افتتاح قمة شنغهاي في الصين ودعوات رئاسية لحل الأزمتين الأوكرانية والسورية
شكّلت الأزمتان الأوكرانية والسورية مدار بحث ونقاش بين زعماء وقادة الدول على هامش قمة شنغهاي التي افتتحها الرئيس الصيني جين بينغ صباح اليوم الأربعاء، وهي القمة الرابعة للدول الاعضاء في منظمة التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا "سيکا" بحضور الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، وسط تأكيدات على ضرورة السير بالحل السلمي لحل الأزمتين الأوكرانية والسورية.
وفي هذا السياق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الوضع في أوكرانيا واتفق الطرفان على ضرورة تسوية الأزمة بالطرق السياسية.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "الأمين العام والرئيس الروسي اتفقا على أن الأزمة في أوكرانيا يمكن حلها سياسياً فقط وعن طريق الحوار الشامل"، موضحا أنّ الأمين العام أشار إلى أنّ الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا ستتيح "إمكانية للتحرك نحو سلام واستقرار طويل الأمد في البلاد"، مضيفاً انّ "بوتين بحث مع بان كي مون الوضع في سورية وإمكانية التسوية السياسية في البلاد وإيجاد حلّ للمشاكل الإنسانية التي يعاني منها اللاجئون السوريون".
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ قد وجّها دعوة لجميع الأقاليم والمكونات الاجتماعية والسياسية في أوكرانيا إلى بدء الحوار ووضع تصور للتطور الدستوري للبلاد مع ضمان حماية تامة لحقوق المواطنين.
وجاء في بيان مشترك صدر عن الرئيسين في ختام محادثاتهما بشنغهاي "يعرب الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء الأزمة السياسية الداخلية المستمرة في أوكرانيا".
وتابع البيان انّ "روسيا والصين تدعوان إلى نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا والتحلي بضبط النفس وإيجاد حلول سياسية سلمية لحلّ المشكلات العالقة"، مضيفاً "يدعو الطرفان جميع الأقاليم والمجموعات الاجتماعية-السياسية في أوكرانيا إلى الدخول في حوار وطني واسع والعمل معاً على وضع تصور للتطور الدستوري اللاحق للدولة الذي يضمن المراعاة التامة لحقوق وحريات المواطنين المعترف بها دوليا".
كما أشار بوتين وشي جين بينغ في بيانهما المشترك إلى أنّ" موسكو وبكين تعتزمان التصدي بحسم لأي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، ودعا الزعيمان إلى التخلي عن لغة العقوبات آحادية الجانب، وتمويل أو تشجيع النشاطات الرامية إلى تغيير النظام الدستوري في أية دولة أو إلى جرها إلى اتحادات متعددة الأطراف أو أحلاف.
وأكّد الرئيسان ضرورة الحفاظ على استقرار العلاقات الدولية والسلام والأمن على المستويين المحلي والعالمي وتسوية الأزمات والخلافات ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات والتصدي لانتشار أسلحة الدمار الشامل.
وعبرت روسيا والصين عن استنكارهما لسياسات غير جائزة كفرض عقوبات من جانب واحد ومحاولة تغيير النظام الدستوري للدولة الأخرى وجرّها إلى حلف ما أو تكتل، وتطوير الدفاع الكوني ضد الصواريخ من جانب واحد، والتجسس الإلكتروني على الدول والأفراد.
ولم يذكر البيان أسماء الدول التي تنتهج السياسات غير الجائزة. ولكن موسكو كانت قد أعلنت مرارا أن هذه الممارسات تلازم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي. أما الدولة التي يجرّونها إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي فهي أوكرانيا.
وشهد رئيسا الدولتين توقيع حوالي 40 اتفاقية تعاون اقتصادي وإدانة السياسات والممارسات الأمريكية، كما افتتحا مناورات "التعاون البحري 2014" بين روسيا والصين في بحر الصين الشرقي.