حذرت الخارجية الروسية من اندلاع حرب أهلية في المناطق الواقعة جنوبي شرق أوكرانيا، حيث أعلن ناشطون موالون لموسكو، الاثنين "جمهورية ذات سيادة".
واعلنت الخارجية الروسية في بيان نشر الثلاثاء "ندعو الى وقف الى الاستعدادات العسكرية فورا التي من شأنها ان تؤدي الى اندلاع حرب اهلية". وكانت حدة التوتر تصاعدت فجاة منذ الأحد عندما استولى متظاهرون موالون لروسيا على مبان رسمية في عدد من المدن بشرق اوكرانيا.
وقالت الوزارة "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن وحدات من قوات الداخلية ومن الحرس الجمهوري الاوكراني تتدفق الى مناطق جنوب شرق اوكرانيا خصوصا في دونتسك بالاضافة الى مقاتلين من مجموعة "برافي سيكتور" المسلحة غير الشرعية"، وهي حركة اوكرانية قومية.
واضاف بيان الوزارة "لقد اوكلت إلى هؤلاء مهمة سحق احتجاجات سكان جنوب شرق البلاد على سياسة السلطات في كييف".
وتابع البيان إن "المثير للقلق هو ان قرابة 150 عنصراً محترفا اميركيا من مجموعة "غريستون" العسكرية الخاصة ارتدوا زي الوحدة الاوكرانية!
ويأتي هذا البيان في وقت تصاعد التوتر في مدن دونيتسك وخاركيف ولوغانسك، بعد أن هاجم متظاهرون موالون لروسيا مباني رسمية وسيطروا على بعضها ورفعوا الاعلام الروسية .
وردت السلطات في كييف بشن حملة أمنية، لاسيما في خاركيف حيث أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية عن اعتقال نحو 70 "انفصاليا" لاستيلائهم على مبنى الإدارة الإقليمية.
وقال وزير الداخلية، آرسين أفاكو، على صفحته على فيسبوك، "أطلقت عملية لمكافحة الإرهاب. أغلق وسط المدينة بالإضافة إلى محطات المترو. لا تقلقوا. بمجرد الانتهاء سنفتحها".
ونقلت وكالة إنترفاكس ـ أوكرانيا للأنباء عن وزارة الداخلية قولها إنه يشتبه قيام المعتقلين "بنشاط غير قانوني له صلة بالانفصال، وتنظيم قلاقل عامة والإضرار بصحة الإنسان".
كما اعلن فيتالي ياريما نائب رئيس الوزراء الأوكراني الموجود حاليا في دونيتسك أن السلطات الاوكرانية لا تخطط لاقتحام مقر الإدارة المحلية للمقاطعة الذي سيطر عليه المحتجون، اليوم الثلاثاء. وأضاف أن هذا القرار اتخذ بعد مفاوضات جرت مع المحتجين بمشاركة الملياردير الأوكراني رينات أحمدوف.
وسبق أن دعا الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان ألكسندر تورتشينوف الى إجراء عملية خاصة فورا لتطهير مقر إدارة مقاطعة دونيتسك من المحتجين.
وقد اتهمت الخارجية الأمريكية روسيا بتدبير الاضطرابات التي شهدتها مناطق جنوب شرق أوكرانيا خلال الأيام الماضية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين بساكي في مؤتمر صحفي بواشنطن "أن الأشخاص الذين يتظاهرون في مختلف مناطق أوكرانيا ليسوا إلا انفصاليين موالين لروسيا. وهناك تأكيدات على أن بعض هؤلاء المتظاهرين يتلقون أموالا وليسوا من السكان المحليين. كل هذا يثير قلقنا البالغ".
يشار إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، كان قد تعهد بالدفاع "بكل الوسائل" عن السكان الناطقين باللغة الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، إذا ما وقعت أعمال عنف.
وحشدت موسكو قرابة 40 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، مما دفع السلطات في كييف إلى الإعراب عن تخوفها من إقدام الجيش الروسي على اجتياح أراضيها.