انقضاءُ مهلةِ المفاوضات بين السلطة و’تل أبيب’ دون اتفاق: فشلٌ آخر لأمريكا
فلسطين المحتلة - العهد
انقضت مهلة الأشهر التسعة التي حددتها الولايات المتحدة للمفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة من دون التوصل لاتفاق كما كان يسعى عرّاب واشنطن جون كيري الذي اضطر لمنح الطرفين "إجازة"، بحسب توصيف وسائل الإعلام التي تحدثت في الوقت عينه عن فشل جديد للإدارة الأمريكية.
ويقول المستشار السياسي لرئيس الحكومة في قطاع غزة يوسف رزقة إن "الرعاية الأمريكية للمفاوضات أضرت الفلسطينيين ولم تنفعهم، لأنها منحازة للعدو وضاغطة على الحقوق الوطنية".
ولفت رزقة إلى أن أمريكا على قناعة تامة بأن ما يعرف بحل الدولتين هو حل فاشل، ولا يمكن تطبيقه على الأرض بسبب رفض الأغلبية اليمينية الصهيونية له.
وكانت إذاعة العدو قد نقلت عن مصدر في "تل أبيب" وصفته بالمسؤول قوله: "ما إن يتخلى محمود عباس عن تحالفه مع حماس، المنظمة المجرمة التي تدعو إلى تدمير "إسرائيل"، سنكون مستعدين للعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات وبحث كل مواضيع الخلاف".
وسبق أن ربط المجلس المركزي لـ"منظمة التحرير" في دورته الـ26 مسألة العودة للمفاوضات بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، والتوقف كلياً عن البناء الاستيطاني، إلى جانب الاعتراف بالمرجعيات الدولية، وهو أمر تحفظت عليه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قالت على لسان عضو مكتبها السياسي خالدة جرار إن "الجولة الماضية من المفاوضات كانت مشروطة لكن هذا ليس هو الأساس، فنحن نرى أن الارتهان لهذا المسار الذي ترعاه أمريكا المنحازة غير مفيد لقضيتنا".
وتابعت جرار في حديث لـ"العهد الإخباري" إن هناك بدائل سياسية لهذا النهج التفاوضي، في مقدمة ذلك: التوجه للأمم المتحدة وإعادة الملف الفلسطيني برمته إلى المنظمة الدولية بهدف تطبيق قرارات الشرعية، وليس التفاوض عليها.
وتؤكد القيادية "الجبهاوية" أن المشكلة تكمن في المراوحة داخل نفس المربع، بالرغم من أن سنوات المفاوضات الطويلة أفضت إلى نتائج خطيرة لا تحتمل البقاء فلسطينياً عند ذات النقطة.
وكان أمين عام "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي طالب "المجتمع الدولي" بالتصدي لتنكر الاحتلال الدائم للقوانين والأعراف، قائلاً إن "محاولات بنيامين نتنياهو لإقرار قانون يقضي بأن "إسرائيل" دولة يهودية ينسف مزاعم الكيان الزائفة بأنه ديمقراطي، ويكرس التمييز والعنصرية في القرن الحادي والعشرين، رغم أن العالم سعى للتخلص من ذلك عبر نضالات استمرت مئات السنين".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن أن "تسيفي ليفني" و"يائير لابيد" الوزيرين في الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه "نتنياهو" تبادلا مؤخراً عدداً من الرسائل، في محاولة منهما لبلورة رد موحد إزاء فشل المحادثات مع الفلسطينيين.