيلي في محيط منطقة "مسكاف عام"، وفي الوقت نفسه جُهزت كمية من المتفجرات لتفجير موقع الطيبة لقطع الطريق أمام العدو ومنعه من التموضع مجدداً فيه.
وعي رجال المقاومة في ادارة حركة المدنيين جنّب وقوع أي ضحايا في صفوفهم. وبعد أن أقيمت متاريس من قبل العدو منعاً لتوغل الاهالي والسيارات الى بلدة العديسة، قام بانتشار عسكري لتجنيب العديسة مصير غيرها من القرى التي خرجت من قبضتهم، وكان لديهم استعداد للقتال. الا ان عدداً من المواطنين خرجوا من البلدة يحملون رسالة من اللحديين يقولون فيها ان هناك ستين لحدياً مجتمعين في العديسة لن يسلموا أنفسهم، فكان رد المقاومة انه في حال عدم الاستسلام فإن مصيرهم هو الموت.
في هذا الوقت توغل مجاهدو المقاومة الى البلدة، فشعر عندها اللحديون بالخطر، الأمر الذي دفع بعضهم للاستسلام، في حين أن البعض الآخر حاول الفرار والاختباء. وبما ان البلدة كانت محاصرة من قبل رجال المقاومة، فقد اضطر البعض الذي لم يكن قد استسلم بعد الى الاستسلام في اليوم التالي، أي صباح يوم الثلاثاء. وقد حاول العدو بكل جهده منع الأهالي من دخول العديسة، وعمد الى استهداف جرافة كانت تعمل على ازالة الساتر واستشهد فيها الاخ عبد الرسول رمّال.
ومن خلال السيطرة على بلدة العديسة انقسمت منطقة ما يسمى "بالشريط الامني" الى شقين، بحيث لم يعد هناك أي مجال للتواصل، وبالتالي انقطع التواصل الميداني بين القطاعين الاوسط والشرقي.
وبعد سقوط قوة العملاء التي تجمعت في العديسة أصبحت منطقة فوج السبعين اللحدي تحت سيطرة المجاهدين، فجرى الدخول الى بلدة حولا عبر بلدة طلوسة، ثم تابع الاهالي سيراً على الاقدام الى بلدة مركبا، وإليها عبر حولا بواسطة السيارات. في هذه الاثناء حصلت ردود فعل من قبل القوات الاسرائيلية منعاً لتوسيع رقعة الانتشار، باعتبار ان مركبا وحولا تقعان على الشريط الحدودي، ومن شأن هذا الانتشار ان يشكل خطراً على المستوطنات القريبة من الشريط، خاصة أن العدو لم يكن جاهزاً لمواجهة حركة التحرير هذه.
بلدة حولا دخلها المقاومون وكان العملاء لا يزالون فيها وفي ثكنتها، فعمل المجاهدون على محاصرتها ووجهوا إنذاراً الى العملاء ليسلّموا أنفسهم، وإلا تعرضوا لنيران المقاومة، فما كان من البعض إلا ان سلم نفسه، فيما الآخرون رفضوا وطالبوا بضمانات، فرفضنا إعطاءهم أي ضمانة، وتعاملنا معهم باستخدام أسلوب الترهيب، حيث أطلقنا رشقات نارية فوق رؤوسهم، ما أجبرهم على الاستسلام.
من حولا جرى الانطلاق الى بلدات ميس الجبل وبليدا ومحيبيب، حيث ترك العدو وراءه كميات كبيرة من العتاد والذخائر التي سُحبت من قبل رجال المقاومة.