حدد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام موعد الانتخابات الرئاسية السورية للمواطنين المقيمين في سوريا، يوم الثالث من يونيو/حزيران المقبل.
وقال اللحام في كلمة له اليوم خلال جلسة عقدها مجلس الشعب بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي وأعضاء الحكومة وممثلين عن وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية "أقول للشعب العربي السوري إنه حان استحقاق الانتخابات الرئاسية ..ونحن نعلن إجراءها في موعدها وفي مهلها الدستورية من دون تأخير غير آبهين بكل ما يقوله البعض في الخارج في محاولة منهم لزعزعة ثقتنا بأنفسنا وتشويه وتعطيل مسارنا وخيارنا السياسي والديمقراطي والتشويش على ما يريده السوريون عبر صناديق الاقتراع".
وأضاف اللحام خلال جلسة خاصة أن موعد الانتخابات الرئاسية للسوريين غير المقيمين على الأراضي السورية ستعقد في السفارات السورية يوم الثامن والعشرين من مايو/ايار المقبل "بدءاً من الساعة 7 صباحا وحتى 7 مساء حسب التوقيت المحلي للمدينة التي تتواجد فيها السفارة".
وأعلن اللحام كذلك عن بدء تقدم طلبات الترشح لمنصب الرئاسة السورية إلى المحكمة الدستورية العليا بدءاً من صباح الثلاثاء وحتى الأول من مايو/ أيار المقبل.
وأكد اللحام أن لا إرادة تعلو على إرادة الشعب السوري وأن المؤسسة التشريعية في سورية التي عهدناها على الدوام عموداً من أعمدة الدفاع والبناء صمدت كما الشعب السوري العظيم وهي تعمل اليوم رغم استشهاد بعض الزملاء وخطف البعض الاخر ومحاولة استهداف أعضاء آخرين تعمل بدأب وإخلاص لتأدية الأمانة التي حملنا إياها هذا الشعب العظيم.
وأضاف: "نحن نفي اليوم بعهدنا الذي قطعناه بأن نكمل مسيرة البناء نحو الغد المشرق رغم الألم والجراح ليكون مستقبل سورية أفضل وأقوى ولينعم أبناؤها بالأمن والأمان".
وأشار إلى أن شهداء سورية الذين ضحوا ليبقى الوطن وجرحانا الذين لم تمنعهم جراحهم من مواصلة الصمود ينتظرون منا أن نصل إلى مستوى جراحهم وتضحياتهم وأن من ضحى لأجل سورية روحاً وجسداً وعرقاً ودفاعاً ومن صمد وصابر ينتظر النصر الذي يسطره جيشنا وشعبنا بتلاحمهم وتماسكهم في وجه الحرب الإرهابية مؤكدا أن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وفق أحكام الدستور والقانون ليس إلا تجليا من تجليات النصر القريب بإذن الله.
وقال اللحام "نعاهد شهداءنا الأبرار بأننا سنكمل طريق بناء سورية واضعين تضحياتهم نصب أعيننا وحاملين آلام جرحانا ديناً في أعناقنا ماضين إلى المستقبل بكل عزيمة وإصرار وثبات ومستمرين في الدفاع عن بلدنا بكل الوسائل المتاحة ميدانياً وسياسياً".
وأكد اللحام أن قرارنا سيبقى قرارا حرا مستقلا لا يمليه علينا أحد ولا نخضع فيه لإرادة أحد إلا لإرادة السوريين وما يقولونه في صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة نزيهة وبإشراف قضائي كامل عليها في كل المراحل والمناطق.
ودعا رئيس مجلس الشعب كل السوريين إلى إعلاء صوت إرادتهم عبر صناديق الاقتراع وتأكيد ريادتهم الحضارية في ممارسة العمل الديمقراطي وحقهم في انتخاب من يرونه مناسباً قادراً صالحاً لقيادة سورية نحو النصر المبين وقال "إننا على ثقة بأنكم سوف تمنحون تأييدكم بسرية تامة وحيادية مطلقة بعيدا عن العواطف لمن يستحق أن يقود سورية ويدافع عنها ويصون سيادتها وثوابتها الوطنية ويضمن لها مستقبلا آمنا ينعم فيه السوريون كل السوريين بحقوقهم دون تمييز أو تفريق".
ودعا اللحام السوريين في الداخل والخارج لممارسة حقهم في انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية استناداً لأحكام الدستور وقانون الانتخابات العامة رقم 5 لعام 2014.
كما دعا من يرغب بترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدأ صباح يوم الثلاثاء الواقع في 22 نيسان/ابريل 2014 وتنتهي بنهاية دوام يوم الخميس الواقع في 1 أيار /مايو2014.
يشار إلى أن الدستور السوري لعام 2012 يتيح فرصة إجراء انتخابات رئاسية تعددية. وإذا ما تقدم عدد من المواطنين السوريين الذين تنطبق عليهم الشروط للترشح للانتخابات الرئاسية، فإنها ستكون أول انتخابات رئاسية سورية تعددية في التاريخ.
ووفقاً للمادة 85 من الدستور يتقدم الراغب بالترشح بطلب إلى المحكمة الدستورية العليا ويسجل طلبه في المحكمة بسجل خاص، وفي الوقت ذاته يتقدم بطلب خطي إلى مجلس الشعب للحصول على تأييد 35 عضواً من أعضاء المجلس.
وأكد عضو مجلس الشعب السوري أحمد الكزبري في تصريحات لصحيفة "الوطن" السورية أن "باب الترشح مفتوح للجميع وأن المحكمة الدستورية العليا ستستقبل كافة طلبات الترشح لمن توافرت فيه الشروط دون استثناء".
بدوره أكد عضو مجلس الشعب عمر أوسي للصحيفة ذاتها أن "أسماء أو أعداد المترشحين غير معروفة إلى الآن"، وشدد على أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون صحيحة في حال لم يكن هناك أكثر من مرشح. هذا فيما توقع عضو مجلس الشعب شريف شحادة أن يصل عدد المرشحين إلى ثلاثة.
من جهتها ، اعتبرت المعارضة ان تحديد موعد للانتخابات "ليس إلا مهزلة " وقال رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد الجربا ان "اعلان نظام الاسد اليوم عن اجراء "انتخابات رئاسية" في حزيران/يونيو ليس سوى مهزلة على المجتمع الدولي إلا أن يرفضها".
وتابع الجربا في بيان "مع تدمير الطيران والجيش وميليشيات الاسد التام لمناطق شاسعة من سوريا في السنوات الثلاث الماضية ، ونزوح ثلث السكان داخل البلاد او الى مخيمات للاجئين في المنطقة، لم يعد هناك جسم انتخابي قادر على ممارسة حقه في الاقتراع"