يحتفل العمال في عيدهم في الأول من ايار /مايو هذا العام في وقت ما زال هؤلاء يصارعون لتحقيق لقمة عيشهم بكرامة ومازال امامهم الكثير لتحقيق مطالبهم. وقد احتفل العمال بهذه المناسبة بتنظيم تظاهرات عدة لم تخل بعضها من مواجهات مع السلطات والعمال كما حصل في اسطنبول التي شهدت اشتباكات مشابهة قبل نحو سنة، كما وقعت اضطرابات في كمبوديا بعد أن دعت النقابات الى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون اضرابا في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام. كما شهدت الساحة الحمراء في موسكو تظاهرة بمناسبة عيد العمال في استعادة لتقليد يعود الى حقبة الاتحاد السوفياتي، وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الازمة الاوكرانية.
وقد شهدت تركيا ابرز المسيرات حيث في ميدان تقسيم حيث وقعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة في تكرار لمشهد الصدامات التي وقعت العام المنصرم.
واستخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الطوق الامني لمنع الدخول الى ساحة تقسيم.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه بعد إعطاء إنذار أخير، تحرك المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين أثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية الى الساحة .
وقد انتشر عشرات الاف عناصر الشرطة، بلغ عددهم 40 ألفاً بحسب وسائل الاعلام التركية من اجل منع الوصول المتظاهرين الى هذه الساحة.
وفي كمبوديا، وقعت اضطرابات بعد أن دعت النقابات الى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون اضرابا في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام. وغالبية العمال في هذا القطاع ـ الذي يعتبر حيويا للاقتصاد الكمبودي ويوظف حوالى 650 الف شخص ـ يكسبون اقل من مئة دولار شهريا.
واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه الذي أُغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
وفي ماليزيا، تجمع الاف الاشخاص في العاصمة كوالالمبور للاحتجاج على ضريبة جديدة تعتزم الحكومة فرضها ونددوا بمحاكمة زعيم المعارضة انور ابراهيم وطريقة معالجة أزمة الطائرة المفقودة التي كانت تقوم بالرحلة "ام اتش 370".
ونظمت التظاهرة في مناسبة يوم العمل للاحتجاج خصوصا على ضريبة على البضائع والخدمات يبدأ سريانها في نيسان/ابريل 2015.
ونددت المعارضة بهذه الضريبة وقطع الدعم الحكومي عن بعض القطاعات في الاونة الاخيرة في اطار خطوات تتخذها الحكومة لتحويل اعباء خفض العجز المتزايد الى المستهلك العادي.
لكن المتظاهرين استغلوا هذه الفرصة لتوجيه انتقادات اخرى الى الحكومة التي تواجه تنديدا واسعا بسبب عجزها عن تفسير اسباب فقدان الطائرة الماليزية التي كانت تقوم برحلة الى الصين.
كما شهدت العديد من العواصم الاسيوية تظاهرات عمالية في اندونيسيا وهونغ كونغ وسنغافورة وسيول .
وفي روسيا تجمع نحو 100 الف شخص في الساحة الحمراء في موسكو، وقالت الشرطة المحلية ان المسيرة تقدمها رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في الساحة الحمراء على مشارف الكرملين للمرة الاولى منذ 1991.
ورحب عدد من اللافتات وخطابات ممثلين نقابيين بانضمام القرم الى روسيا في اذار/مارس بعد استفتاء اعتبرته كييف والمجتمع الدولي غير قانوني. وقال رئيس حزب "اتحاد العمل" الكساندر شرشوكوف ان التظاهرة ستكون "ضد الفاشية بسبب الوضع على حدودنا" في إشارة الى الاحداث في شرق اوكرانيا.
بدوره، أوضح رئيس اتحاد نقابات روسيا ميخائيل شماكوف أن اكثر من مليوني شخص شاركوا اليوم في مسيرات عيد العمال في البلاد، على ما نقلت وكالة انترفاكس.
وتشهد أوروبا كذلك عدة مسيرات بالمناسبة، وتتظاهر النقابات في فرنسا احتجاجاً على خطة ادخار 50 مليار يورو التي اعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس واخرى تحت شعار دعم اوروبا.
وقبل أقل من شهر من الانتخابات الاوروبية، تعتزم "الجبهة الوطنية" ان تجعل من مسيرتها التقليدية "عرض قوة" لترسيخ تقدمها في استطلاعات الرأي التي تشير الى أنها تحتل المركز الاول او الثاني على الخارطة السياسية في منافسة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية.
كما تشهد اسبانيا التي تشهد مستويات بطالة قياسية تظاهرات في مدريد واكثر من 70 مدينة اخرى. كما تشهد اليونان تظاهرات وايطاليا حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي باعادة الثقة للايطاليين الذين يخرجون لتوّهم من أكثر من سنتين من الانكماش.