بدأ العراقيون منذ ساعات الصباح الاولى اليوم الاربعاء بالتوافد الى المراكز الانتخابية لاختيار ثلاثمائة وثمانية وعشرين نائبا للبرلمان العراقي المقبل من بين تسعة الاف واثنين وثلاثين مرشحا في مختلف محافظات العراق الثماني عشرة، حيث فتحت المراكز الانتخابية ابوابها منذ الساعة السابعة صباحا.
ويبلغ عدد المرشحين من الرجال ستة الاف واربعمائة وخمسة وعشرين، اما عدد النساء المرشحات فقد بلغ الفين وستمائة وسبع نساء.
ولم تسجل سوى حوادث وخروق امنية وفنية بسيطة خلال الساعات الاولى لعملية الاقتراع، في ذات الوقت الذي اكدت مصادر عديدة وشهود عيان ومراقبون الاقبال الجيد من قبل المواطنين على المراكز الانتخابية في العاصمة بغداد وبقية محافظات البلاد، ما عدا مناطق في محافظات الانبار وديالى ونينوى تشهد اوضاعا امنية غير مستقرة.
وأدلى عدد من كبار الشخصيات، كرئيس الوزراء نوري المالكي، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، ووزراء ومسؤولين كبار بأصواتهم في المركز الانتخابي المخصص لتصويت كبار الشخصيات والمسؤولين في فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء، في حين ادلت شخصيات دينية وسياسية بأصواتها في مراكز انتخابية عامة بمحافظتي بغداد والنجف الاشرف ومحافظات اخرى.
وعقب الادلاء بصوته، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه واثق من تحقيق الفوز في أول انتخابات منذ الانسحاب الأميركي نهاية 2011، الا انه يترقب "حجم" هذا الفوز.
وقال المالكي للصحافيين في فندق "الرشيد" في المدينة الخضراء المحصنة، حيث يدلي قادة البلاد بأصواتهم "فوزنا مؤكد ولكننا نترقب حجم الفوز".
ودعا رئيس الوزراء الذي يتطلع للفوز بولاية ثالثة على رأس الحكومة الناخبين العراقيين الى التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع، والى أن "يحسنوا الاختيار لأن الذي يشارك من حقه ان يحاسب".
ورأى أن شكل الحكومة المقبلة "يتوقف على الانتخابات وعلى كثافة المشاركة فيها وعلى حسن الاختيار"، مضيفاً "علينا أن نجري عملية التغيير، والتغيير المقصود هو الا تكون الحكومة نسخة عن الحكومات السابقة"، داعياً الى أن تكون "حكومة أغلبية سياسية".
وتابع المالكي انّ "الارهاب والمعيقين للعملية السياسية وضعوا عقبات كثيرة وراهنوا على ان الحكومة ليست قادرة على أن تحقق الانتخابات وان المفوضية (العليا للانتخابات) غير قادرة على إدارتها (...) من دون وجود قوات أجنبية".
وتحدث المالكي عن "نجاح كبير" في الانتخابات الحالية التي رأى انها "افضل من الانتخابات السابقة في وقت لا يوجد على أرض العراق اي جندي اجنبي".
الجعفري: اختيار النزيه الشجاع هو الفوز الحقيقي بالانتخابات
بدوره، اعتبر رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري الأربعاء، اختيار البعيد عن الفساد والشجاع هو الفوز الحقيقي في الانتخابات، مؤكدا أن صناديق الاقتراع ستضع العراق على مسار وانعطافة جديدة تحقق مصالح العراقيين كافة.
وقال الجعفري في تصريح صحافي عقب الإدلاء بصوته، إن "الانتخابات جاءت لتسمع العراقيين صوت السلم وصوت الناخب"، لافتاً الى تسجيل "حضور حقيقي في الانتخابات"، مضيفاً انّ "الوطنية العراقية انتصرت، وأن جميع الخطابات تشدّد دائماً على ضرورة الانتخابات بغض النظر عن القوائم والأشخاص والمرشحين".
وأكد الجعفري ان "الثقة بالمواطن الذي سيختار من هو الأكفأ والبعيد عن الفساد والشجاع غير الجبان، والذي لا يسخر أي جهاز من أجهزة الدولة مهما كان إلا للمصلحة الوطنية العليا"، معتبراً ذلك "هو الفوز الحقيقي في الانتخابات".
وتابع الجعفري، "اليوم، سنضع العراق على مسار وانعطافة جديدة تحقق مصالح العراقيين".
الحكيم يدلي بصوته في الانتخابات بأحد مراكز الإقتراع في بغداد
أدلى رئيس المجلس الأعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم صباح الاربعاء، بصوته في الانتخابات البرلمانية بأحد المراكز الانتخابية في العاصمة بغداد.
واعتبر السيد الحكيم، انّ" المشاركة الواسعة في انتخابات الخارج والتصويت الخاص يعبر عن ارادة وطنية لمشاركة أوسع"، لافتاً الى انّ "مؤشرات المشاركة الواسعة في انتخابات الخارج والتصويت الخاص تعبّر عن ارادة وطنية لمشاركة اوسع"، معتبراً ان "هذا اليوم سيحدد حاضر العراق ومستقبله".
وشدّد الحكيم على ضرورة ان "تنتقل العملية الانتخابية من سلوك وممارسة الى ثقافة"، لافتا الى ان "القرار اليوم لكل مواطن يضع صوته بمراكز الاقتراع".
مفوضية ديالى: العملية الانتخابية تجري بمرونة دون اي عرقلات
وفي هذا الإطار، كشفت مفوضية الانتخابات في محافظة ديالى عن انتشار أكثر من 38 الف مراقب محلي داخل مراكز الاقتراع العام لمراقبة آليات التصويت، مؤكداً أن العملية الانتخابية تجري بمرونة عالية دون أي معرقلات.
وقال المتحدث الاعلامي باسم مفوضية ديالى دريد التميمي لـ"السومرية نيوز"، إنّ "اكثر من 30 من مراقبي الكيانات السياسية إضافة الى ما يزيد عن ثمانية الاف من مراقبي المنظمات المجتمعية يشاركون في عملية مراقبة التصويت العام عبر مراكز الاقتراع العام الـ455 المنتشرة في عموم اقضية ونواحي ديالى".
وأضاف التميمي انّ "وجود هذه الاعداد الكبيرة من المراقبيين حالة صحية تعزز البعد الديمقراطي وتعطي طمائنية لسير العملية الانتخابية التي تجري بمرونة عالية دون اي معرقلات".
تفجيرات وقذائف ضد مراكز اقتراع في العراق
وفي سياق متصل، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين بجروح في سلسلة هجمات بقذائف الهاون والعبوات والأحزمة الناسفة استهدفت الاربعاء مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من البلاد، فيما كان العراقيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى في كركوك (240 كلم شمال بغداد) لوكالة "فرانس برس" "قتلت امراتان بانفجار عبوة ناسفة قرب مركز انتخابي في قضاء الدبس الواقع على بعد نحو 45 كلم شمال غرب كركوك.
وأصيب خمسة جنود بجروح في انفجار عبوة ثانية وضعت أمام مركز انتخابي اخر في القضاء ذاته.
واكد مصدر طبي في مستشفى كركوك العام لـ"فرانس برس" حصيلة ضحايا هذه الهجمات.
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، أُصيب شرطي ومدني بانفجار عبوتين ناسفتين قرب مركزي اقتراع في غرب المدينة، فيما قتلت القوات الأمنية ثلاثة مسلحين حاولوا اقتحام مركز انتخابي في جنوب الموصل.
كما منعت القوات الامنية انتحارياً من دخول أحد مراكز الاقتراع في شرق الموصل، الا انه فجر نفسه وأصاب خمسة عسكريين بجروح بحسب رائد في الشرطة وموظف في دائرة الطب العدلي.
وقتل شرطي واصيب 10 اشخاص بجروح عندما فجر انتحاري نفسه امام مركز للتصويت في بيجي (200 كلم شمال بغداد) حيث تمكن مسلحون من السيطرة على مركز انتخابي قبل ان يطردوا موظفي الانتخابات منه ويقوموا بتفجيره.
وسقطت قذيفتا هاون قرب مركزي اقتراع في منطقة قريبة من الفلوجة غرب العراق من دون ان تتسببا بوقوع ضحايا.
كما سقطت وفقا لمصادر في الشرطة 18 قذيفة هاون وانفجرت سبع عبوات ناسفة في عدة مناطق من مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) من دون ان تتسبب بوقوع ضحايا.
وانفجرت كذلك 11 قنبلة صوتية في قضاء الطوز (175 كلم شمال بغداد) ولم يسقط بها ضحايا، وفقا لقائممقام القضاء شلال عبدول.
اعتقال 5 دواعش كانوا يخططون لاستهداف مراكز انتخابية بكركوك
على خط مواز، أفاد مصدر في شرطة محافظة كركوك شمالي العراق ان خمسة عناصر من تنظيم "داعش" الارهابي تم اعتقالهم في عملية امنية جنوب غربي المحافظة كانوا يخططون لتنفيذ هجمات على مراكز للانتخابات.
ونقل موقع "السومرية نيوز" عن المصدر إن "قوة مشتركة من شرطة الاقضية والنواحي واللواء 46 من الفرقة 12 للجيش العراقي نفذت عملية أمنية فجر اليوم، في قرية الحوائج التابعة لقضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك)، وتمكنت من اعتقال 5 عناصر من ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام داعش"، مبيناً أن "المسلحين كانوا يخططون لاستهداف مراكز انتخابية في مناطق جنوب غربي كركوك".
وأضاف المصدر أن "القوة نفذت العملية على خلفية معلومات أستخبارية دقيقة قادت للقبض عليهم، وصادرت القوة المنفذة للعملية قاذفة نوع RBG7 وسلاح رشاشة و24 مخزن طلقات"، مشيراً الى أن "القوة نقلت المعتقلين الى مقر احتجاز للتحقيق معهم".
وتعد هذه الانتخابات، العملية الانتخابية السابعة منذ الاطاحة بنظام صدام في نيسان/ابريل عام 2003، حيث جرت العملية الانتخابية الاولى في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني-يناير 2005 لاختيار اعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية (البرلمان المؤقت)، وانتخاب اعضاء مجالس المحافظات (المجالس المحلية)، وقد تمثلت المهمة الاساسية للجمعية الوطنية بكتابة الدستور الدائم، وبالفعل انجزت تلك المهمة من قبل اللجنة المشكلة برئاسة القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ همام حمودي، وقد عرض مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي العام في الخامس عشر من شهر تشرين الاول/اكتوبر من نفس العام، وحظي بموافقة غالبية ابناء الشعب العراقي، وكان الاستفتاء على مشروع الدستور بمثابة العملية الانتخابية الثانية، اما العملية الانتخابية الثالثة فجرت في منتصف شهر كانون الاول/ديسمبر من عام 2005، لانتخاب اول برلمان عراقي بعد اقرار الدستور الدائم، واسفرت تلك الانتخابات عن فوز الائتلاف العراقي الموحد ( التحالف الشيعي)، بأكثرية مقاعد البرلمان في ذلك الحين، والبالغة مائتين وخمسة وسبعين مقعدا، لتتصدى لتشكيل الحكومة برئاسة القيادي في حزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي.
والعملية الانتخابية الرابعة تمثلت بانتخابات مجالس المحافظات لدورتها الثانية في مطلع عام 2009، وفي السابع من اذار/مارس 2010 جرت العملية الانتخابية الخامسة لانتخاب اعضاء برلمان جديد لدورة ثانية، وفي هذه الانتخابات تمت زيادة عدد مقاعد البرلمان ارتباطا بالزيادة السكانية للشعب العراقي، ونجحت الكيانات السياسية الشيعية بتشكيل تحالف برلماني تحت مسمى التحالف الوطني العراقي، الذي كلف مرة اخرى رئيس الوزراء نوري المالكي لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد تسعة شهور من السجالات والمفاوضات مع الكتل والكيانات السياسية الاخرى.
اما العملية الانتخابية السادسة، فقد تمثلت بانتخابات مجالس المحافظات في العشرين من شهر نيسان-ابريل من العام الماضي، التي افرزت نتائج اشارت الى بداية متغيرات وتحولات في واقع وحجوم القوى والكيانات السياسية وخارطة التحالفات والائتلافات، والتي ربما تبرز على نطاق اوسع في هذه الانتخابات.
ووفقا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات سيتم اغلاق المراكز الانتخابية في تمام الساعة السادسة عصرا، وانه من غير الممكن تمديد فترة الاقتراع، لان عمل اجهزة البطاقة الانتخابية الالكترونية التي تستخدم للمرة الاولى مبرمج للاقفال في الساعة السادسة عصرا.
وكان يوما الاحد والاثنين الماضيان قد شهدا تصويت العراقيين المقيمين في خارج البلاد، وتصويت منتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية ونزلاء السجون والمستشفيات.
ومن المتوقع ان يتم اعلان النتائج الاولية للانتخابات بعد اسبوعين في حين يتطلب اعلان النتائج النهائية فترة شهر تقريبا.