صنعاء ـ وسام محمد
شهدت مدينة عدن جنوب اليمن واحدة من أكبر الفعاليات الاحتجاجية التي بات ينظمها الحراك الجنوبي مؤخراً، حيث تجمع عشرات الألاف من مختلف المدن والمحافظات الجنوبية، لإحياء الذكرى الـ 20 لاعلان الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض فك ارتباط الجنوب عن الشمال في 21 مايو 1994، بعد أربع سنوات من الوحدة بين الشطرين.
وقال لـ "العهد" شهود عيان أن حشوداً كبيرة تجمعت في الشارع الرئيسي لمدينة المعلا في عدن، لإحياء الفعالية التي أطلق عليها مليونية "فك الأرتباط"، رافعين أعلام دولة الجنوب، وشعارات تنادي بفك الارتباط عن الشمال، أبرز تلك الشعارات "استقلال الجنوب وبناء دولته المدنية سيقضي على الإرهاب والتطرف"، و"التحرير والاستقلال خيارنا".
وذكر الشهود أن المحتجون رفعوا مجموعة من الصور أثناء الفعالية، تظهر صور قيادات في الحراك الجنوبي إلى جانب قيادات أخرى في العالم العربي كالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والمرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية وزير الدفاع المصري السابق المشير عبد الفتاح السيسي، إضافة لصور لعلم جمهورية روسيا الاتحادية.
وقال مشاركون في الفعالية إنهم تعرضوا لعدد من الاعتداءات مارسها جنود من الأمن ونصبوا نقطة تفتيش بالقرب من مكان اقامة الفعالية.
وكان الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، قد جدد دعوته لما أسماه بنظام صنعاء، إلى تفاوض ندي برعاية الجامعة والمجتمع الدولي، من أجل العودة إلى الوضع القانوني والجغرافي للدولتين الذي كان سائداً حتى يوم 22 مايو 1990، تجنبا لإراقة مزيد من الدماء، لا سيما بعد أن أثبتت كل التطورات استحالة فرض الحلول المنقوصة التي تعارض ارادة شعب الجنوب. حسب تعبيره.
وأعتبر البيض في كلمة بثتها قناة "عدن لايف" قبل يوم من انطلاق الفعالية، أن الثورة الجنوبية الحالية، تخطو بنفس النهج الذي أعلن عنه في العام 1994، والمتمثل بفك الإرتباط، مؤكدا أن برنامج هذه الثورة يأتي استكمالا لذلك الأعلان.
عودة الحرب في الشمال
وفي شمال اليمن اندلعت الثلاثاء معارك عنيفة، في محافظة عمران، بين حركة "انصار الله " بزعامة عبد الملك الحوثي من جهة وقوات من الجيش الموالية لحزب الاصلاح "الإخوان المسلمين" من جهة أخرى، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وتواصلت الإشتباكات حتى صباح اليوم الأربعاء.
وتبادل الطرفان الاتهامات عن خرق الهدنة الموقعة بينهما منذ أشهر، في ظل حال من الاستقطاب والتحشيد التي قد تقود إلى مواجهات واسعة في المحافظة التي ظلت متوترة طوال الفترة الماضية.
وقال مصدر مقرب حركة "انصار الله" لـ "العهد" أن قوات اللواء 310 وما أسماهم بالتكفيريين هم من هاجموا قرى ومنازل الأهالي، نافيا أن يكون للحوثي أي دور فيما يحدث، بينما مصادر مقربة من الطرف الأخر اتهمت مسلحي الحوثي بأنهم حاولوا الاستيلاء على موقع تابع لقوات الجيش مطل على مدينة عمران، ما تسبب في نشوب المواجهات.
وقالت مصادر محلية أن القتلى الذين سقطوا في هذه الاشتباكات بلغ عددهم 30 شخصاً،أغلبهم من الحوثيين، إلى جانب سقوط عشرات الجرحى من الجانبين.
وأضافت المصادر أن اللجنة الرئاسية المكلفة تهدئة الوضع، لا تزال تبذل مساعٍ حثيثة من أجل العودة إلى الهدنة، ووقف الاشتباكات بين الطرفين.
وتشهد المنطقة تبادل نار متقطع، وتوتر غير مسبوق، في ظل التعزيزات التي تتوافد لحركة "انصار الله "الحوثي من محافظة صعدة القريبة من محافظة عمران، يقابلها تعزيزات وتأهب لقوات من الجيش ومسلحين موالين لحزب الإصلاح.
البرلمان يهدد بسحب الثقة
وقد أعطى البرلمان اليمني حكومة الوفاق اليمني مهلة تنتهي يوم الإثنين القادم لتقديم حلول لأزمة المشتقات النفطية والاختلالات الأمنية، ما لم يقوم بسحب الثقة عنها في جلسة الخميس القادم.
وأقر البرلمان اليوم الأربعاء مقترح سحب الثقة عن الحكومة، تقدم به عدد من النواب في الجلسة الثالثة لاستجواب أعضاء الحكومة، حول الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد.
وفي الجلسة، هدد رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة بالانسحاب بعد مشادة كلامية مع أحد أعضاء المجلس، دعاه لتقديم استقالته. وشن النائب عن حزب المؤتمر الشعبي العام محمد البرعي، هجوماً لاذعاً على باسندوة، وخاطبه بالقول: "استحلفك بالله أن تقدم استقالتك من رئاسة الحكومة وأنت مرفوع الرأس، أفضل من أن تخرج ورأسك بين قدميك".
وكان باسندوة الذي تتهم حكومته بالفساد، قد اعترف لدى حضوره وأغلب أعضاء حكومة الوفاق إلى البرلمان لمناقشة استجواب النواب، الذي بدأ الاثنين وتم تمديده إلى الأربعاء، بوجود فساد " كبير" في حكومته، وقال إنها ليست حكومته وانما حكومة الاحزاب الممثلة في البرلمان.
ويأتي هذا الاستجواب على خلفية عدد من القضايا التي كان البرلمان قد أثارها في وقت سابق، ثم قرر استجواب الحكومة بشأنها، وأهم هذه القضايا"الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد، وعدم توافر المشتقات النفطية في عدد من المحافظات، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة". لكن أغلب الوزراء الذين تحدثوا أمام النواب، لم يقتربوا من القضايا المثارة، بل راحوا يشرحون الانجازات التي زعموا أن وزاراتهم قد حققتها خلال الفترة الماضية، الأمر الذي جعل النواب يصعدون من لهجتهم، مطالبين بسحب الثقة عن الحكومة.
وأكد مراقبون أنه يستحيل على المجلس سحب الثقة عن الحكومة أو اتخاذ اي إجراء ضدها يتجاوز الاستجواب في ظل انعدام التوافق داخل المجلس الذي يعد شرطا لصحة القرارات الصادرة عنه، والذي أصبحت قراراته مرهونة بمبدأ التوافق بين الكتل البرلمانية الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.