الضفة – شذى عبد الرحمن
يهدّد الموت 80 أسيراً في سجون الاحتلال، فرغم إصابتهم بأمراض سرطانية وأخرى مزمنة يعانون من إهمال ومماطلة إدارة السجون.
ويعاني الأسرى المرضى من إهمال صحي متعمد ومبرمج وقاتل تقوم به إدارة السجون وأطباؤها وبتواطؤ من محاكم الاحتلال والأجهزة الأمنية الصهيونية.
ويعد الأسير معتصم رداد المصاب بمرض السرطان بالأمعاء الغليظة، واحداً من هؤلاء، حيث رفضت محكمة الاحتلال النظر في الملف الطبي الخاص به إلى أجل غير محدد بإيعاز من مخابرات الاحتلال .
وسيخضع الأسير معتصم رداد لعملية جراحية سيتم خلالها استئصال 60% من أمعائه واستبدالها بأخرى بلاستيكية ما دفعه الى إرسال رسالة عبر محاميه قال فيها "أنا الأسير المريض معتصم رداد من سجن هداريم أنتظر عرس استشهادي، كيف تحيون من بعدي أعزة كرماء".
الخمسينية آمنة، والدة الأسير معتصم، علّقت على رسالة نجلها "لست موافقة على العملية التي أقرّها الأطباء، وغير مطمئنة أن يخضع لها وأنا بعيدة عنه"، وأضافت "في الزيارة الأخيرة التي رأيت فيها معتصم، لم يكن ينقصه سوى الكفن، أول مرة أراه ضعيفاً ومريضاً لهذه الدرجة، لم يستطع الوقوف خمس دقائق"، مشيرةً إلى أنّ" إدارة سجون الاحتلال لا تسمح لمعتصم بزيارة خاصة، رغم وضعه الصحي السيّئ".
من جانبه، أوضح شقيقه عاهد رداد، أنّ" العملية التي سيخضع لها شقيقه بعد خمس سنوات من المماطلة والإهمال هي عملية فاشلة، معتصم في حالة الخطر، ويعاني نزيفاً حادا، لا يستطيع الحركة أو الوقوف على قدميه"، مؤكداً أن المحكمة ستعقد اليوم في غيابه وذلك لصعوبة وضعه.
حالة الأسير إياد حربيات (32) عاماً، في سجون الاحتلال لم تختلف كثيراً فهو يعاني من تدهور خطير في صحته العقلية والنفسية بعد أن أعطته إدارة سجون الاحتلال حقنة أفقدته ذاكرته.
تقول والدته "ابني يصارع الموت"، مشيرة إلى أنه لم يتعرف اليها وقال لها في إحدى الزيارات أقسمي أنك أمي".
خمس سنوات ومحمد حربيات محروم من زيارته شقيقه الأسير، وعند الزيارة الأولى، نقلته إدارة سجن الاحتلال من سجن الرملة إلى سجن بئر السبع، "لم يستطع حمل سماعة الهاتف، كان جسمه يرتعش، وكان مخنوقا غير قادر على التنفس".
ويبين محمد أن شقيقه الأسير يتناول يوميا حبة دواء وإبرتين، مؤكداً أن إدارة سجون الاحتلال ما تزال تحتجزه في زنازين وتماطل في تقديم العلاج له.
فيما أصيب الأسير ثائر حلاحلة بالتهاب الكبد الوبائي، بعد أن تلقى حقنتين ملوثتين خلال علاجه أسنانه في عيادة سجن عسقلان.
عزيز حلاحلة والد الأسير ثائر، قال إن وضع ثائر ينحدر من سيّئ إلى أسوأ، وبالرغم من ذلك ترفض سلطات الاحتلال الكشف عن ملفه الطبي مدعية أنه ملف سرّي، مشيراً إلى أنه يعاني من انتفاخ في جسده كما يعاني من دوران بشكل مستمر.
من جانبه، بيّن وزير الشؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن الأطباء في سجون الاحتلال أسوأ بكثير من السجانين، ويتعمدون الإهمال والمماطلة، وهو ما أدى لإصابة الأسير ثائر حلاحلة بمرض الكبد الوبائي نتيجة لاستهتار طبيب الأسنان في عيادة سجن الرملة، باستخدام أداوت طبية ملوثة.
وأشار قراقع إلى أنه يوجد جهود سياسية تبذل في ملف الأسرى المرضى وتواصل مستمر مع طاقم المفاوضات، مؤكداً على أنه تم إعداد قائمة بأصعب الحالات المرضية المهددة بالموت والتي ستكون على سلّم أولويات المفاوضات وصفقات الإفراج عن الأسرى.