المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

حكومة نتنياهو تحطّم الارقام القياسية في بناء المستوطنات خلال التفاوض ... وانتقادات اسرائيلية جديدة لكيري


تنتهي اليوم مهلة التوصل الى اتفاق تسوية بين السلطة الفلسطينية والاسرائيليين التي حددتها واشنطن من دون إحراز أي تقدم في المفاوضات جراء التعنت الاسرائيلي وعدم إلتزام "تل ابيب" بالافراج في 29 اذار/مارس الماضي ـ كما كان مقررا ـ عن المجموعة الاخيرة من المعتقلين الفلسطينيين فضلاً عن تجميد الاستيطان، لا بل إن الكيان الاسرائيلي وافق خلال فترة التفاوض وبشكل "غير مسبوق" على بناء نحو 14 ألف وحدة استيطانية في الضفة والقدس وفق ما أكدته منظمات غير حكومية، وقام بتجميد مشاريع البناء لفلسطينيين بنسبة 60 في المئة من المنطقة "ج" الخاضعة لسيطرته بالكامل بالضفة الغربية!

وتأتي هذه الوقائع بعد عام من "الدبلوماسية المكوكية المكثفة" لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اثارت مواقفه  وتصريحاته حفيظة المسؤولين الاسرائيليين مرات عدة وآخرها تصريح يحذر فيه من تحول "اسرائيل" إلى "دولة فصل عنصري" اذا لم تتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال لقاء خاص، وهو ما سارع إلى نفيه والتأكيد بشدة على انحيازه إلى جانب الكيان الاسرائيلي.

وفي اليوم الذي يفترض فيه أن يتم التوصل إلى "اتفاق" أعلنت منظمة "السلام الان" أن "اسرائيل" وافقت على بناء 13851 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والجانب الشرقي من القدس المحتلة خلال تسعة اشهر من المفاوضات مع الفلسطينيين.


وقالت المنظمة إن "هذه الارقام التي تشير الى معدل 50 وحدة سكنية تمت الموافقة عليها في اليوم، هي "غير مسبوقة" من حيث حجمها". كما اوضحت المنظمة في بيان لها انه خلال التسعة اشهر الماضية، قامت السلطات الاسرائيلية بمشاريع بناء في 8983 وحدة سكنية بينها 6661 في مستوطنات الضفة الغربية وبقية الاحياء الاستيطانية في الجانب الشرقي للقدس المحتلة. كما اطلقت 4868 عطاءات لبناء مساكن في الضفة الغربية والقدس خلال الفترة نفسها.

وصرّح رئيس المنظمة ياريف اوبنهايمر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "حطم الارقام القياسية في البناء خلال فترة تسعة اشهر من المفاوضات"، واضاف "هذه الارقام تثبت ان كل حكومة بنيامين نتانياهو لم تكن جدية خلال هذه المفاوضات وخصوصا على الارض لجعل حل الدولتين لشعبين مستحيلا".

وإمعاناً منها في إذلال الفلسطينيين، قامت "إسرائيل" بتجميد مشاريع البناء لفلسطينيين ضمن نسبة 60 في المئة من المنطقة "ج" الخاضعة لسيطرتها بالكامل في الضفة الغربية، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الحرب الإسرائيلية.

وأعلن مسؤول في "الإدارة العسكرية" الإسرائيلية أنّ "هذا الإجراء الذي دخل حيز التنفيذ اتخذ في (شهر) نيسان/ابريل رداً على طلب تقدّم به في مطلع الشهر الحالي الفلسطينيون من اجل الانضمام الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية، وذلك خلافاً لالتزاماتها" وفق تعبيره

وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أنّ تجميد أعمال البناء في المنطقة "ج" يناقض حكماً أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخراً، يعتبر أن مشاريع البناء في الضفة الغربية يجب أن تكون مرتبطة بمعايير "مهنية" وليس سياسية.

وكان مسؤول الإدارة العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الجنرال يواف موردخاي امام احدى اللجان في الكنيست. أنّ "هذه المشاريع تشمل بناء 600 منزل بالإضافة إلى إعطاء رخص لمساكن شيّدت من دونها". كما جمّدت الادارة العسكرية خمسة مشاريع "غير قانونية" تموّلها هبات أجنبية!

في هذا الوقت نفى كيري بشدة مساء الاثنين أن يكون تطرق الى اسرائيل "كدولة فصل عنصري" اذا لم تتوصل الى اتفاق سلام خلال لقاء خاص. وقال  في بيان شديد اللهجة "لا اعتقد انني ذكرت مرة واحدة علنا او في شكل مغلق ان "اسرائيل" دولة فصل عنصري او انها عازمة على ان تصبح على هذا النحو"، إلا أن كيري اشار الى انه "اساء اختيار كلماته خلال خطابه الجمعة امام خبراء السياسة الدولية خلال اجتماع اللجنة الثلاثية".

واكد وزير الخارجية في بيانه انه يدرك تماما "القدرة على سوء تفسير الكلمات".

وكان موقع "ديلي بيست" الاخباري الاميركي نقل صباح الاثنين أن كيري حذر "اسرائيل من خطر تحولها الى دولة "فصل عنصري" في حال لم تتوصل سريعا الى سلام مع الفلسطينيين.


وبحسب "ديلي بيست" فقد قال كيري الجمعة خلال اجتماع مغلق في واشنطن ان "حل الدولتين يجب التأكيد انه البديل الوحيد الواقعي. لان دولة احادية سينتهي بها الامر ان تصبح اما دولة فصل عنصري مع مواطنين من الدرجة الثانية واما دولة تدمر قدرة اسرائيل على ان تكون دولة يهودية".

واكدت الخارجية الاميركية الاثنين ان كيري "لم يعلن ابدا أن اسرائيل دولة فصل عنصري"، وخصوصا بعدما اثارت التصريحات التي نسبت إليه استياء مسؤولين اسرائيليين.

وقد اثارت التصريحات التي نسبت إلى كيري حفيظة االلوبي الصهيوني في الكونغرس قبل المسؤولين الاسرائيليين وطالب السناتور الجمهوري عن ولاية تكساس (جنوب) رافاييل ادوارد كروز بـ"استقالة" وزير الخارجية فيما طلب زميله عن ولاية اريزونا (جنوب) جون ماكين بان "أن يقدم (كيري) اعتذاره".

وكان وزير النقل الاسرائيلي "اسرائيل كاتز" ندد الاثنين بشدة بكلام كيري وكتب على صفحته على فيسبوك "العار عليك يا كيري! هناك كلمات لا يمكن استخدامها".

واضاف وزير النقل الذي ينتمي الى الحزب الذي يترأسه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو "في هذا اليوم الذي يشهد الذكرى الوطنية للمحرقة ها هو زير الخارجية الاميركي يصفنا بدولة فصل عنصري، بينما نحن الدولة التي تتعرض لمخاطر التدمير".
29-نيسان-2014

تعليقات الزوار

استبيان