شهدت بلدة سوما التركية أمس مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين، استخدمت خلالها مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في البلدة التي قتل فيها نحو 300 شخص في أسوأ كارثة صناعية تشهدها البلاد بعد أن شبّ حريق داخل أحد المناجم.
واجتاح الغضب تركيا مع اتضاح حجم الكارثة، وصبّ المحتجون جام غضبهم على مالكي المنجم المتهمين بإعطاء الأولوية للربح على حساب السلامة إضافة إلى حكومة رجب طيب إردوغان .
وهتف أحد المحتجين "كفوا عن رشنا بالمياه اذهبوا ورشوا المياه على المنجم علكم تستطيعون في النهاية إخماد الحريق".
وكان الحشد يحاول الوصول إلى تمثال لتكريم عمال المناجم في وسط البلدة، عندما أغلقت الشرطة الطريق المؤدي إليه وأطلقت مدافع المياه من شاحنات مصفحة لتفريق المحتجين.
ووصل عدد القتلى المؤكد إلى 292 شخصا، وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إنه تم العثور على ثماني جثث أخرى في المنجم مساء أمس الجمعة.
ويعتقد أن 10 آخرين لا يزالون محاصرين ومن غير المرجح خروجهم أحياء بعد مرور ثلاثة أيام على الحريق الذي أطلق غاز أول أكسيد الكربون المميت في أنحاء المنجم.
وشهدت تركيا عقداً من النمو الاقتصادي السريع في عهد اردوغان، لكن معايير سلامة العاملين لم تشهد تحسنا مماثلا مما جعل سجل تركيا واحدا من أسوأ السجلات في العالم.
ومن شأن تدخل الشرطة أن يضاعف غضب الجمهور تجاه اردوغان.
وصمد اردوغان في وجه احتجاجات حاشدة وتحقيق في فضيحة فساد طالت حكومته، غير أن مشاهد الأخير وهو يصفع على ما يبدو رجلا أثناء زيارة لبلدة سوما حيث وقعت كارثة المنجم أجّجت غضب المتظاهرين.
وأكد الرجل ويدعى تانر كوروكا أن أردوغان صفعه، وقال لتلفزيون "كانال دي" إن حراس اردوغان الشخصيين ضربوه بعد ذلك.
في المقابل، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين جيليك إنه لا توجد أدلة مرئية على أن اردوغان ضرب أحدا.
واشتبكت الشرطة مع محتجين في المدن التركية الكبرى الثلاث -اسطنبول وأنقرة وإزمير- خلال الأيام القليلة الماضية.
واحتدم الغضب بسبب صورة لأحد مساعدي اردوغان وهو يركل محتجا طرحته قوات الشرطة الخاصة أرضا.