فلسطين المحتلة ـ العهد
تحيي الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب الداخل المحتل عام 1948 ذكرى مرور 66 سنة على النكبة التي حولت الآباء والأجداد ومن بعدهم الأبناء إلى لاجئين في وطنهم وفي الشتات.
وبهذه المناسبة دعت فعاليات فصائلية ومجتمعية إلى مسيرات ووقفات، للتأكيد على التمسك بالحقوق المسلوبة، وعلى رأسها: العودة إلى الديار المُهجّرة، وإنهاء معاناة الملايين الموزعين على عشرات مخيمات اللجوء والشتات.
وفي غزة المحاصرة، شاركت جموع غفيرة في مسيرة مركزية دعت لها "اللجنة الوطنية العليا" لإحياء ذكرى النكبة، انطلقت من شمال القطاع وصولاً إلى معبر بيت حانون "إيرز"، بمشاركة مختلف القوى والأحزاب.
اما في الضفة، فانطلقت عند الساعة 11 من صباح الخميس مسيرة مركزية من أمام ضريح رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، باتجاه ميدان المنارة وسط رام الله بالتزامن مع إطلاق الصافرات لمدة 66 ثانية، بعدد سنوات النكبة.
وعلم موقع "العهد" الإخباري أن الضفة ستشهد مساءاً مسيرة للمركبات القديمة التي أقلت المهاجرين عام 1948، حيث ستنطلق من شارع الإرسال وستجوب شوارع رام الله والبيرة ومن ثم ستتوقف في ميدان المنارة بإنتظار مسيرة المشاعل التي ستنطلق الساعة السابعة والنصف مساءً من ميدان "عرفات".
من جهة ثانية، اعتبر رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس أن شعبه تمكن من إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا وذلك بعد مرور 66 عاما على النكبة.
وأضاف عباس في خطاب وجهه للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وبثته قنوات فلسطينية،أن فلسطين أصبحت على رأس جدول اهتمام العالم وقادته، ليس كقضية لاجئين ولكن كقضية تحرر وطني واستقلال لشعب عظيم وعريق.
وشدد رئيس السلطة على أن ما أنجز كان ثمرة استراتيجية سياسية وفقت ما بين العدل والممكن والمتاح، والانضواء تحت الشرعية الدولية وقراراتها وآلياتها، دون الانجرار إلى مربعات اليأس أو الاستسلام.
وأعرب عن أمله بأن يكون العام الـ66 للنكبة عام النهاية لمعاناة الشعب الطويلة، وبداية لمستقبل جديد له. وقال: "آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ، وآن الأوان لقادة "إسرائيل" أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين". وأكد الرئيس أنه من دون القدس ومن دون كونها عاصمة فلسطين فلا حل ولا سلام في هذه المنطقة.
بدورها، شددت حركة "حماس" على تمسكها بالمقاومة حتى العودة والتحرير ، وقالت الحركة في بيان لها إن "استعادة وإحياء المشروع الوطني الأصيل المتمثل في مشروع التحرير والعودة عبر إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ضمن منظومة وطنية موحّدة قادرة على حماية الحقوق والثوابت والدفاع عن شعبنا ومقدساته ومجابهة جرائم العدو وعدم الرّضوخ للضغوط والتهديدات".
وفي هذا السياق، قال"ائتلاف شباب الانتفاضة" إن "شعبنا سيحتفظ بهذا الحق ويتوارثه جيلاً بعد جيل، مواصلاً مسيرة كفاحه التحرري حتى يصبح حقيقة واقعة مهما غلت التضحيات".
أما "لجان المقاومة الشعبية" ، وذراعها العسكرية "ألوية الناصر صلاح الدين" فأكدت أن فلسطين من بحرها إلى نهرها، ومن شمالها إلى جنوبها هي ملك للفلسطينيين وحدهم، وهي أرض وقف إسلامي، لا يملك أي كان التنازل أو التفريط بذرة تراب من أرضها المباركة.
هذا وأكدت حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" الخميس، أن الشعب الفلسطيني مازال يعيش فصول النكبة التي حلت عليه منذ 66 عاماً، لكن ستحل أيام سوداء قريباً على "إسرائيل"، فيما يحيا الفلسطينيون مستقبل أفضل.
وأوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب أن ذكرى وجود هذا الكيان الصهيوني في قلب فلسطين والأمة العربية والإسلامية واستمراره هو نكبة لشعبنا. وأضاف، أن النكبة لم تحدث كحدث عابر وانقضى، ولكن شعبنا لا زال يعيش فصولها، فهو حدث لا يمكن أن يضعه الفلسطينيون وراء ظهورهم منذ 66 عاماً.
وأكد الشيخ حبيب، على استمرار الاحتلال في نكبته حيث سيطرة على الأرض، واستيطان في الأغوار، وتهويد في القدس المحتلة، وذلك لتؤسس "إسرائيل" نكبةً جديدةً لتشريد البقية الباقية من أبناء شعبنا خارج فلسطين.
وفي ذكرى يوم النكبة، شددت الحركة على لسان الشيخ حبيب، على أن شعبنا لم يفرط في أرضه رغم السنوات الطوال التي مرت على النكبة، مضيفاً أن "إسرائيل" كيان غير شرعي وسيبقى غير شرعي حتى تقتلعه أيدي المجاهدين.
ودعا الفلسطينيين والعرب والمسلمين في أرجاء العالم كافةً، إلى ضرورة محاصرة الكيان الصهيوني وإبقائه كياناً غريباً وممارسة كافة أنواع المقاطعة، حتى يبقى معزولاً محاصراً لعزله قريباً بمشيئة الله.
وأوضح القيادي حبيب، أن ذكرى النكبة تحل هذا العام، وقد استمرت سرقة الأرض الفلسطينية بوتيرة عالية، فيما وصل شعبنا لطريق مسدود في سياق التفاوض والتسوية، لكنه يؤكد على أن خيارة الأوحد هو المصالحة والاصطفاف حول مشروع مقاومة العدو الصهيوني.
وأكد، على أنه باتت واضحة أن كل أبناء الشعب الفلسطيني ينتظرهم مستقبل أفضل، فيما ستحل أيام سوداء على الاحتلال في وقت قريب بإذن الله.