شهدت الأزمة الأوكرانية أمس مستوى غير مسبوق من التصعيد الميداني، مع هجوم شنه الجيش الأوكراني على الانفصاليين الموالين لموسكو في البلاد. وفي هذا الاطار، أكدت وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل 37 شخصا وإصابة 170 آخرين بينهم 10 من رجال الأمن في حريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا أضرمته عناصر متطرفة من "القطاع الأيمن".
وقام رجال الإطفاء بإجلاء الناس من المبنى المحترق، بينما انهال مقاتلو "القطاع الأيمن" بالضرب على الأشخاص الذين يخرجون من المبنى دون أن تتدخل الشرطة في الأمر.
وهتف المتطرفون "أوكرانيا فوق كل شيء!" (من المعروف أن النشيد الوطني الهتلري بدأ بعبارة "ألمانيا فوق كل شيء").
حريق بمقر النقابات في أوديسا أضرمته عناصر متطرفة من "القطاع الأيمن"
من جهتها، دعت الولايات المتحدة كلا من اوكرانيا وروسيا الى "اعادة بسط النظام" في مدينة أوديسا في جنوب اوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف في بيان تعليقا على الحريق المفتعل إن "اعمال العنف والفوضى التي اوقعت الكثير من القتلى والجرحى بلا طائل هي غير مقبولة"، مضيفة "ندعو الطرفين الى العمل سويا من اجل اعادة بسط الهدوء والقانون والنظام".
وتابعت المتحدثة "ندعو السلطات الاوكرانية الى فتح تحقيق وسوق كل المسؤولين (عن اعمال العنف في اوديسا) امام القضاء".
عشرات القتلى والجرحى في اقتحام الجيش الأوكراني لمدينة كراماتورسك
في سياق متصل، أشارت مصادر طبية في مدينة كراماتورسك جنوب شرق أوكرانيا الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح في معارك اندلعت بين "الدفاع الذاتي" للمدينة والجيش الأوكراني الذي بدأ اقتحامها مساء أمس الجمعة في إطار العملية العسكرية التي شنتها سلطات كييف.
ونقلت وكالة "نوفوستي" عن المصادر قولها إن هناك قتيلين على الأقل، ويجري الآن نقل الجرحى الى المستشفيات. ويأتي ذلك بعد اقتحام الجيش لمدينة سلافيانسك المجاورة، حيث تقدمت مدرعات ودبابات الجيش نحو مركز المدينة، لكنه لا يزال تحت سيطرة أنصار الفيدرالية حسب تأكيد القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف.
وتعرض مقر الدفاع الذاتي الشعبي في سلافيانسك لنيران القناصة، وأقام الجيش الأوكراني حواجز في أطراف المدينة بعد أن أزال حواجز أقامها أنصار الفيدرالية.
كما توجه الى سلافيانسك زعيم حركة "القطاع الأيمن" المتطرفة دميتري ياروش لقيادة الكتائب التابعة للحركة التي تقاتل الى جانب الجيش النظامي. وأدت المواجهات في سلافيانسك الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إذ أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل جنديين وإصابة عدد من العسكريين في المعارك، بالإضافة إلى تأكيدها إسقاط مروحيتين بواسطة منظومات محمولة للدفاع الجوي، وتضرر مروحية أخرى.
وأعلنت الوزارة لاحقا عن احتجاز أربعة أشخاص كانوا يطلقون النار على المروحيات، الأمر الذي نفاه "العمدة الشعبي" للمدينة، قائد الدفاع الشعبي المحلي فياتشيسلاف بونوماريوف.
وأكد بونوماريوف أن مسلحي "القطاع الأيمن" يطلقون الرصاص على السكان المدنيين الذين يساعدون في إقامة المتاريس والحواجز، على عكس القوات الأوكرانية التي تتصرف بصورة ودية. وأعلن العمدة عن مقتل ثلاثة من عناصر الدفاع الشعبي ومدنيين اثنين.
هذا وطلب بونوماريوف من الأطفال والنساء والمتقاعدين عدم مغادرة منازلهم، أما الرجال فدعاهم إلى "تقديم ما في وسعهم من المساعدة" لقوات الدفاع الشعبي.
وكانت قوات الجيش الأوكراني، مدعومة من قوات الحرس الوطني وعناصر الأمن، قد بدأت هجومها على سلافيانسك فجر الجمعة، وذلك في إطار ما أطلقت عليه السلطات في كييف "عملية مكافحة الإرهاب". وجرت العمليات بمشاركة مروحيات عسكرية ومدرعات، رافقتها عملية إنزال جوي وسط المدينة.
ونفت قوات الدفاع الشعبي إعلان جهاز الأمن الأوكراني السيطرة على نصف مدينة سلافيانسك، مؤكدة أن الجهاز الأمني يكذب باستمرار.