تستغل روسيا بدء احتفالات ذكرى النصر على المانيا في 1945 التي تنطلق اليوم الجمعة، باستعراض قوتها العسكرية في الساحة الحمراء في موسكو، فيما حذر رئيس الحكومة الاوكراني ارسيني ياتسينبوك من "استفزازات" خلال تلك المراسم.
وشارك حوالي 11 الف جندي في العرض العسكري الروسي الذي يشارك فيه الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس حكومته ديمتري ميدفيديف. وبدأ العرض باستعراض وزير الدفاع سيرغي شويغو للقوات المحتشدة في الساحة الحمراء على وقع موسيقى الفرقة العسكرية.
وفي المناسبة عينها، سيزور بوتين شبه جزيرة القرم للمرة الاولى منذ انضمامها الى روسيا في آذار/مارس للمشاركة في العرض العسكري في مدينة سيفاستوبول للاحتفال بالانتصار السوفياتي.
ويعتبر ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا بعد الاطاحة بالحكم الموالي لموسكو في كييف المنبت الاساسي للازمة الأسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. ولم تتوقف الازمة منذ ذلك الحين عن التدهور مع امتداد اعمال العنف في شرق اوكرانيا، والتي يخشى ان تكون على حافة حرب اهلية. ورفض الانفصاليون في شرق اوكرانيا طلب الرئيس الروسي ارجاء الاستفتاء على الاستقلال المقرر يوم الاحد.
وقال دنيس بوتشيلين قائد جمهورية دونيتسك الانفصالية لـ"فرانس برس" ان "موعد الاستفتاء لن يرجأ". ولكنه "شكر" الرئيس الروسي الذي "يهتم بالناس في جنوب شرق اوكرانيا". واضاف بوتشيلين "حصل تصويت وهناك قرار بالاجماع بعدم تغيير الموعد".
وفاجأ بوتين الانفصاليين الاربعاء بدعوته الى سيناريو "حوار" ينص على وقف كييف لعملياتها العسكرية في جنوب شرق البلاد مقابل تأجيل اجراء الاستفتاء. كذلك اكد ممثل عن اللجنة الانتخابية في دونيتسك ان "الاستفتاء سيحصل خلال عدة ايام وقد طبعت اوراق الاقتراع ويتم توزيعها".
من جهته اعلن الكرملين الخميس انه "يحلل" الوضع بعد اعلان الانفصاليين عدم ارجاء الاستفتاء. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي "هناك تطورات جديدة. ينبغي تحليل الوضع".
وكررت الحكومة الاوكرانية من جهتها تأكيدها ان ليس لديها اي نية للعدول عن قرار اعادة فرض الامن في شرق البلاد.
وقال سكرتير مجلس الامن القومي والدفاع الاوكراني اندري باروبي ان "عملية مكافحة الارهاب ستتواصل بغض النظر عن قرارات مجموعة مخربة او ارهابيين في منطقة دونيتسك"، في اشارة الى الاستفتاء المرتقب الاحد.
ويبقى التوتر على اشده في اوكرانيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 ايار/مايو لاختيار خليفة للرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش والذي اطاحت به احتجاجات واسعة في شباط/فبراير الماضي. واعلن رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الخميس انه سيزور كييف الاثنين للتعبير عن دعم الاتحاد الاوروبي لاوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية في 25 ايار/مايو. ومن المفترض ان يزور الامين العام لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا لامبيرتو زانييه كييف الجمعة.
وتجري الاحتفالات بالذكرى الـ69 للنصر على النازية في أوكرانيا في أجواء من التوتر في ظل المواجهة العسكرية بين السلطة في كييف ومعارضيها من أنصار الفدرلة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد. وألغت الإدارة المحلية في العاصمة كييف بسبب ما وصفته بـ"خطر وقوع أعمال استفزازية" الاستعراض العسكري والمسيرات الجماهيرية التقليدية، وحذت حذوها غالبية المدن الأوكرانية، حيث أعلنت إجراءات أمنية مكثفة.
وخلت شوارع العاصمة الأوكرانية من شرائط غيورغي وهي رمز عيد النصر التقليدي المستعمل منذ أيام الاتحاد السوفييتي وبدلت الشرائط برمز آخر وهو عبارة عن زهرة حمراء مرفقة برقمي 1939-1945 (فترة الحرب العالمية الثانية). لكن سكان المناطق الشرقية المطالبة بفدرلة أوكرانيا لا يزالون يحتفظون بشريط غيورغي ليس فقط رمزا للانتصار على النازية، بل ولنضالهم الحالي من أجل حقوقهم، بينما حذرت الإدارة في كييف من استخدام شرائط غيورغي، معتبرة ذلك "عملا استفزازيا". أما المناطق الغربية في أوكرانيا فقررت السلطات المحلية فيها هذه الأيام إلغاء أية رموز سوفييتية وشيوعية علاوة على شرائط غيورغي.
وأعلن يوما 8 و9 مايو/أيار في مدينتي لفوف وتيرنوبول الغربيتين كيومين للأسى لضحايا الحرب العالمية الثانية. وفي غرب أوكرانيا أيضا قررت إدارة مدينة إيفانو فرانكوفسك إحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية يوم 9 مايو/أيار فقط، ودعا عمدتها المواطنين إلى الامتناع عن أية تظاهرات سياسية. كما ألغيت المسيرة التقليدية لعيد النصر في مدينتي أوجغورود وروفنو بغرب أوكرانيا، لكن الإدارة المحلية هناك أعلنت أنها ستنظم حفلات موسيقية للمحاربين القدامى.