تتواصل اليوم عملية اخراج ما تبقى من المسلحين من حمص وفق الاتفاق الذي اشرفت عليه الامم المتحدة ويقضي باخراج 1200 مسلح . وقد وصل عدد الذين انسحبوا حتى اللحظة الى 968 نقلوا بواسطة 24 حافلة على 5 دفعات، وهو ما يشكل نسبة 80 بالمئة من المسلحين المتواجدين في المدينة. وعلى الرغم من عرقلة المسلحين إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب وقصفهما بالقذائف الصاروخية ، إلا أن قافلة المساعدات إلى البلديتن ستنطلق اليوم الخميس تنفيذاً للاتفاق.
وقال محافظ حمص طلال البرازي إن 80 بالمئة من مقاتلي المعارضة والمدنيين خرجوا من احياء حمص المحاصرة، وان العملية التي بدأت الاربعاء ، ستنجز اليوم الخميس. واكد المحافظ في حديث ليل الاربعاء الخميس، ان عدد الذين خرجوا من الاحياء المحاصرة لاكثر من عامين وصل الى 980 شخصا، وان العدد المتبقي هو بين 300 و400 شخص.
واكد البرازي انجاز "80 بالمئة من اخلاء المدينة من السلاح والمسلحين، والعشرين بالمئة المتبقية(الخميس) تتوافر لها الشروط وتنجز"، آملا في ان يكون الخميس "يوم انهاء هذا التفاهم الذي سيؤدي بالنتيجة الى اخراج كل المسلحين والسلاح من المدينة القديمة".
وجاء انسحاب المسلحين من حمص القديمة باتجاه الدار الكبيرة التي تبعد حوالي 20 كيلومتراً عن مدينة حمص وفق الاتفاق على دفعات، وكان من بينها انسحاب الدفعة الأولى المؤلفة من 120 مسلحاً على متن 3 حافلات، ثم الدفعة الثانية من المسلحين على متن 5 حافلات، أعقبها خروج 8 حافلات تقل 400 مسلح، وبعدها 4 حافلات أخرى تقل على متنها 180 مسلح.
في غضون ذلك، تمّ الافراج عن المختطفين في حلب على دفعات أيضاً ليصل مجموع المفرج عنهم اليوم الى 47 شخصاً تم اطلاق سراحهم على 3 دفعات، حيث شملت الدفعة الثالثة 15 شخصاً من بينهم امرأة ايرانية.
وكان بدأ تنفيذ الإتفاق مع وصول لجنة المصالحة إلى الغرفة المشتركة وبحضور مندوب عن الامم المتحدة، حيث دخلت حافلات خضراء مخصصة لنقل المسلحين، منذ الساعة السادسة صباحاً عبر طريق حماة نحو منطقة الحميدية في حمص القديمة.
وأوضح مصدر مطلع لموقع "العهد" الاخباري أنه "وتنفيذاً لبنود الإتفاق، خرجت حافلتان تقلاّن مسلحين من المدينة القديمة، بالتوازي مع انطلاق قافلة المساعدات الغذئية والطبية نحو بلدتي نبل والزهراء عبر محور الليرمون شمال حلب، واطلاق سراح 15 جندياً سورياً كانت المجموعات المسلحة قد اختطفتهم في حلب عبر معبر بستان القصر، واطلاق سراح 15 طفلاً وامرأة كانوا قد خطفوا في ريف اللاذقية".
وبيّن المصدر أن "المجموعات المسلحة قامت بإحراق المقرّات والمعتقلات التي كانت تستخدمها في أحياء حمص القديمة. فيما أفادت معلومات خاصة لمراسل "العهد " أن كتيبة المهاجرين التابعة لـ"جبهة النصرة" كانت قد اوقفت قافلة المساعدات في محلة حيان البعيدة 7 كلم عن نبل والزهراء، وعادت القافلة إلى منطقة عندان بانتظار الانطلاق مجدداً. وستنطلق قافلة المساعدات إلى مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين يوم الخميس وفق الاتفاق ويرافقها مراقبون من الامم المتحدة والهلال الاحمر ، وتضم القافلة صهاريج محروقات وعشر آليات تحمل مواداً غذائية وادوية.
كما دخلت 20 سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري الى داخل المدينة القديمة لاجلاء جرحى المجموعات المسحلة من داخل احيائها.
وتشير المعلومات إلى أن الجيش السوري سيغلق منطقة الأحياء القديمة لتفكيك ونزع العبوات الناسفة والألغام وتسوية أوضاع من بقي من المسلحين في أحيائهم، قبل البدء بعودة المدنيين إلى داخل الاحياء. فيما يستثني الاتفاق حي الوعر المحاصر والمجاور لأحياء حمص القديمة.
في غضون ذلك، وتشجيعاً للمصالحات، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد عدداً من وجهاء الريف الدمشقي ممن ساهموا في جهود إنضاج المصالحة في بعض المناطق.
وجرى خلال اللقاء بحث الخطوات التي تمّ تحقيقها على صعيد إنجاز المصالحات في بعض مناطق ريف دمشق والجهود المبذولة لتوسيعها لتشمل باقي مناطق المحافظة خصوصاً بعد الانعكاسات الإيجابية للمصالحات على أوضاع المواطنين وحياتهم اليومية في المناطق التي نجحت فيها.
وأكد الرئيس الأسد أن الدولة تدعم مسيرة المصالحات الوطنية في جميع المناطق السورية انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم وإيماناً منها بأن حلّ الأزمة التي نواجهها لا يمكن أن يأتي عبر أطراف خارجية وإنما هو ثمرة لجهود السوريين وحدهم لأنهم الأقدر على إيجاد الحلول لمشكلاتهم.
وعبّر الرئيس الأسد عن تقديره للمساعي البناءة التي يبذلها الوجهاء بهذا الخصوص بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها وأكد أن مؤسسات الدولة تعمل على تعزيز دور الوجهاء في ترسيخ وتوسيع هذه المصالحات لافتاً إلى أهمية جهود الوجهاء ليس فقط في المساعدة على إنجازها بل في إعادة بناء الإنسان فكراً وعملاً من خلال التمسك بالأخلاق والمبادئ الوطنية لأن هذه المهمة أصعب من عملية إعادة إعمار ما خربه الإرهاب.
من جهتهم، أكد الوجهاء عزمهم المضي في تعزيز عملية المصالحة الوطنية وخصوصاً في ظل تنامي الوعي الشعبي لأهميتها وتصميمهم على تجاوز المعوقات التي تعترض عملهم بهذا الشأن لما لذلك من انعكاسات إيجابية على جميع أبناء الوطن.