صوت برلمان اقليم كردستان المؤلف من مائة وأحد عشر نائبا اليوم الثلاثاء على تسمية رئيس الحكومة الحالية المنتهية ولايتها نيجرفان البارزاني رئيسا للحكومة الجديدة، وقباد الطالباني نائبا له.
وتعد هذه الخطوة بمثابة بداية انفراج لأزمة تشكيل الحكومة الكردية التي امتدت لثمانية شهور بسبب الخلافات بين الفرقاء الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وحركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى من جهة، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني من جهة اخرى. وقد تمحورت تلك الخلافات على عدة مناصب من بينها رئاسة برلمان الاقليم ووزارة الداخلية ووزارة شؤون البيشمركة.
وكانت انتخابات برلمان اقليم كردستان قد جرت في الحادي والعشرين من شهر ايلول/سبتمبر من العام الماضي، واسفرت عن فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بثمانية وثلاثين مقعدا، وحركة التغيير بأربعة وعشرين مقعدا، فيما تراجع الاتحاد الوطني الكردستاني ليحصل على ستة عشر مقعدا بعد ان كان يشغل تسعة وعشرين في الدورة البرلمانية السابقة.
ويعد نيجرفان البارزاني الذي حظي بثقة البرلمان الكردي لرئاسة الحكومة المقبلة من الشخصيات الرئيسية في الحزب الديمقراطي الكردستاني، اذ انه يعد الرجل الثاني بعد عمه ووالد زوجته مسعود البارزاني، وشغل منصب رئيس الحكومة المحلية في الاقليم عدة مرات منذ عام 1992، ويمتلك نفوذا كبيرا في الاقليم لاينافسه فيه سوى مسرور النجل الاكبر لمسعود البارزاني، الذي يشغل منصب مستشار الامن الوطني في الاقليم، ومسؤولية عموم الجهاز الامني (الباراستن) للحزب الديمقراطي الكردستاني.
نيجرفان البارزاني
اما بالنسبة لنائبه قباد الطالباني(37 عاما)، فهو النجل الاكبر لرئيس الجمهورية وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني، الذي يخضع للعلاج في المانيا منذ عام ونصف العام، وكان حتى تسميته لمنصب نائب رئيس الحكومة، يشغل منصب ممثل حكومة الاقليم في الولايات المتحدة الاميركية، ومعروف عنه انه عاش لفترات طويلة في الولايات المتحدة ويمتلك علاقات واسعة مع الاوساط السياسية والمالية هناك.
وفي وقت سابق كانت مصادر في حزب الاتحاد الوطني قد كشفت عن تعيين قباد بمنصب كبير مستشاري رئيس الحكومة للشؤون الخارجية.
ويتوقع ان يثير تعيين نجل الطالباني في منصب نائب رئيس حكومة الاقليم وسط مساعي شخصيات مخضرمة في حزب الاتحاد للظفر بالمنصب، المزيد من التصدعات في صفوف الحزب.
قباد الطالباني
وتجدر الاشارة الى ان الاكراد حصلوا في الانتخابات البرلمانية العامة الاخيرة التي تم الاعلان عن نتائجها يوم الاثنين على اثنين وستين مقعدا، تسعة عشر منها للحزب الديمقراطي الكردستاني، ومثلها للاتحاد الوطني الكردستاني، وتسعة لحركة التغيير، واربعة للاتحاد الاسلامي الكردستاني، وثلاثة للجماعة الاسلامية، والبقية للاقليات المرتبطة بالاحزاب الرئيسية في الاقليم.
وتزامنا مع الانتخابات البرلمانية جرت انتخابات المجالس المحلية في محافظات اقليم كردستان الثلاث(اربيل ودهوك والسليمانية)، والتي من المقرر الاعلان عن نتائجها يوم غد الخميس من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.